أقلام حرة

مهدي المولى: ربما ضارة نافعة

اعترافات وزير الدفاع امام البرلمان العراقي كانت مفاجأة وغير متوقعة لكل العراقيين وخاصة الملاين المسروقة المقتولة المظلومة والمحرومة التي تعيش في فساد وتأكل فساد لكنها لم تمسك فاسد لا بل لم تشاهد اي فاسد الجميع تتحدث عن الدين والاخلاق والقيم عن الشرف والعفة ونكران الذات اذا الجميع تتحدث عن الدين والقيم والاخلاق يا ترى من اين أتى هذا الفساد الذي افسد الزرع والضرع والبشر الذي طغى وساد على كل شي حتى صبغ ارضنا وبلدنا وبشرنا بصبغته واصبح يطلق علينا بلد الفساد

فالفساد في العراق لا لوجود شخص او اشخاص اضطرتهم الظروف وانما شبكات عناصرها من علية القوم في الدين والسياسة والمال لهذا سرقوا المناصب والنفوذ ثم سرقوا اموال الشعب بل ان الشعب سلمهم بيده كل شي ماله وكرامته وعنقه معتقدا انهم المدافعين عن كل ذلك وانهم حماته لكنهم بمجرد حصلوا الى مبتغاهم توجهوا لسرقة اموال الشعب و قهره وأذلاله

فأسسوا نظام المحاصصة الشراكة المشاركة وحصروا هذا النظام بهم وحدهم لا يسمح لغيرهم الدخول فيه الا اذا التزم بنظام المحاصصة هؤلاء يمثلون المكون الشيعي وهؤلاء يمثلون المكون السني وهؤلاء يمثلون المكون الكردي ولكل مكون حصة ثابتة ومعينة من النفوذ من المال من النساء ومع ذلك تحدث في ما بينهم صراعات وخلافات وكلام عنيف بعضهم يهدد بعض اتضح ان كل ذلك لعبة يلعبوها على الشعب المسكين ليعموا بصره وبصيرته عن الحقيقة ويوجهوه نحو طريق اخر طريق الطائفية والعنصرية وبالتالي تأجيج هذه النيران اي نيران الطائفية والعنصرية فيحترق الشعب والوطن وهذا يسهل لهم عملية سرقة الشعب وقتله

المشكلة المستعصية هي الصراعات والنزاعات بين اطراف المكون الواحد قوية وحادة وهذا ما نراه ونسمعه بين اطراف المكون الشيعي المكون السني المكون الكردي احدهم يهدد ويتوعد الآخر واحدهم يتهم اللآخر بالفساد والعمالة والخيانة الغريب لم نسمع اي طرف اعلن خروجه من مكونه وكون كتلة خاصة به توحد مع كتلة من مكون آخر

رغم الخلافات والصراعات الكبيرة والواسعة بين اطراف المكون الواحد الا اننا لم نسمع ونرى ان احد هذه الاطراف اعلن خروجه من مكونه وهذا دليل ان المكون هو الذي خلقه ومنحه شكله وخروجه من المكون يعني موته وهذا دليل على ان الصراعات التي نراها هي صراعات من اجل مصالح خاصة ومنافع ذاتية وبالضد من مصالح الشعب العراقي ومستقبل الشعب العراقي

وهكذ اثبت ان نظام المكونات انتج لنا اطراف مجموعات لا يمثلون المكون بل يمثلون مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية على حساب مصلحة ومنفعة المكون وهذا خلق لنا نظام المحاصصة وبالتالي حكم العراق مجموعات لا تمثل اي فئة من المجتمع ولا يعترفون بها كل همهم شحن النزاع الطائفي والعرقي لان ازالة النزاع والتوتر الطائفي يعني نهاية المكونات الطائفية والعرقية وكل اطراف هذه المكونات

فاعترافات وزير الدفاع خالد العبيدي بداية لانهيار نظام المكونات وبالتالي انهيار نظام المحاصصة لهذا على الجماهير العراقية من مختلف المكونات ان يخرجوا من شرنقة المكونات وينطلقوا من مكون واحد هو المكون العراقي ويصرخوا جميعا صرخة واحدة انا عراقي عراقي انا

 فوزير الدفاع يملك معلومات كبيرة ومهمة وكثيرة لا تقتصر على مكونه بل على كافة المكونات لهذا على الجماهير الضغط على السلطة القضائية على هيئة النزاهة على كل عراقي صادق وامين من اجل الحصول على كل المعلومات في حالات الفساد والمفسدين بحكم علاقته بالاطراف السياسية وبحكم منصبهم المهم كوزير الدفاع

لهذا على القوى العراقية ان تعي وتدرك المرحلة الصعبة ان كشف كل المعلومات يعني انهاء كل الكتل السياسية من السترة الى العقال الى العمامة الى السروال الى الجراوية ومن ام العباءة والحجاب الى ام البنطلون والسفور

يعني هؤلاء جميعا لايمكن ان يسلموا انفسهم الى القضاء ويستسلموا للامر الواقع بل انهم يملكون من الوسائل والطرق الكثيرة ولهم القدرة على قلب الطاولة لصالحهم يمكنهم ان يغيروا لسان وزير الدفاع بالطرق العديدة الاغراء الارهاب تريد مال خذ مال قل ما ترغب واذا مارفض يقتل ولهم القدرة على ذلك

فالعبيدي جزء من منظومة الفساد واحد المتنفذين بها واحتمال تغيير وضعه وتكذيب اقواله امر وارد وورائه حيتان كبيرة ليس من كتلته بل من كتل كبيرة اخرى قد تكون هي التي دفعته لاسباب خاصة ولها القدرة ان توقفه وتطلب منه سحب اقواله والاعتذار

لهذا على الجماهير المليونية ان تنطلق بصرختها العراقية المدوية بقوة وتحدي لمنع طمطمت القضية الويل للشعب ان تمكنت قوى الفساد من طمطمتها

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم