أقلام حرة

مهدي المولى: ساد الفساد وتحكم الفاسدون

اصبح الكلام عن الفساد والفاسدين خاص بالفاسدين واللصوص واصبحت اصواتهم اعلى الاصوات ونفوذهم هو القوة الغالبة والنافذة والمسيطرة ولها القدرة على ذبح كل صوت يدعوا للقضاء على الفساد والفاسدين وسحق اي حركة ودفن من يقوم بها يعني ان الفاسدين هم الذين يطالبون بالقضاء على الفساد والفاسدين والنتيجة زيادة الفساد وحماية الفاسدين واللصوص

الفساد يزداد ويتسع ويتفاقم في كل مكان وعلى كافة الاصعدة وفي كافة المجالات من القمة الى القاعدة حتى انك لا تجد مسئولا واحدا شريفا الجميع غارقة في بحر الفساد حتى الذي يحاول ان ينقذ نفسه لا يمكنه ذلك لان هناك من يمنعه سواء بالقوة او بالاغراء

والدليل على فساد جميع المسئولين وبدون استثناء  كل مسئول يدعي انه وحده الشريف العفيف وغيره لص فاسد كل مسئول يتحدث عن الفساد والفاسدين الا عن نفسه فيرفعها عن كل شبهة لا يدري ان الساكت عن الفساد هو رحم الفساد وحامي الفاسدين واكثر فسادا من الفاسدين ولولا سكوته لما عم الفساد وساد وتسلط الفاسدون وتحكموا برقاب الناس لهذا فالساكت عن الفساد وعن الفاسد يتحمل مسئولية اكبر واهم من الفاسد نفسه

مهمة المسئول الصالح الشريف ان يصلح الفاسدين من خلال رفض الفساد والفاسدين من خلال حث التراب في وجوههم من خلال كشفهم وتعريتهم والقاء القبض عليهم ومحاسبتهم ومعاقبتهم بعقوبات رادعة وصارمة اخفها الاعدام ومصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة

فالمسئول الفاسد الذي يستغل منصبه ونفوذه الذي يتعاطى الرشوة المهمل في عمله المقصر في واجبه الذي يحتال ويتملق فانه وباء من اشد الاوبئة التي تدمر الشعب والوطن لهذا يجب استئصال الفساد والفاسدين في اول ظهور لهما الويل للوطن والشعب اذا استفحلا وتجذرا فأقرأ على الشعب والوطن الفاتحة وهذا ما حدث في العراق وفي بلدان كثيرة

لهذا نقول للمسئولين الذين يدعون انهم غير فاسدين وانهم ضد الفساد والفاسدين وان هدفهم الاصلاح  فالمصلح انسان شجاع وحكيم لا يخشى في الحق لومة لائم ولا يهمه كما يقول الامام علي وقع على الموت ام الموت وقع عليه والمصلح كما يقول الامام علي متمسك بالحق والصدق وان اضره ومتجنب للباطل والكذب وان نفعه

نقول للمسئولين الذين يدعون انهم من اجل الاصلاح وضد الفساد ان معركة الاصلاح من اشد المعارك التي تطلب تضحية ونكران ذات بلا حدود ولا شروط ولا جزاء ولا شكور فاذا فكر من يدعي الاصلاح باي شي دنيوي تحولت المعركة من معركة الاصلاح الى معركة رغبات الى صفقات الى سرقات الى رذيلة

لو نظرنا اي نظرة موضوعية للمسئولين الحالين ودعوة الكثير منهم للاصلاح لاتضح لنا بشكل واضح انه بعيدا كل البعد عن الاصلاح وانما رفعوا عبارة الاصلاح لتضليل وخداع الجماهير لاستمرار في سرقة اموالهم وجعلهم سلم للوصول الى اهدافهم ورغباتهم وعندما يصلون ويحققون رغباتهم يرفسون السلم ويرمونه في القمامة

يا سادة يا مسئولين الاصلاح كلمة حق وصدق دعوة الى التضحية ونكران الذات للاسف انكم استخدمتم كلمة الاصلاح للتضليل والخداع للتملق والمجاملة حتى اصبح كل اللصوص وكل اهل الفساد دعاة للاصلاح واصواتهم اعلى الاصوت واكثرها اتساعا

ياسادة هل تدرون ما هي مهمة عضو مجلس البرلمان انها كشف الفساد والفاسدين والقضاء على الفساد والفاسدين اينما كان ومهما كان والا فانه مقصر في مهمته مهمل في واجبه بل انه متواطئ مع الفاسدين

بعض الاحيان يتكلم عن الفساد ويعترف بانتشاره وتفاقمه وعندما تسأله اين الفاسدين يصمت يسكت لم يجب لا يدري ان صمته وعدم سكوته يعني انه خائف يعني انه فاسد يعني انه متواطئ مع الفاسد

فلو كان شريفا شجاعا حكيما لاسرع وكشف العناصر الفاسدة وقدم ما يملك من معلومات الى القضاء الى النزاهة الى البرلمان الى الشعب ولو فرضنا عجز عن تحقيق هدفه و يعتذر للشعب ويقدم استقالته

اما يستمر بأستلام الرواتب العالية والامتيازات والمكاسب الكثيرة والمتنوعة وما لذ وطاب ولزم الصمت والسكوت تجاه الفساد والفاسدين فانهم ايضا لصوص وفاسدون

فالفاسد فاسد والساكت عن الفاسد اكثر فسادا

لهذا عندما نقول ان جميع المسئولين لصوص وفاسدين لسنا مغالين ولسنا متجنين على احد

 

مهدي المولى

 

 

في المثقف اليوم