أقلام حرة

فاطمة الزهراء بولعراس: في ساحة الفنون

fatimaalzahraa bolaarasما يدهشني في مدن العالم الغربي أن مسئوليها يجتهدون في جعلها مكانا لراحة المواطن والزائر على حد سواء.. صحيح أن كل ذلك بمقابل ولكن لا يهم مادمت تجد ما تبحث عنه دون عناء.. في مونتريال كثير من الأماكن العامة الجميلة المجهزة بأشياء بسيطة لكنها عملية والأهم مريحة... وزيادة على مراكز التجارة المنتشرة في كل مكان هناك مركبات كثيرة مختصة بكل اهتمامات الانسان في كل مجالاته

   أما زياتي في هذا الخامس عشر من أوث فكان لساحة الفنون والمتحف. الساحة منبسطة على مساحة شاسعة  تنتشر بها المقاعد والخيم والمطاعم.... وفي أرضيتها رقع كبيرة جدا للشطرنج يتداول عليها الزائرون فتجد المتبارين غارقين في تحريك قطع الشطرنج يتابعهم بعض المارة باهتمام..

1065-hati

هناك من يرسم باهتمام أيضا وقد غاب عن العالم وغرق في ألوانه وريشته..... المكان منبسط للمارة ولا سيارات فيه  لذلك تجد الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة يتجولون فيه بحرية على مقاعدهم المتحركة..... في هذا المكان وحسب حركة العاملين به تقام معارض كثيرة للرسم وللرقص ولكل أنواع الاستعراضات.... كما ينتشر العازفون هنا وهناك يعزفون ألحانهم المختلفة... بعضهم جماعات وبعضهم مثنى وبعضهم يعزف منفردا وقد ذهل إلا على آلته

الناس هنا يستمتعون بوقتهم فنانين ومتابعين.... هواة... وعاشقين... لا أحد يلتفت لآخر.. ولا يهتم بما يفعل ولا بما يلبس ولا أحد يهتم بشكل أولون أوعرق..قد تكون هذه نظرة سطحية لواقع آخر..... ولكن الظاهر هو هذه الفرحة وتلك البهجة التي تلحظها على وجوه الناس ومن كل الأعمار..... الحياة للجميع لا إقصاء لا أحكام... لا تصنيف.... فقط مد يدك ورجلك  على قدر فلوسك  هو عالم مادي أجرد ربما نضيق به لو طال بنا الأمد فيه لكنه عالم صادق لا يغطي  حقيقة أن شان الناس شتى وأمورهم ألوان... ولا يتظاهر بالزهد ولا بالمثالية يترك الحرية للجميع   فلا أحد له الحق في الحكم على الآخر أو مقاضاته كما في المجتمعات المتخلفة

ما أعجبني في ساحة الفنون ليس أنواع الفنون التي أسست للترويج لها أصلا ولكن أجمل ما فيها هي مظاهر الإنسانية بكل تجلياتها الراقية.

 

فاطمة الزهراء بولعراس

 

في المثقف اليوم