أقلام حرة

عماد علي: على السلطة التركية مابعد الانقلاب ان لاتنسى فضل الكورد

emad aliمن تابع الانقلاب الفاشل الذي غير المعادلات الكثيرة  داخليا وخارجيا في تركيا، ونظر من زاوية موقف الكرد منه فقط وكيف اتخذوا الموقف السليم (بغض النظر عن الادعاءات والتحليلات لما ومن وراءه) فانه يتاكد بان للكورد في تركيا وبالاخص للحزب الشعب الديموقراطي فضل كبيرعلى ما هي تركيا عليه اليوم وهي دون فوضى عارمة، ولعدم تعقيد الحال اكثر او ما تسبب في عدم تعقيد المسائل الغامضة اكثر وبروز ما يمكن ان يُصعب الخروج السليم لتركايا من تداعيات الانقلاب في وقت قصير .

على الرغم من عدم تسلم اي من المراقبين وبالاخص الاحزاب المعارضة لاشارة او تلميح من السلطة التركية حول كيفية رد العرفان والفضل الجميل على حكومة تركيا الحالية الذي قُدم لها جراء الموقف السليم للشعب والمثقفين ولجميع الاحزاب وفي مقدمتهم المعارضة ومن بينهم الحزب الشعب الديموقراطي .

هل يفكر رئيس الوزراء التركي اردوغان بخلفية انسانية وكما يدعيه  وبحسن نية ومن منطلق السياسة العقلانية لما يعتمده حزبه نظريا ام يدخل النرجسية في سلوكه وينسى ما يفررضه عليه الجانب الخير من شخصيته نتيجة الانفعالات والعمل اعتمادا على رد الفعل فقط دون استراتيجية صاحلة لبلده . انه بدا بتصفية حساباته السريعة من جماعة غولن مستغلا الفرصة الذهبية التي توفرت لديه، ان ابعدنا كل تكهن سيء وما يمكن من وراء الانقلاب هنا ايضا . وبعد ان فرض حالة الطواريء لمدة ثلاثة اشهر، يمكنه ان يتعامل مع كافة القضايا بتفرد ويخطوا بدقة في الوقت الحساس ويمكنه ان يستثمر ما لصالح مستقبل بلده وشخصه وما يهمه بشكل كبير جدا مستقبلا ايضا . امامه القضايا الكبيرة الاستراتيجية التي يهتم بها ومنها النظام السياسي لبلاده وما يهم الكورد وتعامله مع دول الاقليم ودول الجوار وتصفير المشكل وتغيير التحالفات، ونجاح كل هذا المهام الصعب والكبير يعتمد على كيفيىة تعامله وفق المصالح المختلفة سواء الضيقة منها له شخصيا وحزبيا او لبلاده التي هي الاهم .

لو اتخذ الكورد موقفا سريعا وانتهازيا لتمكن خلال ساعات ان يهيج المدن ذات الاكثرية الكوردية على الاقل، ولم يكن بامكان اردوغان ان يطفيء نيرانه بسهولة، وعلى الاقل كان بالامكان  ان تؤول الحال الى منحرف خطير، وتخرج عدد من المدن من تحت سيطرة مركزيته المفرطة، وان تسال جراء وقوفه ضد ما يحدث  دماءكثيرة  من جهة وتزداد التعقيدات المختلفة على الصعيد السياسي والعسكري في كل المناطق وبالاخص كوردستان الشمالية من جهة اخرى .

كان موقف الكورد عقلانيا عصريا ديموقراطيا بعيدا عن النتهازية وحتى البراغماتية ايضا، وهذا بحد ذاته، يجب ان لا ينساه اردوغان وسلطته بسرعة، ويجب ومن المفروض عليه ان يقرا الواقع بما كان بالامكان ان يتحرك معارضيه عكس ما تحركوا عليه . ان الغرور والتعالي والاستناد على النرجسية لم تفد اية سياسة عقلانية عصرية ملائمة .

التاني ودراسة واقع البلد بعمق وما تحتاجه تركيا بعدما تفرغ اردوغان من جانب من انشغالاته التي تخوف منها منذ مدة واعتبر النار قريبة من باب بيته او كان تحت ثقل احساس وجوود قوة تاثيرات الاصفاد الغولنية في معصميه على الدوام .

 الكثير من الساسة والمراقبين لهم وجهة نظر حول ما يمكن ان يقدم عليه اردوغان استنادا على معرفتهم به استنادا على مسيرته وتاريخه السياسي والفكري من جهة ومستوى معرفته وثقافته وقراراته وكيف خطى  من قبل ويقارنوه برد الفعل ما بعد الانقلاب من جهة اخرى . الا ان الواقع المتغير وما يلامسههو بذاته  خلال هذه الايام يمكن ان يغير من اشكال خطواتهو توجهاته خلال الاشهر القليلة الماضية، وبالاخص من ناحية التعامل مع القضية الاصعب في بلاده وهي القضية الكردية التي استهل التطرق اليها وما لاقى من الصعوبات حولها منذ مدة، الا انه سار بخطوات ربما يمكن ان يضعها الكثيرون في خانة حسن نية، الى ان اجبر بفعل الصراع الداخلي والمخاوف ومنها الجيش الى التغيير الكلي في سياساته في هذا الشان، ويمكن ان نقول ان المسبب الاكبر في نكساته هو خوفه من الجيش وما يضمن ومعارضته في الوصول الى الحل المقنع للقضية الكردية، الا ان اليوم،  بعدما بدا بتنقية وتصفية الجيش من مناوئيه وممن كان يتخوف من مواقفهم وبعد شيء من الاستقرار المنتظ،ر لم يبق له اي عذر لتخوفه او يمنعه من توجهاته الصحيحة في حال اتخاذ اية خطوة يمكن ان يخطوها في اتجاه الكورد . فهل بالامكان ان نر تركيا جديدة بمعنى الكلمة حقا بعد الانقلاب وتسير نحو الافضل ولم ينس اردوغان فضل الجيمع في بقائه ام المصلحة الحزبية الشخصية المعارضة مع المصالح العليا ستمنع الخطوات الصحيحة التي تثمر افضل نتائج لبلده، فهل يسجل اردوغان لنفسه التاريخ ان اراد، بعيدا عن الضيق الافق الذي يحمله وتفرضه عليه نرجسيته .     

 

في المثقف اليوم