أقلام حرة

حسين الشويلي: بين عمامة العلاق وحجاب الفتلاوي

husan alshoayliعلمنا الشرع المقدس أن المواقف الجيدة والسيئة تقييم بمعزل عن كل الأعتبارات الأجتماعية، والقناعات الموروثة .

وليس ثمّة صلة بين الموقف والفرد، ومن المألوف أن يأتي موقفاً وطنيا من فرد مغمور وتأتي الخيانة أو اللامبالاة أو الأذى من المشاهير .

ولكي نعطي كل ذي حق حقه، مهما كان عنوانه الأجتماعي أو نسبه أو جنسه، على أعتبار أن العقل والذوق يقييم الأفعال لا الأشخاص، فلو كان الشخص وما يحمله من ألقاب وما يرتديه هو المعييار لفقدت المقاييس وأختفت الكفاءات وطردت من الساحة الأجتماعية كون الذوق العام يتعامل من الظاهر لا مع المضمون وما ينطوي عليه من صدق أو تصنّع .

فكان بمقدور أي سارق أو كذّاب أو خائن أن ينتحل صورة المخلص المتفاني لأجل الوطن والناس لأختلاس المناصب والثروة والقرار السياسي، دون أن يتجرأ متجرء على نقده أو أقامة حفريات حوله، كون العنوان العام، رجل دين، أو شيخ قبيلة، أو من أبناء الذوات . وهذا تماما ما منيّ به العراق ومن أكبر وأفتك أنتكاساته .

حادثة أستجواب العبيدي في البرلمان لم تأت، بجديد بل كانت ظاهرة مكررة ومملة وستنتهي كسابقاتها بالتسويف ومراضات الأطراف .

الكل يعلم أن العبيدي جاء وفق صفقة سياسية كالبقية وليس للشعب أي قرار في تنصيبه على رأس المؤسسة العسكرية، ومن يدافع عنه فأنه يكرس مفهوم الصفقات وبيع المناصب السياسية .

ومسألة أثبات أن حيدر الملا برلماني سارق وفاسد وتقديمه الى لجنة النزاهة لأثبات هذه التهمة أو دحظها، هو كقضية تجريم حزب البعث والبحث عن أسباب قانونية لتجريمه؟

وهل يوجد صاحب عقل وضمير لايعتبر حيدر الملا وسليم الجبوري والكربولي من دهاقنة الفساد؟

أي جديد أضافه العبيدي في أستجوابه؟ أنه اجترار لأضحوكة الملفات التي تخرج الى العلن حين يكون المطلع عليها في مأزق .

لكن نستطيع أن نقول بأطمئنان وثقة بأن هذه الجلسة الأستجوابية _ أستطاعت أن تهزم معادلة ظالمة وهي، عدم المقارنة بين العمامة والحجاب،

أن في حالات يكون الحجاب الأنثوي أقدر على قول الحق وأصلب من عمامة تمثل الأنهزام والأنتهازية وتزيّف الحقائق .

أستطاعت الفتلاوي أن تثبت حقّا مضيّع وتأتي بأحد السرّاق لتجلسه أمام الشعب ليفضح فاسدين آخرين، والمعمم العلاّق نصّب نفسه محام عن العبيدي وفقد توازنه كرجل أولا وكمعمم ينبغي به الكياسة وقول الحق .

فهل هزم حجاب الفتلاوي عمّة العلاق؟

 

في المثقف اليوم