أقلام حرة

عماد علي: النظام السوري يتمدد على حساب الجميع

emad aliبعد الاعتداءات الاخيرة التي اقدمت عليها سوريا في الحسكة، باستخدامها القاذفات السورية الروسية الصنع، دخلت المعادلات حيزا مغايرا لما كانت عليه، وكما انذرنا من قبل الاطراف التي تتضرر من التقارب الجديد بين الجهات المعنية بسوريا والتي تدفع بتركيا ان تحقق ما تريده من هدفها الوحيد هو اسكات صوت الكرد اينما كانوا، سواء بمساعدة اصدقائها او حلفائها الجدد او بواسطة حلفائها القدماء والجدد، وللاسف من بينهم اطراف من الكورد ذاته .

التحالف التركي الايراني الروسي يضم سوريا وان لم يذكر لان الاطراف لا تهدف الى اسقاط النظام والموضوع السوري هو مركز تجمعهم، بل عد للدفاع عنه مهما كان صعبا، وعليه فان التحالف الرباعي ستكون له الاهداف السرية او غير المعلنة والمكشوفة بما يحصل على ارض الواقع من العمليات او التحركات التي يقوم بها اي طرف من هؤلاء المتضامنين المصلحيين الذين لا يربطهم سوى اهداف تكتيكية صرفة من الاساس .

الحدثان الرئيسيان الاخيران؛ انطلاق القاذفات الروسية من قاعدة همدان لقصف المعارضة السورية، وقصف القاذفات الروسية بايدي النظام السوري لمدينة حسكة وقوات حماية الشعب، والذي راحت ضحيته المدنيين، هما ثمار التقارب الجديد ودفعت لتمدد سوريا نتيجة تمدد هذا التحالف بشكل غير مباشر . الاهداف المشتركة بين ايران وتركيا وسوريا لم تعارض تحقيقها روسيا، وانها تساعد على ارتكاب الجرائم وتغض الطرف عن ما يقوم به اي طرف منهم، وهي تمهد لافعال القوى الثلاث من التطاول على حقوق الاخرين ومنهم الكورد بشكل خاص .

ان كانت لايران اهاف عديدة ومختلة الاتجاهات في سماحها لاول مرة باستخدام قواعدها الجوية من قبل روسيا، فان تجرؤ سوريا وتطاولها على الحسكة لم يكن ممكنا دون ذلك التحالف والتحركات في ظل وجود قوة امريكية في تلك المنطقة، والمحير اجراء في وضح النهار وعلى مشاهد القوات الامريكية في المنطقة وهي تعرض نفسها على انها خليف الكورد، ودون ان تتحرك وتبدي موقفا تضع حدا من اجل عدم تكرار مثل هذه العمليات من جهة، وتمنع التحالف في التفكير عن التطاول على حساب قوى المحسوبة على التحالف الامريكي من جهة اخرى .

اما ما يدور في المنطقة على ضوء المستجدات وما تغيرت من الاتجاهات او رؤس السهام الموجهة نحو اهداف كانت مصيرية لبلدان التحالف الروسي الايراني السوري ودخلت تركيا فيها على اعتبار انها مغيرة توجهاتها وهي موجودة على عتبة الباب حتى الان ولم تدخل او لم يُسمح لها الدخول نهائيا الا عندما تثبت نيتها الصافية من التقارب، او تطمئن القوى الثلاث الاخرى على انها تتحرطك وفق استراتيجية جديدة وهي في مرحلة الاختبار للفصل بين التكتيك التركي او ما تنويه هو العمل الاستراتيجي البحت، فان المرحلة تحترق على نار ولم تسكن اوارها لمدة يمكن ان تكون طويلة  .

ان تاكدت ايران وروسيا من حسن نية تركيا، وتاكدوا بانها صادقة واطمئنوا لها، فان الامر سيكون مغايرا لتحركات الطرف الاخر بعدما يتيقن من التغيير الجذري لتركيا، وعندئذ لم تقف ساكنة مكتوفة الايدي، اي تتحرك امريكا بما يلائم مصلحتها ومصلحة من يتضرر من التحالف الرباعي الجديد . فيمكن ان نطمئن في حينه، اي في وصول المرحلة الى تمايز التحالفات، نطمئن على تحركات الكورد في اي جزء من كوردستان وما بفعلون  .

لكن، ان تمدد النظام السوري اكثر مما فعل بالامس من حركة تعتبر جس للنبض قبل اي شيء اخر وتحرك سريع، ولاقى الصدر الرحب من جميع الاطراف دون اعتراص فان المرحلة الحالية والقريبة ستكون صعبة على الكورد لحين فض التحالفات القديمة بشكل نهائي وتتاسس الجديدة وباطراف مختلفة مما كانت . خروج امريكا من الانكماش ولو بخطوة سوف يغير الامر ويعكسه ويقلبه على اصحابه، ولكن الوضع الداخلي الامريكي والمرحلة الانتخابية وما نعرفه عن اوباما لا يبشر بانه سيكون سريعا ولا يمكن ان نتاكد من تحركه اصلا .

اذن، تمدد النظام السوري ومن خلال قصفه لقوات حماية الشعب الكوردي في حسكة ناتج من التوافق بين اطراف التحالف الروسي الايراني التركي، وليؤكد النظام السوري  لتركيا بانه لازال ضد الحركة التحررية الكوردية في كوردستان الغربية .

فاننا على اعتقاد باننا نشهد حوادث ومفاجئات عديدة ان منع الجو الانتخابي الامريكيش على عدم فك قيودها في التحرك السريع لقطع الطريق امام تمدد اي طرف في المنطقة  .

 

في المثقف اليوم