أقلام حرة

عماد علي: هل يوجد انسان حليم نزيه في هذا الزمان؟

emad aliفكر كثيرا مع نفسه ولم يعلم بانه يعيش في اضغاث الاحلام وهي لا تضر ولا تفيد، بل اعتقد بانه دخل في عالم خاص لا يعرف مداه وارتاى ان يدخل في عمل حقيقي متوازن لا ينافي عقائده على الاقل، وراى احد معارفه العصامي الكبير والدمث الخلق ولكنه تعجب مما يفعله في وقته وهو يتنصت لاقوال البعض و لكل ما ليس له علاقة به من اجل نقله لمن اوصاه على ذلك من اجل حفنة من المال، وتعجب منه ومن فعلته هذه لانه لم يتصور او يعتقد بان ما يراه صحيحا او يمكن ان يتقبله بانه هو هذا النزيه الذي يفعل هذا، فليس من المعقول ان يفعل من لا يمكن ان ينتظرمنه هكذا افعال وتاريخه انظف من رئيس هيئة نزاهة بلدته، وانه حقا يمكن ان يقدم على مثل تلك الافعال.

 من جانب اخر استمع الى الصديق الصدوق الاخر لما مليء عليه من انه يجب ان يصادر ما يمتلكه رفيق دربهما المناضل تنفيذا للاوامر التي صدرت اليه،  في الوقت الذي يسعى سرا على ان يجلي في المقابل عائلته من الوضع الماساوي التي وقعت فيه جراء ما يقوم به هو محاسبا ومنفذا، لمنع الاسوا . كل تلك الافعال المتناقضة مفروض عليه وهو غير مقتنع بل مرغم من اجل مصلحة عائلته فقط .

الاثنان توقفا قليلا وحارا بين ما يعتقدانه ولهما نظرة مسبقة على الاشخاص وما تراه عينهما، فلم يصدقا وركزا على حالهما ووضعهما وتيقنا بانهما صاحيان ولم يدخلا في الغفوة على الاقل او بعيدان عن الحلم .بعد انهاء مهامهما عادا الى مكان سكنهما،  راح احدهما وجلس في زاوية من جدار داره بعدما عاد ونقل عائلة المتهم بعيدا عن الانظار وتعمق في التفكير، هل يعقل ان يرى في لحظة ما ليس معقولا استنادا على ما لديه من تلك المعلومات التي ترفض مثل هذه الافعال من مثل هكذا شخصيات قريبة منه .

وعاد الاخر في اليوم التالي الى عمله مهموما حزينا حتى العمق، ولم يدعه زملائه وحيدا غارقا في غمه لانه كان قريبا من الجميع ومشاركا لهم في السراء ولاضراء منذ بداية معرفتهم للبعض . فتكلم وقص ما نفذه ورآه ولم تصدقه حتى عينيه  .

ففغر فاه الجميع وقالوا له بانه كان بالامس هنا ولم يتحرك خلال فترة عمله مترا ابعد من الدائرة التي يعمل، وكيف حصل ونفذ ما اُمر به وحصل له هذا وهو لم يخرج من عتبة باب الدائرة، فلم يصدق وكرر كل ما قاله على الجميع، وتاكدوا بانه عاد معهم الى بيته بعد انتهاء الدوام . سرعان ما تحرك وهاتف صديقه الاخر، واجابه بانه لم يحصل له مثل ما يقصه بانه كان معه بالامس في ما دخل في مشكلته الخاصة التي تحركا معا بعد انهاء مهامهما .

هل حقا اضغاث احلام ام احلام حقيقية ولم يخرج منها بعد اليقضة ايضا وتداخلت عليه كل تلك التواصل بين التفكير العميق والحلم والتعب وما تراكمت عليه هموم الحياة التي ابعدته عن الحقيقة ويعيش في خيال دائم، وعليه؛ اعتقد بان ما فكر به هو حقيقي حاصل ولا يمت بتفكيره مع ذاته بشيء .

عند تحليل شخصية المفكر والمتنقل بتفكيره واعتقاداته بين ثنايا الحياة الحقيقية وهو دخل في خيال عميق مضني وليس لما كان فيه صلة في الحقيقة، يبين بانه رجل نزيه نظيف حد السذاجة . صعوبات الحياة فرضت عليه الدخول في قصة وهو  حتىغير مغفى عليه وليس في الحلم بل تواصل عمقا مع دخوله في القصة نتيجة التعمق والتفكير في الكثير من امور الحياة بما فيه الحياة الخاصة لاصدقاءه وكيف يمكن ان يساعدهم كما هو حاله في الحياة التي لم يقف مكتوفي الايدي ازاء اية مشكلة لابعد معارفه . فازدوجت شخصيته الحقيقية مع الخيالية، وهو في حال الان ليس ميسورا ولم يحقق ما يحلم ويؤمن به . وعليه دخل في ازدواجية الشخصية الحقيقية مع الحالمة السائرة مع البعض في كينونته ولم يميمز بين الحلم والحقيقة حتى سيره لمدة طويلة .

 

في المثقف اليوم