أقلام حرة

سامان داؤد: كلنا العراق

قد يخطر على بال أحدكم أيها السادة القراء ان عنوان المقال يخص اغنية الفنان الإماراتي حسين الجسمي التي أهداها إلى العراق وشعبه والتي تحمل عنوان (كلنا العراق) والحقيقة تقال انها اغنية جميلة من الكلمات والألحان والغناء وكلماتها ستعبر عن الوحدة الوطنية في العراق والنسيج الاجتماعي في العراق، والحقيقة هنا اتكلم عن التدخل الخارجي في العراق من قبل دول العالم اجمع من خلال رفع شعار كلنا العراق والحقيقة هي انه لدى كل دولة حصة في العراق وسيأتي ذكر تلك الدول تباعا في هذا المقال وهي بالتحديد ثلاثة دول لها التدخل الأكبر في العراق .

تركيا : قبل فترة ليست بالبعيدة حدث انقلاب في تركيا ولكن لم ينجح وعاد السلطان أردوغان للسلطنة وبعدها حدثت اعتقالات واسعة في صفوف الجيش والقضاة وحتى الشرطة التي هي من ساعدت أردوغان للعودة واكيد هناك من الانقلابين هربوا للخارج وكما حدث مع 5 ضباط أتراك طلبوا اللجوء في اليونان العدو التاريخي للأتراك وما دفعني لكتابة هذا المقال هو خبر اعتقال أحد عناصر الجيش التركي في العراق وبالتحديد اقليم كوردستان العراق وانتبهُ كتبت العراق بعد كوردستان اي ان كوردستان جزء من العراق ومفاد الخبر الذي مر مرور الكرام كالعادة المعتادة، انه تم اعتقال أحد عناصر الجيش التركي من الذين شاركوا في الانقلاب العسكري في تركيا من قبل قوات خاصة مشتركة بين تركيا وكوردستان العراق وكأن كوردستان جزء من تركيا ولم يتم اي اعتبار للعراق وسيادته التي غير مصانة منذ زمن سقوط النظام العراقي السابق. المصيبة تكمن أن كوردستان العراق تثبت بقيادتها انها تتلقى دعم تركي إسلامي خطير في المنطقة وتركيا معروفة بدعمها للإرهاب في العراق وسوريا من خلال تنظيم القاعدة المتمثل بجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي وبالتالي هذا يدل أنه داعش لم تحتل موصل وسنجار الايزيدية من فراغ وتم إعطائها باتفاقية بين المدعومين من تركيا وداعش وفهمكم كفاية .

أما الطرف الثاني والمحسوب أيضا على الطرف الاؤل ولكن الخليفة لن مع السلطان فالسعودية إلى اليوم منذ تأسيسها ومن خلال قراءتي للتاريخ لم تقم بأي دور إيجابي تجاه العراق وكأن تدخلها في العراق سلبي دائمآ واليوم نحن نشاهد الدعم السعودي للسنة في العراق والاكراد السنة أيضا وتشجيعها للكرد لإعلان دولة كوردية تتخذ من الشريعة الإسلامية بحذافيرها قانونا ودستورآ لها وبالتالي القضاء على التعايش السلمي في كوردستان العراق وهذا واضح في الفترة الأخيرة كما هناك مشاحنات دينية في كوردستان العراق وأيضآ دعم السعودية السنة العرب من خلال كوردستان العراق وتدعم داعش الإرهابي بالمال وهذا حسب تقارير إعلامية عالمية تؤكد ذلك ووجود العناصر السعوديين في داعش بكثرة وحث شيوخ الدين السعوديين الشباب للجهاد ضد القوات العراقية والأديان الأخرى كما حدث مع الايزيدية والمسيحية والصابئة المندائيين والشيعة في الموصل . السعودية ورطت صدام حسين سابقآ في شيعية سنية مع إيران بحجة حماية البوابة الشرقية للوطن العربي والحد من انتشار التشيع في العراق والمنطقة العربية بشكل عام . لا زالت تحاول ذلك من خلال حث السنة على القتال ضد الحكومة العراقية بحجة أنها شيعية والسفير السعودي خير دليل على ذلك.

أما الطرف الثالث والذي يقف ضد الطرفين الأول والثاني وهدفه في العراق لا يقل عن عنهم وربما دور إيران أقوى من السعودية وتركيا لأن الشيعة اغلبية وهناك الطرف الكوردي الآخر الذي يكون مع إيران في جهة مدينة السليمانية وهنا تكفي الاشارة إلى أن هناك قتلى إيرانيين في صفوف الحشد الشعبي العراقي لمعرفة حجم الكارثة الذي إصابة العراق من جراء هذا التدخل . لنعد لإيران مع سقوط النظام العراقي السابق ودخولها الساحة العراقية منتقمة من قادة الجيش العراقي السابق وطيارين سابقين شاركوا بالحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن المنصرم وقتل العلماء ومن ثم الحرب الطائفية العراقية ومن ثم الاتجاه للسيطرة سياسيآ من القادة الشيعة . إيران فرضت بساطها على الجميع بقوة الكثرة الشيعية في العراق وكل من يخالفها يموت ولا استبعد مستقبلآ في حال انقسام العراق انضمام الشيعة ومناطقهم للجمهورية الإسلامية الإيرانية . كما أن إيران أخذت العراق ك سوق لتسويق الصناعة والتجارة الإيرانية بشكل ممتاز وخاصة أثناء فترة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل الدول الكبرى لتبنيها برنامج نووي .

أما الدول الكبرى والدول الاخرى الكل في العراق فكل دولة من الدول المذكورة تخدم مصالح الدول الكبرى والهدف هو أنهم كلهم العراق والشعب العراقي لا يملك الحق في وطنه ولا حتى الحق في الحصول على حصة من ثروات البلاد والذي يفيض خيرا  فقط على الجيران وليس على أبناءه.

 

في المثقف اليوم