أقلام حرة

الفساد يزداد ويتسع والمسؤولون إما عاجزون وإما متواطئون

نعم الفساد يزداد ويتسع ويتفاقم  تدريجيا وبشكل مكشوف وبتحدي ويزداد عدد الفاسدين وتصبح لهم اليد الطولى والقوة التي تفرض رغباتهم وشهواتهم رغم انف العراقيين المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة

في السنوات الاخيرة من حكم الطاغية صدام شعر انه وصل الى نهايته وانه لا طريق امامه الا الموت المذل كما شعر بكره الشعب له لهذا قرر الانتقام من الشعب العراقي من العراق فترك الامور على عواهنها اي ترك الحبل على القارب بيد اللصوص والحرامية واهل الدعارة بدون حساب ولا محاسبة ولا رقابة ولا رقيب فانتشر الفساد وزاد عدد الفاسدين من الحرامية والمحتالين والمرتشين كما امرهم بعد تحرير العراق ودخول القوات الامريكية اسرقوا كل شي في العراق اقتلوا كل عراقي حر شريف واحرقوا ودمروا كل شي في العراق وحولوه الى كومة من الحجارة وفعلا نفذوا الوصية وطبقوا الاوامر بحذافيرها

وبعد الاطاحة بنظام الطاغية وقبره وتنفيذ الوصية وتطبيق الاوامر تحول هؤلاء اللصوص والمحتالين والفاسدين واهل الدعارة الى خدمة النظام الجديد واصبحوا سادة وقادة او عناصر من حماية هؤلاء السادة والقادة حيث انطلق من العبارة المعروفة سادتكم في الجاهلية سادتكم في الاسلام وكما كانوا يسرقون ويحتالون ويستغلون ويتعاطون الدعارة في زمن البعث قاموا في زمن ما بعد صدام بنفس الجرائم والموبقات بل ربما اكثر لانهم اصبحوا قادة وسادة فسادت الفوضى وقانون كل من يده له والحكم للاقوى كل طائفة حكومة وكل قومية حكومة وكل عشيرة حكومة ولكل منطقة حكومة وكل حزب تيار حكومة له قوات امنية وعلم وقانون حتى اصبح الانسان الذي يحترم نفسه ويحترم القانون في حيلة من امره كان يقول كنا في زمن الطاغية نخشى ونخاف جهة واحدة وهذه الجهة من الممكن ان تتجنب شرها اذا ابتعدت عنها لكن كيف تتجنب هذه الحكومات التي تحاصرك في بيتك في الشارع في السوق في الدائرة

فكل مجموعة اسست جيشا وقوات امنية شرطة امن هناك عدة اجهزة امنية وكل جهاز لفئة خاصة وعناصره من تلك الفئة وبرواتب خيالية وامتيازات ومكاسب لا يصدقها اضافة الى السفرات والايفادات والعقود والمشاريع وما لذ وطاب وكان بعضهم يسرق اموال العراقيين الجياع المرضى ويطير بها الى بلدان اخرى ليعيش منعما مرفها في بلدان العالم ساخر بالعراقيين وهم يتضورون جوعا والما ويعانون من سوء الخدمات

وهكذا بددت مليارات الدولارات لو استخدمت نصفها في خدمة الشعب والوطن لانهت معانات الشعب وازالة متاعبه وبنت وطنا راقيا متطورا في كل مجالات الحياة للاسف كلها ذهبت في جيوب الفاسدين والفاسدات في جيوب اللصوص والمنحرفين والفاسدين واهل الدعارة والعاهرات

السؤال الى متى تبقى اموال الشعب العراقي اموال سائبة لا حاميا لها ولا مدافع عنها الى متى تبقى اموال العراق بيد اللصوص والعناصر الفاسدة تغرف منها ما تريد بدون حساب ولا حسيب

من اين يرجى للعراق تقدم   وسبيل ممتلكيه غير سبيله

لا خير في وطن يكون السيف  عند جبانه والمال عند بخيله

وقد استبد قليله بكثيره ظلما   وذل كثيره لقليله

نعم انشأت بعد التحرير برلمان وحكومة ومجالس محافظات وحكومات محلية ومجالس بلدية وانشأت اجهزة امنية مختلفة جيش شرطة امن احزاب تيارات منظمات المجتمع المدني الا انها لم تنشأ لخدمة العراق والعراقيين وتنطلق من مصلحة العراق والعراقيين بل نشأت لخدمة مصالح شخصية فئوية عنصرية طائفية فساهدها الفساد وغلب عليها المصالح والمنافع الذاتية مما سهل اختراقها من قبل اعداء العشب العراقي مثل المجموعات الارهابية الوهابية والصدامية واصبح العراق بيد الفاسدين والارهابين

 وهكذا استمرت سرقة اموال العراقيين وسرقة دمائهم وارواحهم هل يمكننا ان نوقف سرقة اموالنا سرقة دمائنا وارواحنا طبعا يمكن ذلك

اولا اذا خلقنا مسئولين عراقيين يقر انا عراقي وعراقي انا

ثانيا ينطلق من مصلحة ومنفعة العراق والعراقيين

ثالثا يتجاهل مصلحته ومنفعته الخاصة

هل يمكننا ذلك

 

مهدي المولى   

 

في المثقف اليوم