أقلام حرة

فاطمة الزهراء بولعراس: رسالة إلى نورية بن غبريط وأخرى إلى وزيرة التربية

fatimaalzahraa bolaarasفي مطلع كل سنة اجتماعية يأخذني الحنين إلى مرابع التربية  ويشدني الشوق إلى ساحات المدارس حيث ذلك الماضي الجميل والمستقبل الذي كنا نسميه مشرقا وباهرا... ولازلت  لا يستفزني شئ كالمدرسة والتلميذ والمعلم ومع ما أدعيه من معرفتي ببعض خبايا التعليم فقد منحت الحق لنفسي كي أكتب رسالة حب وصدق ووفاء لوزيرة التربية ورسالة أخرى للسيدة نورية بن غبريط رسالتان منفصلتان وليستا متصلتين وكم أتمنى أن يصل فحواهما إلى قلب بن غبريط وعقل الوزيرة

ذلك أن المنظومة التربوية هي أهم قلعة لازال المواطن(الذي يسمونه بسيطا) (زعماهوما ولاومركبين)...يعتصم بها ويضع آماله في كل ما تنتجه رغم ما أصابها من تصدع وما هز أركانها من ضربات موجعة لا نحمل السيدة الوزيرة مسئوليتها فقد قدمت إليها وهي على وشك  السقوط  ونعترف للوزيرة يشجاعتها في أنها صمدت رغم تلك الضربة القاصمة التي أصابتها في الصميم وهي تسريب أسئلة امتحان البكالوريا....و إذا كان الكثيرون يعيبون على الوزيرة تكوينها( المفرنس) فإنه ليس سببا كافيا للحكم عليها إذ يكفي أن تكون ملمة بالبعد التربوي في الجزائر المستقلة وبالمناهج المطلوبة واللازمة لشعب كافح التغريب والتفسخ والمسخ لمدة تزيد عن القرن..وإذ يحق للوزيرة أن تؤمن بما تشاء  من أسباب الحضارة والتقدم فليس من حقها فرضها على الشعب الذي يؤمن في سواده الأعظم بأن العربية لغته والإسلام دينه..ويكفيه منها أن تستوعب هذا وتعمل عليه ليغفر لها ما تقدم وما تأخر من ذنوبها في تحوير المناهج اعتقادا منها في الأفضل الذي لا يريده الجزائريون (المتخلفون) فقط لأنه قادم من تجربة(فرنسية)....

.إن الجزائريين لا ينكرون سبق فرنسا وتقدمها (وقد كان على حسابهم وحساب الشعوب التي استعمرتها) ولا ينكرون على الوزيرة فهمها وذكاءها  ولكنهم يقولون لها ما قال ابن باديس لو قالت لي فرنسا قل لا إله إلا الله لما قلتها ونحن والوزيرة وفرنسا نعلم جيدا من هو ابن باديس ولماذا قال ذلك ومن هو بالنسبة للشعب الجزائري

أما السيدة نورية بن غبريط المحترمة...الجميلة الرقيقة الراقية(شخصيا أنا معجبة بها جدا) فإننا نقول لها بصدق إن الجزائر التي قال عنها ابن باديس (دائما) أنها ليست فرنسا ولا تريد أن تكون فرنسا ولن تستطيع أن تكون فرنسا حتى لو أرادت  هذه الجزائر لازالت تصرخ بكل ما أبقي لها  من لهاث بأنها لا تريد حتى (الجنة) التي يتكلم أهلها لغة فرنسا وإذ شعبها يحترم كل اللغات وكل الشعوب فإنه ليس ملزما بأن يرى ما ترى فرنسا وقد مر على استقلاله أكثر من نصف قرن بعد مسيرة كفاح مرير ملئ بالدماء والدموع......وإن خبرة تربوية تأتينا من عدو الأمس (وعدو اليوم) هي خبرة مغشوشة وباطلة وتشبه نصائح الذئب الماكر للخروف.... اما إذا كان الجزائريون عاجزين عن تربية أبنائهم وتعليمهم بكل ما كونوه من خبرات وإطارات فليقتلوا أنفسهم لعل الله يتوب عليهم... لذلك نطلب من السيدة الكريمة نورية بن غبريط ألا تسير ضد التيار فمهما كانت قوية فلن تكون أفوى من فرنسا العظمى التي دحرها تمسك الجزائريين بأصولهم. ولا بأس أن تفيد الوزيرة قطاعها بأي خبرة إنسانية في التعليم دون أن تخصصها بجنسية تثير حساسية الجزائريين.... ونحن نعرف أن الوزيرة تعلم أن مرض الاستعمار داء خطير لازال الشعب الجزائري يعاني من آثاره الوخيمة وويلاته المستعصية وصدق ذلك الرئيس الأمريكي الذي قال: مسكينة الشعوب التي تعرضت للاستعمار الفرنسي لأنه أخبث استعمار.. والدليل على خبثه أن فرنسا الماكرة التي كانت متغلغلة في اقتصادنا بدعاوى مختلفة على رأسها (الطمع) تريد التغلغل في (التعليم) للقضاء على البقية الباقية من رموز سيادة الشعب.. كم أتمنى أن تصل رسالتي إلى السيدة الوزيرة وكذا السيدة بن غبريط

لكن ما يؤسفني أن  بعض مسئولينا لا ينزلون من أبراجهم (اللغوية) كي يتغلغلوا في لغة الشعب.. أما الترجمة التي تقدم لهم فإنها خائنة بكل تأكيد

كل النجاح والتوفيق نتمناه لأبنائنا في دراسته وللوزيرة في إدارة الفطاع ولنورية بن غبريط في تفهم وجهة نظرنا والله المستعان من قبل ومن بعد.

 

فاطمة الزهراء بولعراس

 

في المثقف اليوم