أقلام حرة

عماد علي: من (يطلع من المولد بلّا حمص) هذه المرة ايضا؟

emad aliقلنا من قبل وفي مناسبات عدة، ان الكورد خرجوا من المولد بدون حمص وهم ضحوا كثيرا في سبيل تحقيق اهدافهم وفعلوا ما بوسعهم من افعال وقدموا من التضحيات حتى فوق طاقتهم من اجل مسايرة من له القوة والامكانية لتسهيل الوصول الى مرامهم، ولكن كما هو المعلوم ان السياسة ليس لها الاب ولا الام، وانها لعبة تامين المصالح من قبل الاطراف ولكن بخطى وتوجهات تعتمد على جوهر واخلاق اللاعبين سواء كان يقترن افعالهم باخلاق وعادات وتقاليد اجتماعية او يلتزمون بالبراغماتية المجردة البعيدة عن الثوابت الاخلاقية والادبية .

كانت المقاومة التي ابداها الكورد في كوباني وحماية البلدة من اشرس قوة ارهابية بتغطية ومساعدة امريكية وبعمليات عسكرية جبارة ليس بوسع حتى اقوى المنظمات ان تخوضها بهذه الروحية والمعنوية . قد اثبت الكورد لحدما الاسس والقوائم الرئيسية لترسيخ كيان يمكنه ان يدافع عن نفسه من جهة وان يخوض غمار الصراع المتلاطم مع القوى المحيطة به من جهة اخرى .  واكثرالمحيطين له مصالح لا يود نجاح الكورد  في مهامه الرئيسية وتحقيق ما يريد . لم يكن الدفاع عن كوباني امرا سهلا، واوضح الدفاع عنها مدى قدرة وشجاعة الكورد وبالاخص بمشاركة المراة التي وصلت صداها الى ابعد البقع في العالم . اما بعد التحذير والشكوك في امر الدخول في معركة المنبج التي يعتبرها المتشائمين الاعداء انه فخ لهم بعد ان عبروا الفرات، ووصل الحد الى تكوع تركيا وتنازلاتها الكبيرة نتيجة ما احسته من ان خطوطها الحمر لا يمكن ان تبقى كما هي بل يمكن تجاوزها لو ضربت المصالح العليا لاطراف لها الثقل العالمي عرض الحائط .لازال الوقت مبكرا للحكم على ما شاب الدخول في معركة المنبج وتحريرها وما دعا امريكا الى الحث والسماح على التوغل فيها من قبل الكورد رغم اعتراض تركيا، اهي رد فعل لاستدارة تركيا نحو المحور الاخر ام وقوف تركيا منذ اندلاع العمليات العسكرية في سوريا بعيداعن الساحة الحقيقية  دون ان تصرف جهدا ومالا في موازنة القوة فيها، مما دفع بامريكا ان تلعب لجرها الى الساحة وما يمكن ان تكون مستنقعا او حلبة للصراع اما تخرج منها سالما منتصرا كما هو الاحتمال او مهزوما مخذولا اكثر من القبل، ويعتبره المراقبون عقوبة علىمواقفها السابقة من توجهات امريكا وتهوراتها .

الايام القليلة الاتية تبين لنا من واين تقع الرقعة التي وضعت فيها الفخ اهي المنبج كما يحلوا لتركيا والقريبين منها واكثر العرب ان يعتقدوا بذلك ام الجرابلس التي يمكن ان تعلق ارجل تركيا فيها دون ان تتمكن بسهولة ان تخرج منها وربما تحتاج الى استدارة وتكوع اخر للخلاص منه، كما يعتقد الكورد والقوى المقابلة لتركيا والقريبين او المشاركين معه في العملية عسريا وسياسيا .

ان كانت الاستراتيجية الامريكة والتغييرات الكبيرة المنتظرة في المنطقة قد بدات، والتحالفات الجديدة بنيت على اسس استراتيجية، فان الاحتمال الاكبر هو  ان تخرج تركيا من المولد في النهاية بلا حمص، سواء اسس الكورد كيانهم المستقل او خرجوا بحكم ذاتي على بقعة من ارضهم، اما ان كانت الخطوات مبنية على تكتيكات مؤقتة لحين انتهاء مرحلة حكم اوباما، فانه يمكن انتنظار احتمالات عديدة واحدى اخطرها والتي تعتقد الاكثرية ان تكون بعيدة الوقوع هي خروج الكورد من المولد بلا حمص ايضا كما هو حاله في تجاربه الماضية عبر التاريخ . والجميع ينتظر موسم الحصاد الاخير ومن يجني الثمرة الناضجة التي ينتظرها في النهاية .

هل ائتلاف روسيا ايران تركيا سوريا والى حدما امريكا جاء في غقلة من الجميع وفي مقدمتهم الكورد ام ان التعاون مرحلي ولا يمكن ان تسمح النقاط الخلافية المصلحية في بقاء توازن القوى على هذا الحال دون مراعاة الاطراف الاخرى ومصالحهم كالعرب وفي مقدمتهم بلدان الخليج وسوريا ولبنان والعراق ومصر اضافة الى الكثير من الدول الاوربية .

ليس من المقول ان يكون التفكك المنتظر في داخل الدول الاقليمية مذهبية طائفية فقط بعيدا عن العرقية، لانه يعتبر بعبعا يخيف دول المنطقة وليس من مصلحتهم، فلا يمكن لكورد كوردستان العراق ان يتراجعوا ولو خطوة عن اوضاعهم  ،و هكذا يسير الكورد في سوريا وتركيا وايران في المستقبل كما يعتقد من الخارطة الجديدة للمنطقة . وعليه اما ان يحقق الكورد في جميع اجزاء كوردستان مبتغاهم او يتعرضوا لمؤآمرة اخرى ناتجة عن حاصل جمع مصالح الدول التي ينقسم عليها الكورد جغرافيا بمساعدة الاخرين . الا ان التقييم الموضوعي العقلاني العلمي لا يدلنا على مثل هذا التوقع مهما حصل، لان نتيجة ما يمكن ان تخرج منه في النهاية من المعادلات الصعبة المتشابكة التي تحيط بقضيتهم لا توضح لنا او لا تدلنا اصلا على اية نتيجة ماسآوية يمكن ان تنتظر الكورد كما حصل من قبل .

 

في المثقف اليوم