أقلام حرة

احمد خالد محمد: أبناء الطغاة

في ذلك اليوم المليئ بسكاكين البرد وفي لحظة صمت وشظايا الموت تنخل جسدي من كل الجهات تناثرت دموعي لتدفئ ما بقي من روحي.

تذكرت من كان سببا في ارغامي على الخضوع لهذه الشظايا المسننة المليئة برائحة الموت فنظرت الى السماء وقلبي يقول ... يارب .

ثم تدفق الغضب الى قلبي لتدب فيه الدماء قائلة:

يا أبناء الطغاة اما ان الاوان لتضيعوا  في ظلمات الدهر الممليئة برائحة الموت المبهم، بعدما سرقتم اخر انفاس المنهكين المتعبين من تبعيتكم المقيتة التي لطالما كانت منبرا لتناثر سهامكم المسمومة في قلوب المظلومين .

ارحلوا فلقد تمادى الزمان في إعطائكم زهور الحياة الزائفة التي ملأت طرقات المتعبين في خيام المجهول، لتنثروا لهم ما ذبل وشاخ منها ليكون لكم سلما في سبيل وصولكم الى عروشكم الموهومة والموسومة بغبار ارواح الأطفال وصرخات المظلومين .

اما ان الاوان لشمسنا ان تنير رياض قلوبنا،  وتحرق ظلامكم المقيت، المدجج باسلحتكم القبيحة الملطخة بدماء الموت، لتبعث  الحياة في قلوب اطفالنا ولتنير ضحكاتهم البراقة دروب قلوبنا بالحياة وتبعثنا من جديد .

لنحيا بصمت ...

لقد كانت حياتنا جميلة لا زلت اذكر صوت ضحكاتهم وهي تداعب ألوان الحياة في طرقاتنا الرملية المفعمة برائحة الحب، وربيع قلوبنا يتزين بأجمل الألوان، وصوت جدي وهو يلعب معنا والفرحة ترقص على محياه .

 جدي لقد تناثرت احلامنا بين ظلام وظلام وهم وغم ودموع ذرفت حتى نفدت، لكن أتدري هناك ضوء لم ينطفئ وكأنه قادم من الجنة يحمل بين جنباته املا يتسلل الى قلوبنا ليطبطب عليها ويخبرها ان الأمل موجود بالله وان الله ناصر عبده وتلك الأيام نداولها بين الناس .

سترجع تلك الابتسامة البريئة التي لا تحمل في طياتها أمورا تفقدها بهجتها وجمال لونها المخملي .

اطفالنا سيلعبون ويركضون ويضحكون في طرقات حبنا ليرسموا اجمل ألوان وألحان الحياة في واقعنا الجميل .

ولنحيا بصمت ...

 

الكاتب : احمد خالد محمد 

 

في المثقف اليوم