أقلام حرة

هاشم عبود الموسوي: آمرلي الباسلة والمواقف المزدوجة للسلطة تجاه المدن المحررة

hashem mosawiيوم أمس مرت ذكرى تحرير المدينة الباسلة (المدينة البطلة)، التي ختمت على تاريخنا الحديث أحلى وأنقى صور التصدي الوطني ضد شراذم أوغاد، حاصروا شعبها لمدة 80 يوما .. وكان ذلك أول نصر شعبي يحرزه العراقيون في مقاومة الدواعش الأوباش .. هذا الشعب الذي تسلح وصبر (برجاله ونساءه وأطفاله) على جوع وعطش من أجل أن يحمي كرامة الأرض التي يعيش عليها يستحق منا أن ننحني أمامه ونقيم له نصبا تذكارية تشيد في مداخل مدينته .. كما هو دين على رقابنا أن نقدم المساعدات لهذه المدينة الرمز ونجعلها مزارا لكل شرفاء العالم .. نعم "أمرلي" هي ستالين غراد العراق . وهي التي فتحت أمامنا آمال التحدي من أجل النصر .

ندائي الى الشرفاء من المسؤولين في سلطتنا الوطنية على مختلف المستويات، أن عاملوا أهل هذه المدينة على أقل تقدير مثل المدن الأخرى المحررة .. لا تتعاملوا مع أبناء شعبكم بمعايير مزدوحة .. قدموا لهذه المدينة الرمز خدمات البنى التحتية المستحقة .. فهي والله أحق من غيرها .

 

آمــرلــــــي

هذه القصيدة كتبت في نهاية شهر تشرين الأول 2014، بعد الصمود البطولي لشعب مدينة آمرلي المنتصر وهو مدافعا عن طهارة الأرض. دينٌ عليً بأن أصيغ قلائد القصائد، وأعلقها على رقاب كل المدافعين عن أرضهم في كل مدننا المحتلة .. هاشم

 

آمــرلــــــي

الليلُ ليلٌ والضياءُ ضياءُ

ومَشاعلُ الثوارِ عِرسٌ وإهتداءُ

واذا نسيتَ حروف مَجدٍ غاب عنا

سَلْها تُجِبكَ رياضها الغناءُ

آمرلي عيدٌ للصمودِ وثورةٌ

أرسى دعائمها الدمُ المعطاءُ

سَل عاليات المجدِ في شرُفاتها

شرفاً به تتعاظمُ الغبراءُ

محنُ الخطوبِ وكم مَّرت بها

صُرْحٌ تُشادُ إلى العُلى وبناءُ

لَبسَ العراقُ وشاحهُ وتزينت

خُضر الرُبا وزَهَتْ بها الصحراءُ

كأنَ عُرساً من الأعراس يَجذِلنا

في كلِ بيتٍ فرحةٌ ولقاءُ

فتحررت أرضٌ وطاب تُرابها

وتألقتْ شمسٌ وضاع شَذاءُ

أسديتِ للدُنيا عظيم بِشارةً

فَحَنتْ لِكبر صمودها الأرزاءُ

حُلو القلوبِ مع القلوبِ تعانقت

صَفو القلوبِ مَحبةٌ وإخاءُ

آمرلي يا آمرلي نجمك ساطعٌ

سجدت لَجودِ عطاءك العُلياء

غنّت لعينيكِ النجوم وفاخرت

كِبَرْ الشموس بعرسكِ الفيحاءُ

رقصت نخيلٌ في السهولِ وهلّلت

شُم الجبال وغنّت الورقاءُ

يا منبت الأبطال فألكِ باهرٌ

كرم الرجال محبةٌ وسخاءُ

هي وقفةٌ عظمت بكبر رجالها

في  كل شبرٍ ثورة حمراءُ

آمرلي  يا اسمٌ  يُشرّف أهلهُ

لكِ في القلوبِ الحانيات وفاءُ

العيدُ عيدك  نفحةً  عذريةً

واليك مِنا طاعةٌ وتحيةٌ وولاءُ

 

د.هاشم عبود الموسوي

 

في المثقف اليوم