أقلام حرة

عماد علي: هل ما جرى في البرلمان العراقي كان مخططا من قبل ام وليد ساعته؟

emad aliمن تابع الفوضى التي سادت البرلمان بعدما جرى استجواب وزير الدفاع العراقي وكيف دخل مسار الاستجواب تلك المتاهة، ومن خلال جريان تل الساعة وما تخللتها من الجر والدفع وجلبت العمية معها تلك التطورات الانية من خلال العملية وما اقتحم فيه الوزير نفسه في ه وبدوافع شخصية وليس حرصا على نزاهة العملية السياسية من اساسها، وهل ما حدث كان بشكل مباشر دون سابق انذار او كان يتخطيط وتم التمهيد له من قبل،  فاننا امام عدة احتمالات اكثرها مرّ، فيما يفرز وما يحصل من تبعات كبيرة ستتفاعل مع الموضوع قضايا اخرى وتدخل على الخط كتل وشخصيات وامور سياسية مصلحية، اضافة الى الشكوك التي تحوم حول الايدي الخفية وراء حث الوزير او دفعه الى طريق غير المسبوق في كلامه الذي خرج عن العادة وما فعله بشكل مباشر وقح من تشهير وتسقيط لا مثيل له في الحكم العراقي الجديد مابعد سقوط الدكتاتورية، والمدهش في الامر تاكيده واصراره على اتهام رئيس البرلمان بقوة وكانه يعتقد بان الاستجواب بدافع منه او ان الوزير مدفوع قصدا بشكل مباشر ان يترك المستوجبة ويوجه كلامه واتهاماته لرئيس البرلمان رغم تعامل سليم الجبوري مع الحال بهدوء، اي دون ان يعلم نوايا الوزير وو ما يحصل والا كان بامكانه ان يسير اتجاه الستجواب بغير اتجاه ولم يدع ما يجري يمسع باي شكل كان  . نعم كانت الناس على يقين من وجود الفساد الفضيح وبشكل واضح في العملية السياسية ومن قبل الجميع دون استثناء ومن يتابع يرى المزايدات والمناقصات في توزيع المناصب وفق المحاصصة ليس ببعيد عن توقع خهكذا فساد وبهذا الشكل، الا ان الجميع يخفي ما يجري ولم يتطرق بهذا الشكل الا عند حدوث ما يحث ويدفع الى كشف ماوراء الستار  كما حدث ما اتوقع بانه جاء كرد فعل ساعته دون تخطيط مسبق ، نعم كان التقاتل على كسب منصب لكل كتلة من اجل الحصول على المنفعة الفئوية الكتلوية الحزبية الشخصية فقط من دون الاستناد على عمل كل موقع من اجل اداء الواجب الملقاة على عاتقهم بقدر مقدار وكمية الربح الذي يتنعمون به بشكل واخر من وراء استلام ذلك المنصب، وهذا ينطبق على الجميع، اي كافة من يتنافسون على الوزارات الوَلّادة وفيها المجال لكسب ما يقسمه الله من الخيرات  .

 ان كان منظورنا في الكلام لكشف ماوراء كلام الوزير، هل هو اتجه الى كشف ما كان يعلمه من اجل اطلاع البرلمان والناس على ما موجود ام رد فعل ساعته او انه نابع من تبرئة ذمته وبيان الحق من اجل محاسبة الفاسدين، ام انه حاول منتقما لما حصل من استجوابه وكان الاستجواب عقوبة شخصية له ويكسر من هيبته. فهناك سؤال هام وهو؛ لماذا كشف الوزير هذا الكم الكبير من التهم في ساعة الاستجواب ولم يطلب هو من قبل حضور البرلمان لبيان الحقائق لديه كي يبين نزاهته وحبه للعراق وايمانه بمسيرة تاريخه النزيه ويكون عندئذ خير من جائت به العملية السياسية مابعد السقوط . ولماذا لم يتكلم من قبل تلميحا كان او تصريحا لما كان لديه من هذه المعلومات الخطيرة، ولماذا التعامل مع منصبه بهذا القدر من التميع بحيث لم يكن كوزير او وزارة رسمية بقدر كونه مضيّف لمن هب ودب الى وزارته من اصدقائه واهله بحيث يخرج من غرفة الوزير ويدع من يهرَب ورقة من على طاولته . وهل كان متلكئا في عمله واداء واجبه وله ايدي خفية في ما همت وزارته في الصفقات ام عمل بمهنية وهو بعيد عن كل الشبهات ولم يتحمل حتى استجوابه عما جري في وزارته .

