أقلام حرة

عماد علي: استقلال كوردستان في ضوء المستجدات في الساحة السياسية لمنطقتنا

emad aliيدعي ويكرر البرزاني انه قادم على اعلان الاستقلال او بالاحرى اجراء الاستفتاء حول هذا الهدف علنا، ويحسب عليه بانه يلعب ويزايد على هذا الهدف النبيل ويتلاعب بمشاعر الناس من اجل مكاسب شخصية وحزبية ضيقة، وخصوصا وهو وحزبه في حالة حرجة نتيجة اخطاءه المتكرره وتعلقه بالكرسي اللعين . من جانب اخر، الاخرون لم ينكروا هذا الحق الطبيعي للشعب الكوردستاني ولكنهم يريدون التاكد من وجود ارضية للنجاح، من التحضيرات السياسية الاقتصادية في ظل وجود المقومات الاساسية لهذا الهدف اصلا، والتي لا تكفي لتحقيق الهدف في ظل التعقيدات في المعادلات السياسية في المنطقة ودور الدول التي انقسم عليهم الكورد منذ تاسيسهم .

ادار اردوغان وجهه نحو الشرق كرد فعل لمواقف الغرب غير المرضية له والتي لم تُشبع طموحاته .  المعروف عنه بتسرعه وتحركاته البهلوانية ومغامراته وتوجهاته التكتيكية النابعة من طموحاته الشخصية النرجسية، وبه غيّر من توجهاته وتنازل كثيرا بعد الانقلاب الفاشل التي تعرضت له بلاده . ايران تدير امرها في المنطقة بشكل جميل ولم تتسرع بل تمددت كثيرا واصبحت قوة لا يمكن الاستهانة بها وسيطرت على الكثير من الجوانب السياسية في المنطقة ولا يمكن ان تعود الى ما كانت عليه ابان الحرب العراقية الايرانية ابدا، وان كان هذا التقدم من فعل ايديها ام كنتيجة لتعامل الغرب مع المنطقة من اجل توازن القوى وابقاء البلدان المصدرة للنفط تحت السيطرة دوما . الدول العربية في المنطقة تراجعت اكثر وحتى عما كانت عليه من التخلف اصلا، وتفككت وتناثرت توجهاتهم التي كانوا يريدون التوقف عندها مستندين على القضية المركزية لهم وكما ادعوا وهي قضية فلسطين، ولكنهم فشلوا وليس لهم الثقل المطلوب لتنافسهم مع الجهات الرئيسية في المنطقة، بل بزيادة مشاكلهم اصبحوا تابعين لهذه القوى المختلفة .

في ظل المتغيرات والمعادلات الموجودة الان وما يمكن ان نستدل من ما يمكن ان تصل اليه المنطقة، فان الارضية المطلوبة لهدف الكورد تراجعت حتى عماكنت عليه من توفر نسبة معينة من الفرصة التي كانت متاحة من قبل لمثل هذه الخطوات . ان كانت  الاطراف الثلاث التركية الايرانية العربية وحتى الروسية قد تقاربوا في امور كثيرة، وان هدف  الطرفين الرئيسيين منهم هو منع تاسيس الدولة الكوردستانية، فان هذه الخطوة قد استبعدت في الوقت الحالي وكل الادعاءات حول ذلك لا تكون الا نفخ في مزمار التحزب والمزايدات الداخلية ليس الا . لان الاطراف التي يمكنها ان تعرقل اية حركة في هذا الاتجاه اجبروا على ان يتفقوا في الوقت الحالي لمنع مثل هذه الخطوات وذهبت الفرصة عن الكورد وهدرت  في هذا المجال في الوقت الحالي، ولا يمكن ان تاتي فرصة ملائمة لمثل هذا الهدف في المستقبل القريب، ومن فرط بالفرصة هم قادة الكورد وطموحاتهم الشخصية والحزبية وسياساتهم الجنونية الخاطئة داخليا، وان كانت اعداء الكورد وبعض من حلفائهم واصدقائهم على اتفاق ولو ضمنيا حول  :

1-ان يهتم الجميع باستئصال داعش والتنظيمات الاخرى وان تعود المنطقة الى الامان ان امكن، والحفاظ على وحدة اراضي الدول الموجودة من اولياتهم، مما يرفض هذا اية خطوة نحو ما يعلنه قادة الكورد من اجل مزايدات لا منفعة منها.

2- تركيز هذه الدول على بحث القضايا الشائكة والازمات بعيدا عن التغييرات ومنعا لتجسيد الارضية التي تتطلبها عملية الاستفتاء ونجاحها، اي بحث الامور بالتعاون وتبادل المنفعة والحفاظ على مصالحهم الخاصة فقط .

3- تحديد استراتيجيتهم على توازن القوى بعيدا عن اي تغيير ممكن في المنطقة وتسارعهم في التقرب من البعض ليس الا لمنع اية خطوة لا تكون في صالح ما يهدفون ويصرون عليه .

داخليا ليس هناك اي تحرك نحو التوافق والتصالح واقتراب القوى الرئيسية المتناطحة مع البعض، والتشتت والتفريق مسيطر حتى على ابناء الشعب علاوة عن الاحزاب والقيادات . اي لا يوجد الشرط الرئيسي الداخلي لمثل ذلك الهدف المعلن، اضافة الى عدم توفر عامل الاكتفاء الذاتياقتصاديا  او على العكس من ذلك يعاني الشعب من الازمة الاقتصادية السياسية والاجتماعية. وعليه، ان توفر عامل ما، فان الوضع الداخلي بذاته سيضربه في عرض الحائط ويوجد سبب القضاء على الذات من قبل الذات دون ان تحتاج  الدول الممانعة لاسلوب او طريق لضرب مثل هذه العملية ان اقدم عليه اي حزب .

اذن التاكيد على الفدرالية الحقيقية وتاسيس اقاليم جديدة في العراق والتعاون مع المركز وفرض المطلوب عليه والعمل بكل قوة من اجل ضمان اللامركزية وتوزيع السلطات كبداية حسنة للخطوة المطلوبة من اجل دوام الاعتماد على الذات، ومنع بروز قوة ممانعة حتى للفدرالية هو الهدف العقلاني المناسب في هذه المرحلة على الاقل . والا ان المغامرة التي يريد البعض سواء كان مزايدة كما تعتقد الاكثرية او خطوة بدافع بناء المجد الشخصي والحزبي غير محسوبة النتائج ستكون ذات نتائج مخيبة للامال وسيكون المتضرر الاكبر هو الشعب، وان احتمال الانتكاسة  لكل القضية غير بعيد .  

 

في المثقف اليوم