أقلام حرة

عماد علي: كوردستان الجنوبية تحت رحمة المخابرات الحزبية

emad aliمنذ خمس وعشرين سنة وتتم الاغتيالات والاعتقالات التي لا تحصى ولا تعد لاسباب سياسية صرفة بشكل فضيح، ولم يعلم احد بمجريات الامور وما تسير تحت الطاولة او وراء الستار حول هذه العمليات المعقدة . كتمان السر من حقهم من جانب لما له اهمية في نجاح المهمات الا ان اهمية الاسرار منتفية في عمل هذه المؤسسات نتيجة ما تقوم بها ليست لمصلحة الشعب باي شكل كان بل تتطلب المصالح العليا كشفها . وهي ليست مؤسسات مناسبة لما نحن فيه وما نحتاجها، وهي ليست الا مجموعة من الناس تابعة للحزب هذا وتلك، فيكون عملها وواجباتها ماساة على الشعب واكثر من ايجابياتها المحدودة امام الارهاب، ولا يمكن ان تخرج من اطر الاخطاء المتوقعة نتيجة سيطرة المصالح الحزبية الشخصية عليها . منذ انتفاضة اذار وتشهد كوردستان الجنوبية اغتيالات مجموعة نموذجية من الثوار المناضلين والمثقفين من الكتاب والصحفيين، هذا عدا المناوئين السياسيين وما يجري خلال الصراعات الحزبية، وتُصدر اوامر اغتيالهم من الغرف المغلقة، الابشع في الامر ليس مرجعيتهم الحزبية واهدافهم الضيقة وتبعيتهم الشخصية فقط وانما عملهم وفق ما كان ابان الحرب الباردة بين القطبين العالميين؛ الاتحاد السوفيتي واميركا وما دابت في سير امور السياسة والعلاقات على عمل المخابرات، اي ما تسير عليه هذه الموجودة في كوردستان منذ ايام انبثاقهم قبل العقود دون ان تتغير مهامهم، وان تحرر كوردستان الجنوبية من ربق المحتلين منذ عقدين ونيف .

ان من يتابع ما يجري في كوردستان يلاحظ ويجد ان اكثرية العمليات المخابراتية التي تذهب ضحيتها في اكثر الاحيان الابرياء هو وقت تنفيذ العملية التي تفرز اسئلة وتطرح وهي تشك في ما لا يمكن الا تكون هذه الاعمال مقرفة نابعة من العقليات الضيقة الحزبية النرجسية . نشاهد حدوت عملية في حال حدث خطا ما او عند كشف الخطوات المعيبة لدى حزب او شخصية وللتغطية عليها يلتجئون الى مثل العمليات او مستغلين من يناوئونهم لتصفية حسابات حزبية ضيقة معهم من جهة والتخلص من الهدف المختار المعرقل لهم من جهة اخر، اي ضرب عصفورين بحجر واحد . وهذا يطرح سؤال لماذا يتم كل ذلك في وضح النهار ولم يكتشف على الرغم من وجود طرف الخيط لدى الشارع قبل هذه المؤسسات المخابراتية الحزبية . لماذا يكون لصالح انقاذ حزب او جهة او شخصية من موقف محرج ؟ لماذا التمييز في المتابعة والتحقيق وتغطية الاكثرية وما تدخل منها في علمية الصراع القائم في كوردستان.

كم من شباب طموحين مخلصين وثوار مناضلين راحوا بايد غادرة دون ان يرف للسلطة جفن . متى يمكن استيضاح الامور للراي العام ؟

لماذا لم تحدث مثل هذه الاعمال المقززة في الاوقات الاعتيادية التي لا يمكن ان تنتسب الى ما تفيد تلك العمليات جهة او احدما او لا تقع لحساب احد ولمصلحة احد؟

لماذا يوظفون الاعلام المظلل والتوابع للتغطية والتضليل الناس في مثل هذه الامور المخابراتية ؟

لماذا نشر الخوف والرعب وعدم الثقة بالنفس بين المتمكنين من كافة الصنوف الثقافية والاجتماعية والاكاديمية من الشعب الكوردي بشكل عام ولمصلحة من ؟

لماذا لم تَبن مؤسسة مثيلة لتلكم الحزبية الموجودة وتكون حكومية هدفها ضمان امن واستقرار كوردستان فقط بعيدا عن الاحزاب؟ ومن له المصلحة في بقائها على هذه الحال؟

هذا والكثير م الاسئلة التي تنتاب كل منا ونعيش في قلق دائم في كوردستان التي عانينا وناضلنا وحلمنا ان نصل اليها مستقلة آمنة مطمانة للناس جميعا دون اي تميز حزبي او عصبي او ديني اومذهبي . ننتظر دائما ما تقترفه اليد الحزبي من الاخطاء في جميع المجالات وهنا بشكل خاص، فمتى تصلح الامور، ونحن نعيش في قلق دائم الا اننا نعلم الجواب قبل غيرنا كيف تكون النهاية وكيف يحرقون الحرث والعرض مع انفسهم، ونرجوا حدوث الاقل ضررا

 

في المثقف اليوم