أقلام حرة

مهدي المولى: أين أموال العراقيين؟

هذا سؤال مطروح في الشارع العراقي سؤال يطرحه العراقيون جميعا حتى اللصوص والفاسدين ابن أموال العراقيين أين ذهبت في جيب من نزلت وفي رصيد من سجلت

لا شك ان المسئولين جميعا مسئولون عن هذه الاموال ولهم معرفة تامة اين ذهبت فاذا لم يساهموا في سرقتها فانهم يعلمون من سرقها من بددها من ضيعها من اهملها من قصر في حفظها وحمايتها لهذا فانهم جميعا يتحملون مسئولية معانات العراقيين من فقر جوع حرمان تشرد سوء خدمات

والآن آن الأوان لكشف الحساب لكشف الحقائق فالاوضاع لا تتحمل ابدا الاستمرار في هذا اللامبالات والفوضى يعني الانهيار التام يعني التلاشي والزوال

اموال هائلة لو استخدم نصفها في خدمة العراق والعراقيين لجعلت من العراق جنة من جنان الله ولجعلت العراقيين من اسعد شعوب الدنيا بل حتى من اسعد اهل الجنة

اين ذهبت هذه الاموال من يعرف الاجابة من يملك الجرأة على الاجابة نسأل من رئيس الجمهورية رئيس الوزراء وزير المالية لا يعرفون شي فهم لا يعلمون لا يعرفون الاموال التي دخلت والاموال التي خرجت الجماعة يغرفون غرفا وبدون حساب ولا محاسب نثرية وزير وحمايته تعادل ميزانية دولة مثل الاردن ما يبدد للبرلمان من رواتب وامتيازات وسفرات مشينة وايفادات لا قيمة لها تعادل ميزانية دولة اسرائيل

مجالس محافظات مجالس بلدية موظفين ثلاثة ارباع هؤلاء فضائيين بطالة مقنعة عملهم الاحتيال التزوير الرشوة استغلال النفوذ ودعم الارهاب وتمويله وخلق المناخ الملائم لنشره

ايران التي تعداد نفوسها حوالي 90 مليون نسمة عدد الموظفين فيها مليونين ونصف موظف في حين العراق الذي عدد نفوسه 35 مليون نسمة عدد الموظفين اربعة ملاين ونصف موظف

ليست هناك خطة للتعيين في دوائر الدولة الوزارة التي يستلمها الوزير يحولها الى اقطاعية ملك طابو له ولعائلته ولعشيرته ولمنطقته قيل ان احد الوزراء عندما عين وزيرا لاحدى الوزارات وقبل جلوسه على كرسي الوزارة امر باصدار امر الى ابناء عشيرته لتقديم طلبات تعينهم في الوزارة رغم اعلان الحكومة بوقف ومنع التعيين في دوائر الدولة المختلفة الا ان الوزارة لا تمت للحكومة باي صلة لان الوزارة تابعة لعشيرة الوزير وشيخ عشيرته لهذا فانها غير مشمولة بقرارات وتعليمات الحكومة التي يسموها بالاتحادية المركزية في بغداد والتي لا تحل ولا تربط ولا تأمر ولا تنهي

الاموال التي وزعت لما يسمى بشيوخ العشائر من رواتب ومكرمات ومسدسات واسلحة واجتماعات وحتى حفلات وسفرات لو استخدمت في صالح الناس الفقراء من ابناء الشعب لتمكنا من القضاء على نصف معاناتهم لكن اموال الشعب تبدد لاعدائه المعروف ان شيوخ العشائر والعشائرية من الاسس والاركان التي يعتمد عليها الطغاة اللصوص المعروف جاء الاسلام فازالها وحطم اركانها وأسسها باعتبارها دين الجاهلية فجاء الطاغية معاوية وقرر تحطيم اسس الاسلام وذبح اهل الاسلام وأعادة الجاهلية فأحيا العشائرية واعرافها وشيوخها وجاء عبد الكريم قاسم فحطم العشائرية وشيوخها واعرافها واشرقت شمس الحرية والقيم الانسانية فجاء صدام وزمرته فاخمدوا شعلة الحرية واعادوا العشائرية وشيوخها واعرافها

 واشرقت شمس الحرية في 2003 وتحرر العراق وتحرر الانسان العراقي من قيود وعبودية العشائرية وشيوخها واعرافها وحلمنا بعراق القانون والمؤسسات الدستورية عراق الانسان الحر عراق جديد الا ان المؤسف والمؤلم فاذا الاحزاب والتيارات التي حكمت بعد صدام اكثر تمسكا بالعشائرية واعرافها وشيوخها فكل حزب اسس له مجلس عشائر حتى تحول العراق الى منظمات عشائرية لا احزاب ولا منظمات مجتمع مدني ولا دستور ولا مؤسسات دستورية ولا قانون حتى لو عثرنا على مثل هذه الاسماء فجوهرها عشائرية اي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب

لهذا ضاعت ثروة العراق وتبددت في جيوب هؤلاء الشيوخ وعبيدهم وخدمهم اين اموال العرقيين اغلبها ذهبت الى المجموعات الارهابية الوهابية والصدامية لشراء سلاح وعداد وتأجير كلاب وهابية وارسالهم الى العراق لذبح العراقيين وتدمير العراق

وهكذا سرقوا اموال العراقيين ودمائهم في آن واحد فكل من سرق دينار عراقي واحد ساهم في ذبح العراقيين وسريان دمهم

وتستمر صرخة العراقي اين اموالي من سرقها اطالب بعودتها وبمعاقبة من سرقها

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم