أقلام حرة

هاشم عبود الموسوي: لماذا تذبحوننا كل يوم يا من تتذابحون على السلطة

hashem mosawiعندما أتوجه إليكم بالكلام، ربما أشعر وكأني أحاول وصف صورة ملونة لشخص أعمى، أعمته المظاهر وكثرة الفذلكات السياسية، فكيف لي أن أفهمه طعم الألوان وجمالية الصورة التي يمكن أن يكون عليها مجتمعنا، لو كان يبصر مانريد .. قد يفهم الكلمات، لكن هل يشعر بها

لقد صار حلمنا الذي تدمع له عيوننا .. أن يتحول هذا المستنقع الدموي الذي يسمى "العراق" الى روض أخضر تحت سماء زرقاء، ليس فيها مفخخات، وصراخ يومي لشعب أتعبته المزايدات العنترية لقادة جهلة إبتلى بهم العراق في غفلة من التاريخ ..

يا الله ويا ناس ويا بشر .. لقد أصبح عدد القادة المتعطشين للسلطة أكثر من الشعب نفسه . كلهم خبراء في إبتزاز وتصفية الآخرين . من أين أتوا وأين كانوا ؟ لا يعلم ذلك إلا الله . وما هذه العبقريات الفذة التي تظهر علينا كل يوم بوسائل الإعلام وشاشات التلفزيون ؟، لقد صرنا نتقيأ دما مما يقولون ولا يفعلون ... 

يمر العراق اليوم بأخطر فترة زمنية في حياته كلها، و نتيجة لسوء الأوضاع و استمرار الأحزاب الفاسدة في التربع على مفاصل القرار الوطني " باتت بعض الكلمات مثل الوطنية والشفافية والديمقراطية والحرية كلمات ممجوجة لأنها لا تعبر تماما عن الوضع لا من قريب ولا من بعيد، ربما من خلال حكومة خفية تجتمع في بعض العواصم العربية والأجنبية " و تستعين ببعض الوسطاء والبسطاء من الناس المخدرين الذين لا يعرفون من دنياهم سوى التعبد وقبول ما هو واقع عليهم، وكأن الله قال لهم ناموا ولا تستيقضوا ونحن نديرونتدبر أموركم .

اليوم الدولة بحاجة إلى مجموعة من الناس الذين لم يفقدوا ماء الوجه و لم يملأوا جيوبهم ولم يعيشوا و يعتاشوا هم و أولادهم و عائلاتهم على الكومسيون السياسي والسرقة الوطنية " كي يديروا الحكومة بهذه الأحزاب المشوهة ..ربما سيكون من العسير عليهم إن يفهموا بأن لا فائدة من بقائهم لفترة أطول رغم ما لديهم من رغبة ساحقة في البقاء لأنهم استهلكوا الكثير من الكاريزما التي رسموها لأنفسهم بعد أن وعد وا و أخلفوا ...

عليهم ألا يراهنوا على الحظ كثيرا، فالحظ الذي خدمهم خلال العشر سنوات الماضية، قد ينقلب في أية لحظة، والناس ليسوا مكترثين بكل الكلام والتحليلات والزيارات والمؤتمرات و اللقاءات التي تقوم بها الحكومة والدولة ولا بالتسويق الإعلامي الرسمي لبضاعة كسدت منذ زمن طويل، الناس يريدون حكومة، و يريدونها أن تفعل شيئا ما، الناس لم يعودوا مكترثين بالأحزاب فقد فشلت الأحزاب في إيجاد دور لها في الحياة السياسية و اكتفت بالتفكير و تضييع الوقت بكيفية إيجاد كرسي أو كرسيين لقياداتها على مائدة عشاء أو غداء رسمية مساءا عندما يجتمعون في بيوتهم الفارهة في المنطقة الخضراء، أو بالمشاركة في مناظرة إعلامية، يعودون و يظلون يحللون بكلماتها أسبوعا أو شهرا رغم أن كل تلك المناظرات لا تساوي شيئا .

 لا أحد يدري كيف تفكر هذه القيادات الهزيلة ولا ماهية الأسباب التي تجعلها تقبل بكل هذه المجازفة التي قد تقضي على الدولة العراقية بالكامل (دولة أقدم وأعرق الحضارات في التاريخ) مقابل لاشيء،أقول للذين يعيشون على أوهام بأن الدول المحرضة لهم على تأجيج الأوضاع الداخلية سوف لا تحميهم، عندما ستقوم القائمة . نصيحتي لهم أن يعيدوا النظر في تفكيرهم فالعالم يتغير و المعادلات القديمة قد لا تكون صالحة لليوم، و قد يكون بعض أقطاب النظام في الحكومة أو المؤسسات الأخرى للدولة ضالعين في مخطط ما يظنون أنه الأفضل لكياناتهم بينما سيكون هو الضربة الأخيرة التي تطيح بالكيانات والنظام و تطيح بنا جميعا.

سؤالي لهذه الكيانات المؤقتة التي سرقت خيراتنا ودمرت ركائز حضارات ماضينا وستقوض مستقبلنا، وستحول ثروات بلدنا الى حساباتهم وحسابات عوائلهم الخاصة في المصارف الأجنبية .

هل يعتقدون بأنهم سينجون من عقابنا ؟ آنذاك،عندما لا نجد لأنفسنا في بلدا إسمه العراق . نعاهدهم بأننا سنلاحقهم و نقوض مضاجعهم أينما كانوا، حين لا يكون لنا وطن

 

 

في المثقف اليوم