و في المقابل هل من اتهمهم من اصدقاءه واعتمد عليهم في اموره وخذلوه في منع سير عملية استجوابه، واعتبر ما يجري سبناريو كما اعلن في ساعة الاستجواب وفقد ثقته بهم فاراد ضربهم وربما يتشجيع من له المصلحة في ذلك، وخاصة فريق خصم الجبوري الذي حاولوا تغييره منذ مدة ولم يفلحوا في امرهم، واليوماستغلوا الفرصة الذهبية التي سنحتها نصيف وهي غير بعيدة عن الشبهات و اتوا على الجبوري بضربة من تحت الحزام، وهل هذا من فعل وتخطيط  كتلة او فريق او حزب يريد ان يسيطر على زمام الامور في العراق بشكل كامل ويتفرد على السلطة وربما عن طريق هذه اللعبات، ام اللعبة اكبر وللدول ايدي فيها بشكل مباشر او غير مباشر كما هو الحال الذي يقع لصالح طرف دون اخر وتضرر مما جرى بالامس مكون دون غيره .

من خلال مسار الاستجواب اختلطت اوراق عديدة، وحقا فجر الوزير قنبلة سياسية كبيرة وبه يتغير مسار العملية السياسية الى حد ما، وحدث ما لم يكن في الحسبان من قبل كتل وشخصيات ووقع لصالح جهات وضد جهات مختلفة اخرى .

كل التوقعات تشير الى ان رد فعل الوزير كان انفعاليا ووليد ساعته ولم يكن يريد ان تصل الحال الى ما حصل، الا انه اجبر من خلال اصرار النواب على كشف الحقائق وتفاعل رئيس البرلمان قبل غيره مع الحال ولم يكن ناجحا في منع انزلاق الاستجواب الى امور خارج نظاق المهمة التي كانت تقع على عاتقه، لانه اشار اليه ولجماعة معينة وبعيدة عن المقربين من مستجوبته اصلا، او الكتلة التي تنتمي اليها المستوجبة بشكل خاص وهذا ما يثير اسئلة كثيرة .  ومحاولة كتلة المستجوبة نفسها في تاجيل الاستجواب له دلالات كثيرة ايضا، ومنها محاولة ابعاد الوزير الوقوع في الفخ من خلال مسار الاستجواب وبامكان اخراجه من الحفرة بتاجيل الاستجواب، ولكنه مر بسلام دون ان يقع في الفخ لكون المستجوبة كانت مصرة على الاستجواب وكانها عثرت على دلائل ادانته بالفساد ومن دوافع غير مهنية ومن زاوية شخصية مصلحية خاصة وخلافات شخصية فقط، دون اي فكر او دافع وطني، وكانت بعيدة عن بيان الحقائق من اجل خدمة النزاهة ومصلحة الشعب، كما هو حال كل ما يجري في العملية السياسية العراقية . وعندما احست بانها لم تفلح في بيان ما جهدت من اجلها تاففت وادعت بان ما استجمعته من الدلائل تذهب سدى دون ان تدين الوزير وكانه يجب ان يدينه وان كان نزيها وصادقا وووطنيا لانها تخالفه شخصيا . اي كان الاستجواب اصلا بدافع شخصي مصلحي ضيق دون اي التفات لاهمية استجواب اي وزير من اجل فرض الرقابة على المناصب الحساسة من اجل منعهم من الانزلاق في الفساد وليس دفعهم الى الفساد من اجل محاسبتهمكما يفعل بعض النواب كما فعلت عالية نصيف .

 

في المثقف اليوم