أقلام حرة

مهدي المولى: الفساد يتفاقم رغم دعوة الاصلاح

رغم دعوة الاصلاح والقضاء على الفساد والفاسدين من جهات عديدة رئيس الوزراء اعضاء البرلمان القوى المتنفذة وغير المتنفذة حيث بدأت حملة واسعة من المظاهرات والاحتجاجات في مدن عراقية عديدة وخاصة بغداد تطالب بالقضاء على الفساد واحالة الفاسدين الى العدالة تصدرتها جهات مختلفة بعضها مخلصة وبعضها ذات نوايا سيئة لغايات خاصة وبدأت حالة غريبة من التنافس بين الكثير من المسئولين في التصريحات لتبرئة انفسهم من اي فساد واخذ كل مسئول يتظاهر انه النزيه الشريف و يتهم غيره بالفساد وعدم الكفاءة والقدرة وانه وصل بالتزوير والرشوة ومسح الاكتاف وتقبيل الايدي ويقدم ادلة وبراهين في الهواء على ما يقوله وعندما تسأله من هؤلاء الفاسدين اسمائهم عناوينهم يقول لك لا اعرف لا ادري او يدعي انه لا يريد ان يدخل في مناكفات مع الاخرين وهذا دليل على انه فاسد وانه يرمي مفاسده وموبقاته على الاخرين لو كان هذا المسئول يملك ضمير وكرامة وشرف لكشف الفساد واسماء الفاسدين وقدم كل ما يملك من ادلة ووثائق الى القضاء بتحدي وقوة ومهما كانت التحديات حتى لو قدم حياته لكنه لص وفاسد وقديما قالوا الذي في عبه صخل يمعمع

من هذا يمكننا القول ان كل هذه الدعوات والمظاهرات والاحتجاجات لا تؤدي الى الاصلاح لا تقضي على الفساد والفاسدين لان اصحاب دعوات الاصلاح لصوص وفاسدين وما هذه الدعوات التي يطلقوها مجرد ذر الرماد في العيون مجرد وسائل تضليل وخداع للجماهير من اجل سرقة اموالها وطعامها

وهكذا نرى المسئولين جميعا يزدادون ثراء وتبذير في كل المجالات سيارات عقارات ارصدة سفرات حفلات احتفالات في داخل العراق وخارج العراق في حين نرى الشعب العراقي يزداد فقرا وجوعا ومرضا وامية حتى اصبح العراق بلد البطالة والرشوة وسوء الخدمات لا تعليم ولا صحة ولا عمل ولاقانون حيث عاد العراق الى زمن جاهلية ابي سفيان عشائر بعضها يغزوا بعض شعب يعيش على الغزو واستغلال النفوذ والاحتيال والرشوة حتى اصبحت كل عشيرة دولة وحاكمها شيخ العشيرة ولكل عشيرة علم وقوة عسكرية واصبح شيخ العشيرة واعرافها هي التي تحكم وامرها هو المطاع فلا قدرة للجيش ولا للحكومة الصورية اي ارادة او قدرة على مواجهة اوامر ورغبات شيخ العشيرة واعرافها

فعضو البرلمان يصل الى البرلمان باصوات العشيرة والوزير يصبح وزيرا بقوة العشيرة ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية الوكلاء المستشارين المدراء العامون المحافظ اعضاء مجلس المحافظة حتى القائم مقام ومدير الناحية والمجلس البلدي حتى لو وصلوا عن طريق الطائفية العنصرية الدينية لكنه اذا لم يستند على العشيرة لا يمكنه ان يستمر في منصبه

وهذا يعني ان شيخ العشيرة واعرافها هي التي تحكم وهكذا نرى التنافس والصراع بين هذه العشائر من اجل نهب العراقيين واذلالهم لان الاموال تذهب في جيوب اقلية فاسدة ومفسدة مثل شيوخ العشائر والسماسرة واهل الدعارة اما الاغلبية الشريفة الطاهرة النظيفة فلا تحصل اي شي لا تحصل سوى الذل والفقر والجوع

لهذا كل ما نسمعه من دعوات من مظاهرات من احتجاجات ضد الفساد لا تجدي نفعا بل بالعكس تماما نرى الفساد يزداد ويتفاقم ويزداد عدد الفاسدين وتعلوا مراكزهم وتزداد قوتهم وسطوتهم

يا ترى كيف يمكننا القضاء على الفساد والفاسدين والتوجه لبناء العراق وسعادة العراقيين رغم صعوبة ذلك في ظل ظروفنا الحالية الا انه ليس مستحيل

فهذا يتطلب اتخاذ الاجراءات التالية

اقامة حكومة عراقية واحدة وجيش عراقي واحد وعلم عراقي واحد واي اساءة او تفريط يعتبر جريمة كبرى وخيانة عظمى بحق الشعب والوطن

 اقامة حكومة الاغلبية السياسية اي الاغلبية تحكم والاقلية تعارض

 اي مرشح للمسئولية لا يقبل ترشيحه الا اذا اقر انه رشح نفسه لخدمة الشعب والوطن وليس لخدمة نفسه وعليه ان يأكل يلبس يسكن ابسط ما يأكله يلبسه يسكنه ابسط الناس واذا زادت ثروته العقارية المصرفية الشخصية عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية فهو لص

بذلك يمكننا تحقيق ما نرغب من القضاء على الفساد والفاسدين وبناء العراق الحر المستقل وتحقيق طموحات شعبنا في الحياة الحرة الكريمة

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم