أقلام حرة

مهدي المولى: مشكلتنا ليست تحرير الموصل بل ما بعد تحريرها

أي نظرة موضوعية عقلانية لعملية تحرير الموصل يرى بوضوح انها عملية سهلة لا تتطلب اي جهد وان الدواعش الوهابية والصدامية مجرد نمور من ورق مجرد فقاعات هوائية ليس الا، لا يملكون قيم ولا شجاعة ولا عقل وما وجودهم وما حققوا من انتصارات في المناطق التي سميت بالسنية كان بفضل التناقضات والصراعات بين الاطراف السياسية العراقية التي كانت قبل احتلال الموصل و التي ستحدث ما بعد تحرير الموصل ورغبة كل طرف المضادة لرغبة الطرف الآخر وهكذا يتضح لنا بصورة واضحة ان احتلال الدواعش لمدن الموصل وصلاح الدين والانبار ومدن اخرى لا لشجاعة هؤلاء الدواعش ولا لذكائهم ولا لتضحاياتهم بل اثبتوا انهم لا يملكون اي شي من ذلك انما للتناقضات التي تعيشها الطبقة السياسية في العراق

هذا يعني ان العراق سيواجه مشكلة كبيرة ومعقدة بل سيواجه كارثة كبرى ومصيبة عظمى لا محالة ستؤدي الى ضياع العراق والعراقيين اذا لم توضع الخطط والبرامج الموحدة المسبقة واتفاق كل الاطراف السياسية على خطة على برنامج ما بعد تحرير الموصل قبل البدء في تحرير الموصل

فهناك عدة مجموعات ترغب بالمشاركة بتحرير الموصل وكل مجموعة لها اهدافها وغاياتها تتضارب وتضاد مع اهداف وغايات المجموعات الاخرى وكل مجموعة تدعي انها القوة الافضل والاحسن

فهناك الجيش العراقي وظهيره الحشد الشعبي المقدس وابناء العشائر الاحرار في المناطق السنية فهؤلاء لا هدف لهم غير تحرير العراق من ظلام الدواعش الوهابية والصدامية وانقاذ العراقيين من الذبح والاغتصاب وهؤلاء هم امل العراقيين وبهم ينتصرون وبهم يحققون احلامهم ويهزمون اعدائهم

وهناك حشد الاخوين النجيفي وهذا يتكون من عناصر داعش الوهابية الصدامية ثيران العشائر المجالس العسكرية قادة عناصر الاجهزة القمعية والتجسسية الصدامية الذين استقبلوا المجموعات الارهابية الوهابية التي جمعتها ومولتها مشيخة ال سعود وارسلتها الى العراق وفتحوا لهم ابواب بيوتهم وفروج نسائهم وكانوا معهم في ذبح العراقيين واسر نسائهم ونهب اموالهم فهؤلاء هم الذين ساعدوا وساندوا الدواعش الوهابية في احتلال الموصل فلم يبق امامهم الا حماية انفسهم وبقية الدواعش اي لحماية هؤلاء القتلة والمجرمين والدفاع عنهم واطلاق سراح الكلاب الوهابية والصدامية المعتقلين ومنع تنفيذ حكم الاصدام التي صدرت بحق هؤلاء المجرمين لهذا نرى هؤلاء من اعلى الاصوات القبيحة التي تدعوا الى منع الحشد الشعبي الظهير القوي لقواتنا المسلحة من المشاركة في تحرير الموصل لانهم على يقين ان مشاركة الحشد الشعبي المقدس سيفشل كل احلامهم وخططهم

وهناك البرزاني ودواعشه ولا اقول بيشمركته فالبيشمركة البطلة لا علاقة لها بالبرزاني بل انه في حرب معها وقام بأبعادها واعتقال وقتل الكثير من عناصرها واعتمد على عناصر اجهزة صدام القمعية والتجسسية وعناصر داعش والقاعدة والطريقة النقشبندية واعلن حربه على الكرد وخاصة القوى الوطنية الكردية الديمقراطية فالغى واغلق البرلمان واعتقل اعضاء البرلمان واغلق مقرات وسائل الاعلام المختلفة قنوات فضائية صحف احزاب واعتقال العاملين فيها الا من هرب وكشف عن خيانته وعمالته بشكل واضح وعلني بان الاراضي التي يستولي عليها لن يعيدها الى العراق بل ستكون جزء من مشيخته العائلية التي يسعى لتحقيقها وانه يسعى من اجل تأسيس المشيخة البرزانية المستقلة وان مشاركته لتحرير الموصل لا حبا بالموصل بل من اجل احتلال مناطق كانت محتلة من قبل داعش ولو دققنا في الامر لاتضح لنا هناك اتفاق بين البرزاني والنجيفي والبغدادي بدأ في مظاهرات واعتصامات ساحات العار والانتقام ومن ثم غزو العراق وكان الاتفاق على احتلال العراق

وتقسيم العراق الى مشيخات تحكمها عوائل تابعة لحكم اردوغان اداريا وتابعة لال سعود دينيا بعد نشر الدين الوهابي وتفجير مراقد ال الرسول لكن كل ذلك لم ولن يحدث

لهذا ليس امامهم الا حماية الدواعش التي تجمعت في الموصل خاصة بعد ان اعلن ابناء صلاح الدين والانبار لا مكان للدواعش في هذه المدن لا هم ولا عوائلهم واكدوا في اجتماع عام وبشكل علني بهدر دمهم ولن يعفوا ويصفحوا عنهم حتى لو الحكومة صفحت عنهم

لهذا على الجيش الباسل وظهيره الحشد الشعبي المقدس ان يمنعا البرزاني ودواعشه من المشاركة في تحرير الموصل ومنع النجيفي ودواعشه من المشاركة كذلك باي طريقة بما فيها محاربة البرزاني والنجيفي ودواعشه

كما قلنا لا وجود للبغدادي ودواعشه ولا اثر فوجوده بوجود البرزاني والنجيفي فالقضاء عليهما يعني القضاء على داعش الوهابية

واخيرا الخص ما قلته

داعش الوهابية فقاعة هوائية لا وجود لها

خلقتها ومنحتها هذه القوة ومكنتها من احتلال ثلث الارض العراقية وتشريدها لثلث سكان العراق وذبح العراقيين واسر واغتصاب العراقيات وتدمير المدن العراقية صراعات واختلافات وتناقضات ورغبات المسئولين العراقيين وفي المقدمة مسعود البرزاني ودواعشه والنجيفي ودواعشه واهمال وتقصير وانشغال مجموعة التحالف الوطني بالقضايا الخاصة كان وراء كل هذا الخراب والفساد وسوء الخدمات

ليت قادة التحالف الوطني يستيقظوا ويتخلوا عن مصالحهم الخاصة ورغباتهم الذاتية وينشغلوا بمصلحة الشعب بمستقبل الشعب ولو في هذه المرحلة ويجلسوا معا ويضعوا خطة واحدة لمواجهة الهجمة المعادية لشعبنا وعراقنا ليتهم يستيقظون

 

مهدي المولى

 

 

في المثقف اليوم