أقلام حرة

فاطمة الزهراء بولعراس: زمن الذل

fatimaalzahraa bolaarasرغم أن الكثيرين نصحوني مخلصين  بألا أكتب في السياسة إلا أنني لا أريد الانتصاح لسبب بسيط وهو أنني لا أعتبر نفسي أكتب في السياسة.إنما أنا أكتب في (بلدي)...وأقول ما أراه صوابا وأجتهد في التعبير عن رأيي دون أن أؤذي أحدا لا بكلام ولا بفعل..وإن أخطأت فإن ابن آدم خطاء ولكن خطئي سيكون بسيطا مقارنة بما أسمع وارى من أخطاء في حق البلاد والعباد...... لذلك فلا عذر لي في الصمت الذي لم يعد حكمة  وأرواح الشهداء تهيب بنا أن ننتفض ونقوم ولو بقلوبنا  وهذا أضعف الإيمان....وإنني أفضل أن أخطئ وأصيب على أن أكون شيطانا أخرس بعد أن فتح الإعلام لكل من هب ودب أن يدلي بدلوه في حياتنا ومستقبل بلادنا

إن الجزائر التي روتها دماء الشهداء وسقتها دموع اليتامى والأرامل تتخبط في مشاكل الله أعلم متى تنتهي وإني أعتقد أنها ستتضاعف ذلك أن المسئولين في بلادنا يطئون أحلامنا...يدوسون على ثوابتنا....ويعبثون بمستقبل أولادنا ووطننا...ولم يكن يدور بخلدنا أبدا أنه يأتي يوم ويستقبل أبناؤنا  المسئولين الفرنسيين بالأناشيد  (باللغة الفرنسية)

نعم فقد عادت للغة الفرنسية (لغة الحنين) قوتها وسطوتها في العشرية الأخيرة وأصبحت لغة البرامج التافهة وحتى لغة برنامج أطفال المدارس الذين يدرسون  (العربية) كلغة أولى

يحرص بعض مقدمي البرامج التربوية على (اللثغ) من حين لآخر بلغة فافا إظهار لتميزهم وتحضرهم وما أشبه اليوم بالبارحة وقد قسمتنا اللغة أنصافا غير متساوية على الإطلاق...

.أنصاف مشتتة لا تنتمي لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء فالذي انحاز إلى الغرب لبسه الذل والعار وهو يتبع عدو الأمس كالكلب ذليلا فلا يعيره اهتماما إلا اهتمام الغطرسة والتعجرف...أما الذي  انحاز إلى الشرق فلا يلقى سوى الإهمال..أما ما يدمي القلب حقا ويقهر النفس هو أن مسئولينا لم يحددوا انتماءهم إلى الوطن...الوطن الحر الكريم...الجزائر التي تجمع في حضنها أبنائها (كل بلسانه) تتفهم أسباب التفرقة اللغوية وتتخذها كقوة من الأمازيغية إلى الشاوية إلى التارقية إلى أي لغة أو لهجة أخرى

نحن شعب حدد التاريخ هويته واختلط لحم أمازيغتنا بعظم عروبتنا ولا انفصام لهما إلى يوم الدين لأن العاصم هو الدين الذي جاء باللغة العربية التي لا نقول عنها أنها لغة أهل الجنة  وكل ما نعلمه أن الجنة لا ندخلها إلا برحمة الله وسبحانه العليم الخبير الذي جعلنا شعوبا وقبائل مختلفة الأعراق والألوان والألسنة ورحمنا بالهداية إلى سواء السبيل

إن بعض الظواهر الجديدة وبعض الأشخاص الكريهين الذين صعدوا للواجهة مرة أخرى تنبئ عن شئ مريب يطبخ لنا في مخابر (الأذكياء) الذين يضحكون علينا ب(الخبرات) الملغومة بالخيبات..يريدون أن نعود إلى زمن الذل الذي قاومناه قرنا وربع قرن ..نعود إليه طائعين مختارين فنذل ونخزى رغم أننا نعرف ويعرفون أن هذا الزمن لم يحرر أحدا  ولم يميز أحدا ولم يحضر أحدا (من الحضارة)... لكن وبكل أسف نسجل عودة للباشوات والأغاوات والقياد الذين أجلوا استقلال الجزائر ويريدون إعادتها القهقرى

ولكن ليعلم هؤلا وهؤلاء أن شعبا متجذرا في حب (الحرية) لا يمكنه الانقلاع من جذوره... والزكام (اللغوي) الذي اأصابته عدواه  سرعان ما سيشفى لأن أغلب أفراده مطعمون بلقاح لم  يصنع في (فرنسا) قبلة المستلبين لكنه لقاح محلي تصنعه  بكل تصميم  وحب الأمهات الماجدات كل يوم في جبال جرجرة....  والبابوروفي كل ربوع الجزائر الحبيبة... أما الحالمون بزمن (تحت ضوء القمر) فنقول لهم أن الزمن لا يرجع إلى الوراء..وحتى لو رجع  فلستم من يجدكم في استقباله  في جميع الأحوال

 

فاطمة الزهراء بولعراس

 

في المثقف اليوم