أقلام حرة

عماد علي: هل انغمست تركيا في المستنقع السوري حقا؟

emad aliلم نسمع اليوم عن اجتياح تركيا لسوريا وما استخدمته من القوة عددا وعدة وبغطاء الجيش الحر الذي فقد اهميته منذ ان انهاربداية نشوءه على يدامريكا وتركيا وحلفائها وانهار في بداية عمله على الارض ولم ينجح في الاختبار، ولم يتمكن من البقاء على بقعة واحدة جراء هروبه امام الارهاب في لحظته . لم نحس الان ببريق ما يجري بعد اجتياح تركيا لسوريا وفعالياتها العسكرية بالزخم الذي اهتم به العالم في بداياته .

و منذ بداية التدخل السافر لتركيا وبادعاءات زائفة وتفاهم الكثيين معها حول سوريا، اعلن صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديموقراطيما توقعه بان تركيا قد انغمست في المستنقع السوري ومن الصعب ان تخرج منه بسلام . اليوم ومن خلال التغييرات على الارض من حيث المواقف والمعادلات والتحالفات التي اهتزت وتدخلت دول وقوى في التغيير المفاجيء وما جاء بعده من تحركات تركيا غير التي كانت تعلنها والتي تبينت انها قد افتعلتها من اجل ما تسميه درع الفرات والتغطية لها من اجل منع ردود الفعل التي كانت تنتظره، وخدعت بحركاتها حتى الولايات المتحدة الامريكية القوة العظمى التي تدعي معرفتها بنوايا الاخرين قبل انطلاق العمل بما يريدون .

هل تحققت ما تنبا به صالح مسلم قبل امريكا والقوى الاخرى التي تتعامل مع تركيا وكانها صاحبة مصداقية في كلامها وووعودها ويعرفها مسلم اكثر منهم . نعم خفت بريق عملية تركيا العسكرية وتوقفت الىحد ما في مكانها، ولم تتقدم اكثر بل تعرضت قواتها وما ترافقها من القوى السورية الادعاء والتركية في حقيقتها. انها اعلنت انطلاق عملية تحرير مدينة الباب منذ مدة ومن ثم اختفت ولم تحدث على الارض، او كما يعلم الجميع ان التباطؤ او التاني في عملياتها فرضتها الخداعات التي كانت تعمل عليها  تركيا في تعاملها مع القريب والبعيد لها . ومن جانب اخر تعرضت وقواتها ومن يرافقها لضربات لم تعلن عنها لانها كانت موجعة ومحبطة لما لها من التي كانت تتمنى ان تحقق ما ترديده في مدة قياسية . وفي المقابل ان داعش قد استعاد الكثير من القرى التي اجتاحتها تركيا في بداية عملياتها قرب بلدة الراعي الاستراتيجية في المعركة، مما يؤكد هذا على التخبط والياس الكبير الذي وقعت فيه تركيا وتراجع الدول وبالاخص امريكا في مدها يد العون جويا بعد ان تيقنت من ما تُخفيه تركيا من نيات غير ما تعلنه وكيف عملت على ما  تثير التنظيمات على الوقوف ضد المستشارين الامريكيين عند تواجدهم معهم للمساعدة، وهذا ما تاكدت منه امريكا بان ماتفعله هذه القوى بتحريض وحتى اوامر تركية سرية لغاية مهمة لديها وهي بقاء يدها حرة في ما تفعله في سوريا او الاراضي التي اجتاحتها سياسيا وديموغرافيا، وتيقنت تركيا من جانبها ايضا ان ما قامت به دون دراسة كافية بل استندت على خداع الاخرين لتكتم الافواه ولاهداف ذاتية فقط، وتعرض الجيش الحر الى هزة نتيجة لتلك المواقف، وهذا بالاضافة الى ما تعرض له الجيش التركي من قتل لجنوده والخسائر في آلياته الذي لم يتوقعه .

من المتوقع ان تكون هذه العملية التركية  مشابهااو تؤما متاخرا للعمليات السعودية في اليمن وما وقعت نفسها فيه ولم تخرج منه لحد اليوم، وطالت امريكا كثيرا في عملياتها دون ان تحقق اهدافها ومن المتوقع ان تطول ما تفعله تركيا مع الاختلافات الكثيرة بين تركيا والعملية التي قامت بها مع ما قامت بها السعودية وموقفها وما يحيط بما تفعله من جوانب عدة . المؤشرات تدلنا اعلى ن تركيا قد انجرت الى مستنقع الشرق الاوسط اخيرا بعدما انتظرت كثير وتراقب من بعيد، ومن خلاله طموحاتها ودوافعها التي اغرتها على الدخول برجليها في المستنقع من خلال المستنقع السوري على ابوابها، ومن المتوقع ان تغرق فيه عند اطالتها لما اقدمت عليه ان لم تسرع في التراجع كما هي صفة رئيسها اردوغان في التسارع للتراجع من اجل هدف خاص دون ان يفكر في ماء وجهه، او ان احس بان بلاده انجرت الى حالة الاستنزاف .  السؤال المهم الان، هل تقدر تركيا على ضمان امان الاراضي التي اجتاحتها وتتمكن من توفرو ضمان الامن لها ام يمكن ان تفرض عليها المتطلبات بقائها طويلا، وهذا ما يؤثر على وضعها الداخلي من خلال تراجع قوى المعارضة من تايدها لها . هل تتمكن من تنفيذ الخطوات التي توفر لها ما تضمنه وتبقى على حالها دون ان يذهب جهدها هباءا، وبالخصوص انها لم تمتلك مقومات النجاح في هذه العمليات . وهناك اسباب سياسية اخرى لا تدع تركيا تحقق اهدافها بالسهولة التي اعتقدتها ودخلت النفق اخيرا وينتظرها في نهاية النفق المستنقع الذي صرح به صالح مسلم بما يحمله من خبرة والدراية لما موجود على الارض، وليس التوجه الى امر بدوافع خيالية او باستراتيجيات غير متوافقة مع ظروف المنطقة كما فعله اردوغان . ويلوح في الافق لنا ما يشير ان الخطوة الاولى لانغماس تركيا في المستنقع قد بدات الان، وننتظر ما يجري في المستقبل القريب

 

في المثقف اليوم