أقلام حرة

خلود الحسناوي: مزارات وعصابات

لا شك انك ذهبت  يوما الى زيارة مرقد من المراقد المقدسة والمنتشرة في ارض الرافدين المترامية الاطراف .. كلما ضاق صدرك او هاج حنينك الى الراحة النفسية .. فتدخل آمناً مطمئناً الى المزار الشريف وتتوقع انك ستبقى تنعم بهذا الهدوء والسكينة النفسية وماهي الاّ خطوات بعد التفتيش فتتفاجأ بهجوم كاسح لنساء متشحات بالسواد وهنَّ يَهممنَ بكل من تخرج من التفتيش من النساء كي تفترسها افتراس الوحش للضحية تحت ذرائع وخزعبلات ودجل من باب الضحك على الذقون كي تستغلها وتحصل على  ما لديها من الاموال بطريقة الاحتيال والاستغلال بالشعوذة والآمال المزيفة وكأنها اخذت الاوك من صاحب المزار المقدس ..حدث ذلك تحديدا في مزار العلوية شريفة بنت الامام الحسن عليهما السلام في مدينة الحلة بمحافظة بابل ولايخفى على احد من هي تلك العلوية التي يقصدها الزائرون من كل حدب وصوب لكراماتها وطلب الحاجة من الله سبحانه ببركتها ولمكانتها الرفيعة ، وما حدث هي ظاهرة  سلبية  اصبحت منتشرة بكثرة هذه الايام في المزارات الشريفة  حالها حال اي ظاهرة سلبية اخرى استشرت في البلاد نتيجة التحولات السياسية والديموغرافية كظاهرة التسول وعمالة الاطفال والنصب والاحتيال وغيرها كثير .. سمعنا عن عصابات كثيرة في بغداد تعمل على تسليب المواطنين وفي وضح النهار وامام اعين الجهات الامنية المنتشرة في مناطق مميزة من بغداد وتكاد تكون مركز المدينة فهل يعقل ان دور هذه الجهات ينحسر بالوقوف والتفرج فقط ؟؟ كذلك عصابات النساء التي تسلب النساء الزائرات ، وعندما تُخبر ادارة المزار يقول لك نحن غير مسؤولون عنها لأنها خارج المزار طيب كيف خارج المزار وهي بعد اول عملية تفتيش تدخل بها وانت تهم بالدخول لذلك المزار؟ وسألنا احدى موظفات التفتيش اجابتنا هي الاخرى  بقولها: ماذا نعمل نقول لهم ابتعدوا ويعودوا انهم يسترزقون .. طيب الا يسبب هذا منظرا غير لائقا امام السياح من الزائرين من دول اخرى كالسعودية ولبنان وايران وغيرها؟ الا يشوه منظر البلاد امامهم وهم يمرون بطرقاتها وتقاطعاتها .؟ الا نفكر في اننا يجب ان نجَمِل المكان بإبعاد هذه النماذج السيئة من المجتمع عن هذا المكان المقدس ولا نشوه صورته كما نبعد النفايات والاشياء غير اللطيفة ليظهر بمظهر حسن لائق ذو جمالية وتقديس؟ متى سنرتقي بتربيتنا؟ متى سنرتقي بأفكارنا؟ كيف نبني هذا البلد ونحن مهشمون من الداخل ولانعمل على بناء ذواتنا لنرتقي بعقولنا اولا ثم بلادنا ثانيا .. انها مافيات تهدم البلاد وتنخرها من الداخل فوق مابها من انهيارات ومزالق اخرى .. يجب ان نكون عونا لبعضنا كي لايتصدع الجدار اكثر والعمل بكل مسؤولية كل من موقعه كي نحارب السلبيات ونساهم بالبناء ولو بكلمة .. فرب كلمة صنعت معجزة .

 

بقلـم : خلــود الحسنــاوي

 

في المثقف اليوم