أقلام حرة

عماد علي: هل خدعت تركيا الجميع؟

emad aliبعدما توغل الجيش التركي في العمق السوري منذ توغله المباغت واحتلاله الجرابلس ومحاولته التعمق وتحقيق اكبر الاهداف في وقت قياسي ولم يلقالجيش المدجج اي اعتراض وبلعبة الكترونية مرتبة بينه وبين داعش،فححق هذا الجيش الانقلابي والخارج منه باتقلاب ذاتي ابيض ايضا، وهو في اختبار خارجي لاثبات الولاء بعد التصفيات . وتركيا بعدما تحركت خارجيا هيات الارضية والاجواء، وهذا ما دعى المقربون وحتى الخصوم مكتوفي الايدي، كان الجميع متفق معها، علمت الاطراف ما تنويه تركيا وكيف تتحرك ومن يغض الطرف عنها وكيف تعامل مع الاطراف قبل واثناء الاجتياح . اليوم تطلب روسيا وايران بشكل مباشر وامريكا بخجل الى حدما وقف عملياتها والكف عن التدخل وما تنويه من الوصول الى الهدف الاول والاخير لها وهو سيطرتها بشكل ماعلى الحلب ان تمكنت او ان تكون طرفا مؤثرا لها الراي في الحل النهائي لهذه المدينة التي اصبحت مركزا وكانها السوريا الصغرة لايجاد الحلول لها اخيرا .

اليوم تطلب طهران من تركيا الكف عن تدخلاتها ووقف علمياتها والانسحاب من تركيا بعدما تاكدت من نوايا تركيا المخادعة لها قبل الاخرين . ان نجحت تركيا في اهدافها فان كل ما عملت طهران عليه قد فشلت في تحقيق مهامها الرئيسية وكانها اعادت فك النسيج وما عملت عليه من الغزل والنسيج للقضية السورية بحيث تقع في النهاية لصالحها والمحور التي تتراسه مع روسيا . الا ان عمليات تركيا الخاطفة والتوسع اكثر من ما اعلنته، وتوغلها عمقا نحو الحلب واكثر منالهدف المعلن من فصل شرق وغرب الفرات عن الكورد، وبيان لوائح مقاصد واغراض كثيرة وكبيرة لتركيا التي تريد ان تفعلها في وقت قياسي وباقل خسارة ، جعلت طهران ان تفهم من انها بذلت الجهود ولم تصل الى ما تريد، الا ان تركيا في لمحة بصر قد تحقق بسهولة ما عملته ايران خلال سنين وبكلفة باهضة ولم تنجح نهائيا فيه لحد اليوم . اي اصبحت تركيا طرفا فاعلا على الارض في هذه المدة القصيرة التي كانت تنتظر قبلها الفرصة السانحة لتتدخل باداعاءت خدعت بها كل ما يمثل المحور الاخر سواء كان روسيا او ايران او سوريا وحتى العراق ايضا .

ماذا تريد تركيا اذن، انها تريد ان تضرب العدد غير القليل من العصافير بحجر واحدة، ولحد الان نجحت من خدع الجميع بداية، الا انه قد يتوضح كل ما تريده اكثر في كل لحظة تتاخر في تحقيق مرامها، لذا اسرعت طهران للطلب منها بالانسحاب وكانها بنفسها هي لم تتدخل في شؤون سوريا منذ سنين .

بعد سكون الامر وهدوء الهيجان منذ دخول الجيش التركي الجرابلس، وتزداد التوقعات من ان تركيا تهدف تحقيق الكثير عدا ما تعلنه من الوقوف امام طموحات الكورد، انها لا تثق باي طرف ولم يثق احد بها، حتى بوجود الشكوك حول توافقها واتفاقها مع امريكا في خطواتها الا انها لم تدرك لحد الان ان فشلها قائم على المصالح والتوافقات القائمة بين امريكا وروسيا ، ولا يمكن لاي من هذين الطرفين ان يضربا ما توصلا اليه منذ مدة من اجل عيون تركيا وبعدما ابتعدت كثيرا عن امريكا والخلافات الموجودة اصلا بينهما والتي ابعدتهما عن التنسيق بعيدا عن التفاهم الامريكي الروسي .

اضافة الى ما تستفيد تركيا من ما اقدمت عليه، فانها كشفت السرعة الجنونية التي تكوعت فيها تركيا نحو روسيا وايران وسوريا ايضا، وكل ذلك ان في بعض منها هو تهياة الجو والارضية لعدم اعتراض هؤلاء فيما فعلته بعد تلك الخدعة الكبرى من تدخلها المباغت واختارت التوقيت التاريخي المشكوك في امره ايضا . وانها الان كشفت نفسها بعدما سهلت سياسيا اجتياحها ولم تكشف عن ما تريد، الا ان سلوكها وتوجهاتها وما تفعله في الاراضي السورية وما تكشفه من هدفها الاساسي من توغلها غصبا عنها قد تقلب الاراء حول ما تقوم به، واول الامر بدا من ايران بعدما استيقضت باكرا من الغفلة او الغفوة حول من ساعدتها ايضا في القيام من ضربة مابعد الانقلاب الفاشل الذي اصابها وحسن بانها اول الخاسرين من قبل تركيا الصديقة الجديدة  .

اليوم تُبان من الافق بداية نوايا واهداف تركيا وما استهدفته وبداتها بخداع المحور الاخر مع من يخالفها ايضا من المقربين، وسينكشف للجميع خداعها وسينعكس عليها وتتضرر هي قبل الاخرين، الا اننا نعتقد بانها سوف تثبت مكانها ان لم تتقدم وتبقى على حالها واصبحت طرفا على الارض بعد انتظار مفيد لها منذ سنين، وهي اعتقدت بان اللعبة قربت من نهايتها ولا تريد ان تخرج منها خالي الوفاض وانها حقا لعبت بشكل صحيح سياسيا وعسكريا واثبتت قدرتها على قلب الكثير من المعادلات بادعاءات علنية خبيثة واهادف سرية تمررها بشكل مدهش .

يمكن ان تتوضح الامور في لحظات وسوف يعلم الجميع بانهم خُدعوا ام هناك لعبة مشتركة بين اللواعيب القديمة وينكرونهاعلنا

 

في المثقف اليوم