أقلام حرة
سامان داؤد: العراق عراقهم
في ماضي الأيام القليلة مرت علينا ذكرى الحرب العراقية الإيرانية التي خلفت أكثر من مليون قتيل في الجانبين . الذكرى التي يعتبر يوم النصر العظيم أو الانتصار في معركة القادسية الثانية حسب تسميتها من قبل صدام حسين وحزب البعث المحظور حاليآ والتي تنتهي على الارض بل في اتفاقية ورقية كان الوسيط فيها الجزائر انذاك .حيث كان العراق في حالة نشوة عربية مدفوع من قبل معقل السنة الاول السعودية لأسباب معروفة وهي أن إيران معقل الشيعة الاول في العالم وبسبب تلك النشوة تجاه القومية والبوابة الشرقية للوطن العربي ولا أعلم أين مفتاح تلك البوابة التي جعلت العراق آخر البلدان في كل شيء وخاصة انه كان معروفا قبل تلك الحرب المشؤومة بأنه أفضل البلدان تطورا في الشرق الأوسط ولو كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الإمارات على قيد الحياة لاجابكم على هذا السؤال وهو كيف كان العراق سابقآ وخاصة قبل حرب إيران؟
الأمر الذي أشاهده في الوقت الحالي ونظرتي لتاريخ لم أكن مولدآ وبنظرة متواضعة صغيرة عن ذلك الوقت وقراءة التاريخ بنظرة من الحيادية وانا أحمل الجنسية العراقية ، حيث من الأحداث التي شهدها العراق في زمن البعث العربي الاشتراكي خاصة الحروب تظهر العراق كانت دولة الفرد الواحد أو العائلة الواحدة والحزب الواحد ولم يكن للعراقيين لا ناقة ولا جمل في وطنهم وانما من استفاد منه فقط صدام حسين وحزبه وخسر العراق آلاف الضحايا وقد لا ابالغ ان قلت أكثر من مليون ضحية بسبب الأنانية المتبعة من صدام حسين واتباعه.
مما أدى ذلك لخراب العراق وتبع ذلك نزول في الاقتصاد العراقي وسوء المعيشة وخاصة انه بعد ذلك ادخل صدام حسين العراق في حرب الخليج والتي كانت بداية سقوط صدام حسين ورغم أنه تأخر 13 عام بعد حرب الكويت والان 13 عام على سقوط النظام العراقي السابق بقيادة صدام حسين والحال أصبح اسوء والعراق لازال لم يقدم الشيء المذكور لشعبه . يصلح القول إن منذ تولي البعث قيادة العراق إلى يومنا هذا من تولي السلطة الجديدة من قبل مجموعة اسوء من صدام حسين ، لم يقدم العراق شيئا للعراقيين سوى الموت والحروب اي بمعنى آخر أن العراق عراقهم وليس للعراقيين.
الآن بعد أكثر من ربع قرن من الحرب العراقية الإيرانية ماذا حدث وأين العراق وأين إيران؟
العراق بعد حرب إيران ودخوله في حرب الكويت وثم السقوط أصبح من أسوء الدول من كل النواحي ولم يكن هناك تقدم في العراق وخاصة بعد سقوط النظام السابق ، حيث أن العراق تحول إلى أفقر الدول وأقربهم للافلاس في وقت هبوط النفط والحكومات المتعاقبة السيئة ونخر الطائفية في العراق وجعله بلد لا يصلح للعيش وفي العراق دول موجودة ولكن لم تعلن بعد بالشكل العلني وبشكل خاص اقليم كوردستان العراق الذي هو دولة بحد ذاته. والشيعة تحت تبعية إيرانية والسنة ذو تبعية سعودية والمستقلين والأقليات الدينية فقط ذو تبعية عراقية أو بالأحرى انهم عراقيين ولكنهم اقلية وهذا ما يدل أن العراق عندما دخل الحروب الماضية مرض منها ولم يتعافى منها بعد .
أما إيران ف بعد الحرب مع العراق اتجهت لتطوير نفسها مع وجود حكم اسلامي شيعي قوي جدآ بحيث تضل يده إلى كل الشيعة في العالم ومع الاحتفاظ بدعم إحدى الدول الكبرى وهي روسيا ، أصبحت من مصاف الدول المتقدمة في المنطقة عكس العراق واتجهت إلى أن تكون قوة اقتصادية كبيرة في المنطقة ونجحت بذلك من خلال استغلال قوتها النفطية وتحدث الدول الدول الكبرى بالاتجاه نحو انتاج الطاقة النووية رغم العقوبات فايران استغلت العراق احسن استغلال أثناء فترة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل امريكا واعوانها من خلال تسويق منتجاتها من خلال العراق وتعاون الشيعة العراقيين معها خاصة أنهم في الحكم من بعد صدام ، من خلال العراق نجحت إيران بالصمود أمام العقوبات الاقتصادية وتطورت أكثر ونجحت بالأخير من فرض برنامجها النووي على دول الغرب لانهم يعملون لأجل إيران عكس العراقيين في الحكم الذين عملوا من اجل منافعهم الشخصية وتبعية للدول الجارة سواء صدام او الحاليين ولم نجد العراق للعراقيين من أكثر 45 سنة مضت والعراق عراقهم .