أقلام حرة

صادق السامرائي: الإقتصاد - قراطية!!

الدبمقراطية نظرية إقتصادية، لأن الإقتصاد عمودها الفقري، ومن غير نظريات وعقول ورؤى وتصورات وإستثمارت وتنميات ومشاريع إقتصادية، لا وجود للديمقراطية إلا في أوهام الأصابع البنفسجية أو الملونة بأي لون آخر.

ذلك أن تجرد الديمقراطية من النشاطات الإقتصادية، يعني تفريغها من جوهرها ومحتواها وتحويلها إلى وسيلة لتدمير البلاد والفتك بالعباد.

لأن الديمقراطية الخالية من القوة والقدرة الإقتصادية، تتحول إلى نقمة ومصدر إقلاق وتخريب وتدمير وتشرذم وتهجير وتشظي، وإندخار في كينونات وفئويات ومذهبيات وتحزبات تتناحر وتتفاني لإبادة بعضها البعض، وكأنها تتراقص أمام أجيج الويلات التي ستحرقها وتنهيها.

فما أن ينعدم السلوك الإقتصادي في الديمقراطية، حتى تمتلك أدوات التفتت والتفرق والإضعاف والخسران، وهذا واضح في المجتمعات التي تتغنى بالديمقراطية وهي تجهلها بالكامل، وتحسبها صناديق إقتراع وحسب، أو وسيلة للقبض على الكرسي لا غير، وهذا المطب الذي وقعت فيه المجتمعات التي فُرضت عليها الديمقراطية أو إستوردتها كأية سلعة أخرى، أدى بها إلى ما هي عليه من التداعيات والتفاعلات الإستنزافية المروعة.

وعليه فأن من الواجب إسترداد الوعي الديمقراطي ومعرفة المرتكزات الأساسية الكفيلة بصناعة الحياة الأفضل، وهذا لا يكون إلا بتوفر العقول الإقتصادية الماهرة النزيهة الساعية لتنمية حقيقية، وإستثمارات في كافة الميادين والمواقع والموارد والأفكار، والإسهام بتأسيس البنية التحتية للنشاطات البحثية والمعرفية التي تعبّد الدروب نحو صيرورة متنامية، ذات آليات توفير فرص العمل وزيادة الإنتاج، وتلبية الحاجات الأساسية للإنسان الذي يعيش في أجواء ديمقراطية.

فلا يمكن القول بالديمقراطية كما هي عليه في مجتمعاتنا، التي تعيش في مآزق إقتصاردية صعبة وشديدة التفاعلات، مما يزيد في قهرها وإحتقان طاقاتها وإنصفاد قدرالتها، فيدفع بها للإنفجارات والتفاعلات المنفعلة العدوانية على الذات والموضوع، فتتحول إلى عصف مأكول يتصاعد منه دخان الخيبات والإنكسارات الأليمة.

فهل سيتحقق الوعي الإقتصادي ونؤمن بأن الديمقراطية بحاجة لنشاطات إقتصادية، ذات قيمة تنموية متطورة تساهم في بناء الإنسان وما حوله وتمنحه الأمل بمستقبل زاهر سعيد؟!!

تساؤل في زمن يتوهم بالديمقراطية!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم