أقلام حرة

عماد علي: الشكلانية الديموقراطية التي تستبطن حكم الحزب الواحد لدى عقلية البارزاني

emad aliلقد توجه اردوغان بعد (الانقلاب) الفاشل من مسايرة ومغازلة الاحزاب الاخرى من اجل تاييده لما اصر عليه من اتخاذ الخطوات التي جاءت بفعل الانقلاب مابعد الانقلاب، ومن ثم تمدده كثيرا بحيث غض الطرف عن ما قالته الاحزاب الاخرى المعارضة وتوجهاته تنم عن انه يؤمن بسلطة الحزب الواحد ودون ان يتعض من الانقلاب لم لم يكن اصلا غير انقلاب . هذا ما يمكن ان تساعده عليه روسيا ايضا وكما هو المعلوم هي سائرة منذ مدة على هذا النحو، بحيث لم يسمع احد عن دور اي حزب عدا حزب بوتين وما ينفذه من تغيير للمواقع بينه  بين رئيس وزراءه بعد كل انتخاب، ويمكن ان نعتقد بانه درّس اردوغان فيما هو سائر عليه، او استدرك اردوغان وتعلم درسا منه . هذا عدا ماموجود من هذه النغمة من الحكم في اكثرية دول المنطقة من غير الدكتاتوريات التي كانت تحكم وكبلت ايدي الشعوب من اجل التفرد في السلطة قبل ربيع العربي!

على الرغم من ان وضع اقليم كوردستان المختلف جدا من جميع النواحي مع هذه الدول فان هناك من يريد ان يتصرف وكانه رئيس قائم لبلد مستقل دون ان يفز من نومه يوما، ويتعامل مع الواقع بغير ما موجود على حقيقته .  البارزاني يريد ان يقلد ما موجود من الدول دون ان يكون لديه من المقومات لفعل او تقليد الاخرين ام امكانية ان ينجح فيه حتى بنسبة قليلة جدا . ان حزبه لم يكن يوما ما من عقود تاريخه المليء بالمتناقضات ذات جماهيرية غفيرة، او اكثرية برلمانية بعد الانتفاضة رغم ما اعتمده من التزوير والتضليل والمراوغة من اجل ارساء الحزب القائد ولم يتمكن لحد الان منه .

بعما تاكد البارزاني وحزبه من انه لن يكسب اصواتا اخرى لما حصله من قبل بما فعله، خطط او من ساعده على التخطيط من اجل بقاء سطوته الشخصية الحزبية بشراء الذمم والشخصيات واللعب على الاحزاب الاخرى من اجل استضعافهم، او بناءا على فرق تسد مع خصمه الاكبر الذي ابتلى بقضايا ومشاكل داخلية تقع جميعها لصالح البارزاني وحزبه وتساعده على تنفيذ استراتيجيته الشيطانية وهو بناء ارضية حكم الحزب الواحد، بناءا على ما درسوه واستشاروه عليه المستشارين من شتى الانواع الخارجية والداخلية الذين يستشيرون عليه من اجل حفنة من المال او لمصالح دولهم بخطط جهنمية للتعامل مع القضايا الداخلية التي تقع لصالح مجموعة معينة من العائلة والشخص والحزب الاوحد باسم الديموقراطية التي لا يؤمن بها الحزب الديموقراطي وشعاراته المضللة، وهذا ما اكده اخيرا عندما تمكن بعدما تمسكن كثيرا بعد الانتفاضة واثبط عمل البرلمان بمنع دخول رئيسه اليه بالقوة المفرطة الغاشمة وطرد وزراء من حزب المنافس، وادخل الحكم في اقليم كوردستان في نفق مظلم لا يعلم هو ان يخرج منه بناءا على زيف ادعائاته وتمسكه بالعادات والتقاليد الاجتماعية العشائرية في سياساته .

ان كان حزبه المسماة بالديموقراطي جهلا كان ام تضليلا، فانه شخصا وعائلة لا يؤمنون بها فعلا، والسبب المقنع لديهم هو؛ان السلطة المتنفذة الرئيسية التي لا بديل لها ومن غير الممكن ان ينطق بها اكبر القيادات من غير العائلة،  من انه ليس بامكان ان يتراس احد غير العائلة للحزب في اية مرحلة وحتى بعد النكسة والفشل في الثورة بناءا على الديموقراطية الحقيقية، وهل السبب هو عدم وجود شخصية مناسبة او انعدام شخصية معتبرة متمكنة قادرة على التراس، هذا واقع الحال لهذا الحزب منذ تاسيسه، ام الحزب انشا وتاسس اصلا من اجل العائلة او فرض عليه هذا الامر نتيجة المستوى الثقافي والوعي العام الالمتدني لدى الشعب ومن دون ارادة مؤسسيه، وعليه اليوم يعمل بهدف اكبر من داخل الحزب وهو وضع الاقليم من اجل العائلة وتحت رحمة هذه الحفنة وباسم الديموقراطية والاستقلال لكوردستان .

لنكن اكثر صراحة، فان افكار وتوجهات البرزاني وحزبه ليس نادرا، كنت المنطقة مليئة بها ولازالت، ومنهم حتى تركيا وروسيا واكثرية الدول العربية، ولكن المشكلة موجودة في البرزاني وحزبه، اي هناك فرقا شاسعا بين الواقع الكوردستاني والدول التي تحكم بهذه القاعدة، وان اكبر عائق لنجاح ذلك هو عدم وجود دولة كوردستانية قائمة على ذاتها وليس لدى البرزاني حزب جماهيري حقيقي يملك الاكثرية باي شكل كان وهذا ما يسعى اليه البارزاني لتحقيقه وليس استقلال كوردستان من اجل شعبه . اما الاخرون فانهم يملكون دول مستقلة لا مشكلة لديهم من التاثيرات السلبية من التدخلات الخارجية والطمع الموجود لهؤلاء وما يتضارب مصالحهم بتحقيق هدف البارزاني وما يريد وحتى مصالحه الشخصية، وحتى القضايا التي تؤثر عليهم من هذا الجانب فانهم يمتلكون احزابا اصحاب جماهيرية ساحقة واحيانا لهم الحق في علو كلمتهم مع ما يهدفون ولهم الامكانيات والمقومات دون ان يتمكن احد من عرقلتهم .

على الرغم من كل ذلك النقص والتناقض، فان البارازني يريد التقليد دون ان يفكر في الحال الموجود والنقص في المقومات المطلوبة لنجاحه في تحقيق اهدافه بهذا الشان هو وحزبه، ولم يتوقف لحظة من اجل المقارنة بينه والاخرين من الجوانب الضرورية المطلوبة لتحقيق هذا الهدف . وعليه ان كان من تفكيره الصرف او ما يملوه عليه خارجيا اوداخليا فانه مخدوع من الاساس وعليه ان يعيد النظر من اجل اخراج الاقليم من الوحل الذي اوقع به هو الشعب الكوردستاني فيه . فان شكلية الديموقراطية  الكلامية والادعائات  العاطفية التي ينثرها بين الحين والاخر من اجل التضليل والاخداع بانَ حقيقتها عند اول امتحان لتداول  السلطة وما فعله عكس كل تلك الادعائات التي اطلقها في ذلك من قبل . فان كان يفكر في الديموقراطية الزائفة كما يفعله في حزبه، وهو ناجح فيه داخليا ولازال دون بديل لرئاسته وله الحق وهذا شانه و المنتمين لحزبه في الكلام عن ذلك، اما ما يخض اقليم كوردستان المتعدد الاحزاب والكيانات، فانه ليس له الحق في العمل على شكلية الديموقراطية المستبطنة لحكم الحزب او الشخص الواحد، لان المرحلة والعصر والظروف وطبيعة المجتمع الكوردستاني لا يسمحون بتطبيقها او فرضها عليهم، واول الامر الذي يجب التفكير فيه هو جماهيرية حزبه وكيف يفرض اوامره على الموالين له فقط قبل غيرهم، والحساب جيدا لما يواجهه من المعارضة الشعبية الحزبية الكوردستانية التي لا توجد مثلها حقا في الاماكن التي تحكم بمنطق من استشار البرزاني به، ومن ينتمون الى تلك الشعوب دون ان يعلمو جيدا طبيعة الشعب الكوردستاني والاختلافات الكبيرة بين فئاته ومناطقه .  

 

في المثقف اليوم