أقلام حرة

عقيل العبود: الزيف

akeel alabodالعباءة هذه التي يرتديها صاحب الذقن الأبيض، تضم تحتها أصنافا لا حصر لها من الشياطين.

هم هكذا يدعون، أملاكهم؛ قصورهم، سياراتهم، أثاثهم، ملابسهم الفاخرة، اضافة الى تلك المظاهر التي من خلالها ينظر الناس اليهم على اساس انهم من الكبار او الوجهاء؛ التسبيحات، الصلوات، البهرجة، الموائد الفاخرة، سيناريوهات زائفة. 

المخرج، المصمم، مهندس الإضاءة والديكور، جميعا اتفقوا على هذا النوع من الأداء.

 شيخهم، اوكبير العائلة وفقا لأقنعة المشاهد، استطاع  وبقدرة مذهلة النجاح وبامتياز على توزيع الأدوار على ابنائه.

جميع انواع الفواحش التي تم الاتفاق على تحريمها بحسب قانون المنطق الاخلاقي، او الديني، تراها كل يوم يتم الإتيان بها دون رادع، او اوخجل.

الزنا، الغش، الربا، السرقة، المتاجرة بالضمائر، ارتداء اقنعة الدين، بل جميع الموبقات، هذه التي ترانا نتعامل معها، نغض النظر عنها، نشجعها تحت عنوان ما يسمى بطلانا بالقانون الاجتماعي.

فقوانين المجتمع ومن الخطأ الفادح ترتكز على اساس جملة من الادعاءات، التي تم الاتفاق عليها سلفا مع "سبق الإصرار" على انها امتيازات.

لقد اقتنع الجميع على ان يصفقوا باحترام، وان يقفوا هكذا مكتوفي الأيدي، امام من يكثر المبالغ المتبرع بها بفتح الراء مثلا، أومن يوهم الاخرين على انه القادر الوحيد على تغطية نفقات الاحتياجات الخاصة بالمحتاجين، من الأحياء او الأموات احيانا، حينما أهاليهم وذويهم يطلبون النجدة بغية القيام بمراسيم الدفن.

بالمقابل، الاموال، او الثروات،  التي يمتلكها هؤلاء، لو تم التنقيب عن مصادرها، لأجمع المشجعون على تطبيق قانون قطع اليد، والرجم بالحجارة، باعتبار ان هكذا نمط من المتبجحين، استطاع بطريقة ماهرة ارتداء ثوب الزهو والكبرياء بقدرة شيطان تمكن ان يسحر من حوله، لذلك ثوب الوقار تنحى عن عفته استهجانا، لهكذا نوع من الأباطيل.

وبهذا يصبح المجتمع ملزما في إدانة  قانونه اولا، لانه ظلما تجنى على مبادئ الله، والخلق القويم مراعاة لهكذا نمط من المزيفين.

 

عقيل العبود    

 

في المثقف اليوم