أقلام حرة

مهدي المولى: الكذب السياسي جريمة مخلة بالشرف

لا شك ان الانسان اذا تخلى عن الكذب تخلى عن كل سلبية وعن كل مفسدة وعن كل خطيئة مهما كانت صغيرة او كبيرة واصبح منزها عن اي شبهة او اي شك حول اخلاصه ونزاهته وصدقه

المعروف جيدا ان السياسة هي المراوغة الزيف الكذب والسياسي مرواغ كاذب واذا خلقنا سياسيين لا يكذبون يعني خلقنا مجتمعا انسانيا سليما صادقا فالسياسي الصادق يخلق شعب صادق والسياسي الكاذب يخلق شعب كاذب وهذا يعني السياسي الفاسد يكون في الوقت نفسه مفسدا لكل ما حوله حتى يعم افساد الشعب كله والسياسي الصالح يكون في الوقت نفسه مصلحا لكل من حوله حتى يعم اصلاح الشعب كله

يقول الامام علي اذا صلح الحاكم المسئول والاصلاح يعني لا يكذب صلح المجتمع حتى لو كان افراده فاسدون

واذا فسد الحاكم وفساد الحاكم المسئول يعني الحاكم كذاب فسد المجتمع حتى لو كان افراده صالحون

السؤال هل يوجد في الدنيا مسئول سياسي لا يكذب فالمجاملة لاحد لمجموعة يعتبر كذب والمجامل كذاب الخوف من احد من مجموعة كذب والخائف كذاب لا اعتقد يوجد سياسي مهما كان لا يكذب فالكذب وسيلة السياسيين جميعا وفي المقدمة منهم السياسي البارع

نحن نسأل السيد رئيس الوزراء الذي دعا الى اعتبار الكذب السياسي جريمة مخلفة بالشرف هل فعلا انه يؤمن بذلك وانه مستعد على تنفيذها واصدار قانون بهذا الشأن فهو نفسه كثير ما يكذب مثل ما يسموه كذب ابيض طبعا لا يوجد كذب ابيض وانما عبارة اطلقها الكاذبون لتبرير كذبهم ليس الا

لنفرض ان السيد رئيس الوزراء لا يكذب كذب اسود وانما يكذب كذب ابيض فقط فهل المسئولون الذين حوله في كل مرافق الدولة لا يكذبون اعتقد انه على يقين انهم جميعا يكذبون في اقوالهم وفي افعالهم وكذب اسود

لا ادري كيف يطلب اعتبار الكذب السياسي جريمة مخلة بالشرف ونحن في بلد لا نعتبر سرقة المسئول تزوير المسئول فساد المسئول جريمة مخلة بالشرف حتى لو هناك عقوبة بهذا الشأن الا انها لم تطبق ابدا ولا يستطيع احد ان يعاقب احد مهما كانت شدة الجريمة

العراق بلد الرشوة بلد التزوير بلد الفساد واستغلال النفوذ والواسطة الغير شريفة ومع ذلك لم نسمع ونشاهد ان شخصا احيل الى القضاء وحكم عليه بل اصبحت هذه الجرائم من الافعال التي يفتخر بها الانسان ويعتز ويتباهى بها امام اهله واقرانه بل انه يحصل على الاحترام والتقدير من قبل الناس وربما المكرمات من قبل المسئولين ويرفع الى مناصب اعلى ومكانة اخرى راقية

هل زار السيد رئيس الوزراء دوائر الدولة وشاهد التسيب في العمل واللامبالات والوساطات والرشاوى وغيرها هل شاهد الكذب والتزوير في لجان مشتريات الدولة وهل يعلم المبالغ التي تسرق من عرق وتعب الاخرين الذين لا حول لهم ولا قوة هل يعلم المبالغ التي تسرق من قبل موظفي الضرائب ربع المبلغ للدولة وثلاثة ارباعها تذهب في جيوب عناصر شبكة الحرامية اي الموظفين في مديرية الضرائب العامة

هل يدري السيد رئيس الوزراء بان الرشوة استغلال النفوذ في دوائر الدولة لا يقوم بها شخص فاسد مريض وانما شبكة الجميع مرتبط بها من البواب حتى المدير وربما حتى الوزير وكل واحد له حصته حسب موقعه

واعتقد ان السيد رئيس الوزراء يعرف ذلك الا انه لم يتخذ اي اجراء بهذا الشأن ربما اعذره لانه يعلم اي اجراء يتخذه لم ينفذ واذا نفذ يوم واحد امام وسائل الاعلام ثم تعود حليمة الى عادتها القديمة ربما اكثر مكرا وغدرا وخيانة

السيد رئيس الوزراء دعا الى اعتبار الكذب السياسي جريمة مخلة بالشرف هل يسعى الى تحويل هذا الكلام الى فعل ام مجرد كلام ذهب مع الريح

واخيرا نقول للسيد رئيس الوزراء لا نقول انك كذبت بل نقول انك جاملت على الحق والمجاملة كذب

انك قلت اني كشفت اكثر من 50 فضائي في القوات الامنية كيف كشفتها بهذه السرعة ولو فرضنا انك كشفتها ما اسماء هؤلاء من ورائهم من يستلم رواتبهم

كما انك قلت لا يوجد ارهابي داعشي واحد من ابناء المناطق الغربية الموصل الانبار صلاح الدين لا ادري هل تجامل وتجامل من هل تجامل الدواعش الوهابية والصدامية ام تكذب على العراقيين

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم