أقلام حرة

مهدي المولى: زيارة المالكي للسليمانية بداية مرحلة جديدة

لا شك ان زيارة السيد المالكي للاقليم ولقائه بقادة الكتل السياسية وعلى رأسها قادة الاتحاد الوطني وحركة التغيير في السليمانية الاقليم ليست مجرد زيارة ترفيهية عادية بل بداية مرحلة جديدة في الحركة السياسية في العراق خاصة بعد ان اثبتت التكتلات الطائفية والعرقية فشلها التام  حيث وصلت الى طريق مسدود حتى أصبح السير فيه  جريمة بحق الشعب والوطن

اذن لا بد من تغيير هذا الطريق اي ايجاد  طريق اخر وهذا الطريق لا يمكن ايجاده الا بالعمل الصادق والحوار الحكيم والشجاع 

فكانت زيارة المالكي الى السليمانية ولقائه بقادة الحركات السياسية دعوة لانقاذ العراق لا من داعش فقط  فداعش الى الزوال والتلاشي ولكن ما بعد داعش وهذا يتطلب ايجاد صيغة عمل مشتركة  وضع خطة مشتركة تشترك فيها كل الاطراف السياسية التي تؤمن بعراق ديمقراطي حر مستقل واحد موحد التي تؤمن بعراق يحكمه القانون والمؤسسات الدستورية لا حكم فرد ولا عشيرة ولا قومية ولا طائفة ولا حزب

المعروف ان  اول عقبة في طريق بناء العراق الديمقراطي الموحد هو نظام المحاصصة حكومة المحاصصة فهذا النظام هو سبب الفساد وسوء الخدمات والارهاب وكل معانات العراقيين  فاي تحرك  لمواجهة الفساد هذا الوباء الذي اسمه حكومة المحاصصة من قبل اي شخص اي مجموعة يقف عاجزا  لا قدرة له لها على المواجهة بل كثير ما يستسلم للامر الواقع ولم يبق امامه اما السير جنب الحيط او بسير في طريق الفساد لان نظام المحاصصة يملك من القوة والقدرة  الخرافية الاسطورية لحماية الفاسد  وتبرئته وتعاقب البري

اعتقد ان السيد المالكي حاول اختراق هذا الحاجز اي نظام المحاصصة الا انه هو الآ خر فشل واستسلم للامر الواقع  لكنه استمر في الدعوة الى الغاء حكومة المحاصصة   والدعوة الى حكومة الاغلبية السياسية الاغلبية تحكم والاقلية تعارض انها الوسيلة الوحيدة لانهاء التكتلات الطائفية والعرقية كما  انها الوسيلة الوحيدة لكشف الفساد ومعاقبة الفاسدين وفعلا نزل الى الانتخابات بهذا الشعار ونال تأييد جماهيري واسع جدا الا ان  انصار ومؤيدي حكومة المحاصصة توحدوا في جبهة واحدة تناسوا تماما اديانهم ومعتقداتهم وطوائفهم وقومياتهم وعشائرهم وقالوا لا  لحكومة الاغلبية السياسية نعم للمحاصصة وتمكنوا من اقصاء شعار المالكي وهكذا اتضح ان هدف  هذا التجمع المفاجئ والغير متوقع  ليس المالكي وانما الشعار الذي رفعه لانهم في حالة نجاح هذا الشعار سيحطم احلام انصار المحاصصة و يؤدي الى افلاسهم سياسيا وبالتالي ماليا ومن ثم محاسبتهم وزوالهم الى الابد

كما اتضح ان شعار الطائفة الدين القومية العشيرة المنطقة انها وسائل للتضليل الشعب ومن ثم سرقة امواله واتعابه والويل اذا تعرضت مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية الى اي ضرر تراهم ينقلبون فجأة ويدوسون الدين والطائفة والقومية والعشيرة والمنطقة باحذيتهم

اعتقد ان هذه القناعة ليست لدى السيد المالكي وحزب الدعوة فقط بل انها لدى  اطراف عراقية عديدة لدى الكثير من القوى الوطنية الكردية من القوى الوطنية السنية  لهذا نرى المالكي  هنأ الكرد بالاتفاق الذي تم بين الاتحاد الوطني وبين حركة التغيير واعتبره خطوة صحيحة وسليمة في التوجه لبناء الدولة  وهذا يعني من الممكن اقامة اتفاق بين حزب  الدعوة   اطراف شيعية اخرى   مع القوى الكردية الوطنية  وبذلك ضمنا وحدة العرب والكرد ووحدة السنة والشيعة

لهذا ندعوا السيد المالكي الى زيارة الانبار الموصل والالتقاء بالقوى الوطنية الديمقراطية العراقية ومناقشة الامر معهم وتشكيل تحالف جديد يضم  كل الاطياف من الطبيعي سيولد سينشأ تحالف اخر من كل الاطياف قد يختلف في الرؤية والرأي وهذه حالة جيدة اذا كانت وفق العراق الواحد الديمقراطي التعددي

اقول صراحة ان العراق سيواجه مشاكل ومخاطر تفوق مشاكل ومخاطر داعش لهذا على القوى الوطنية المخلصة الصادقة ان توحد نفسها في جبهة واحدة في تحالف واحد وفق خطة واحدة برنامج واحد والتحرك بسرعة لتنفيذه.

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم