أقلام حرة

مهدي المولى: وحدة التحالف الوطني لخدمة الشعب لا لتوزيع الغنائم بين عناصره

نعم ان وحدة التحالف  الوطني شكليا   لا تكفي وليست دليل على نزاهة واخلاص اعضاء التحالف الوطني وحتى لا تسر المواطن العراقي وخاصة الشيعي وتدفعه الى التفائل بل العكس تدفعه الى اليأس والاحباط كما يرى فيها الشر والضرر كان العراقي وخاصة الشيعي يرى في التغيير الذي حدث نقلة كبيرة في حياته من النار الى الجنة  الا ان قادة الشيعة بشكل عام خيبوا آمالهم واحلامهم لعدم قدرتهم على ادارة البلاد وانشغالهم بمصالحهم الخاصة ورغباتهم الذتية وعدم وجود خطط مدروسة والسير بموجبها فكل واحد منهم يفكر برغباته الذاتية ما جمع من مال ما شيد من قصور فادى ذلك الى نشر الفساد وسوء الخدمات والارهاب وكان المتضرر الاول والاكثر هم الشيعة  والمنتفع الاول والاكثر هم اعداء العراق والشيعة اي الكلاب الوهابية والصدامية حيث جعلوا من الشيعة موضع تندر وسخرية هؤلاء الاعداء الوحوش هذا اولا ثم منحوا هؤلاء الاعداء الوحوش المبرر لذبح الشيعة اينما وجدوا ثانيا  لهذا بدأت حملة ابادة واسعة ضد الشيعة شملت الاطفال الرضع النساء الشيوخ في اي مكان ومهما كانوا حتى لو كانوا ضد المسئولين في حين نرى المسئولين اي قادة التحالف الوطني غير عابئين وغير مبالين بكل ما يجري للعراقيين وخاصة الشيعة من ابادة وذبح بل كانهم راضون مسرورين لهذه الحالة لانها تسهل لهم عملية تضليل الشيعة ومن ثم الاستحواذ على  الكثير من المال وتحقيق الرغبات

لهذا على قادة التحالف الوطني الاعتراف بخطأ مسيرتهم السابقة ويقروا بانهم يتحملوا مسئولية ما حدث من فشل  وارباك وسوء خدمات وفساد وارهاب  هذا من جهة ومن جهة اخرى   اعادة وحدة التحالف الوطني على اسس جديدة ومنطلقات جديدة منها 

اولا الاتفاق على خطة موحدة وبرنامج واحد والسعي بقوة وعزيمة لتطبيق  وتنفيذ هذه الخطة وهذا البرنامج والعمل معا من اجل نجاح الخطة  ويجب ان يكون هذا هو هدف الجميع وان يكون التنافس بين اطرف  عناصر التحالف الوطني من اجل  تنفيذ الخطة فقط  بعيد كل البعد عن الانانية وحب الذات

ثانيا التخلي عن المصالح الخاصة والمنافع الذاتية والتوجه لمصلحة ومنفعة الشعب  بنكران ذات لا تشوبها شائبة لا تعرف الخوف من احد ولا المجاملة لاحد الهدف مصلحة الشعب مستقبل العراق اولا واخيرا بشكل علني ومكشوف

ثالثا وضع عقوبات رادعة ضد كل من يقصر  في مهمته وفي واجبه ضد كل من لا يلتزم بالخطة والبرنامج  ولا يتمسك بهما كل التمسك ولا يقبل منه العجز او الاهمال او اللامبالات او التقصير تحت اي ظرف ولاي سبب ولا يقبل عذره مهما كان  لا تأخذكم في الحق لومة لائم

رابعا توسيع التحالف الوطني ليشمل اكبر عدد من الشخصيات النزيهة المخلصة من اطياف اخرى  ومنحهم  المناصب  والنفوذ في البرلمان في  الحكومة في مؤسسات اخرى  لا شرط الا الاخلاص في العمل والتضحية من اجل  المصلحة العامة  ويجب وضع هذه الشروط  امامه قبل ترشيحه

خامسا لايسمح لاي  طرف لاي شخص ان يتحدث خلاف الخطة التي وضعها التحالف واتفق عليها الجميع  ومعاقبة هؤلاء من حقهم طرح وجهات نظرهم داخل التحالف الوطني للأسف التحالف الوطني مهمته تقسيم الكعكة على الاطراف وبعد انتهاء التقسيم تبدا  الصراعات والمناكفات لا يهمهم امر الشعب معانات الشعب كل طرف يكيد للطرف الآخر  فالهدف من قيام التحالف الوطني هو الحصول على الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا وعند الحصول عليه تنتهي مهمته

سادسا طرح هذه الخطة الى الشعب العراقي بشكل عام وطرحها على القوى والاطياف والمكونات السياسية المختلفة والتحاور بشأنها والنقاش حولها ويكون الانطلاق من مصلحة العراق كل العراق مصلحة العراقيين كل العراقيين اي على التحالف الوطني يخرج من شرنقة الطائفية الدينية العرقية العشائرية المناطقية ويظهر بانه يمثل كل العراق وكل العراقيين

سابعا  فاذا ظهر بمظهر انه يمثل الشيعة فقط او شيوخ العشائر الفاسدين فانه يسئ للشيعة ويقلل من شأنها ويوقف نموها بل يذبحها كما انه يشجع القوى الاخرى التكتلات الاخرى الى التعصب للطائفية للعنصرية  للعشائرية وهكذا تتحكم بناء الطائفية والعشائرية والعنصرية وتسود الفوضى واللا قانون وماحدث في العراق من فساد وارهاب وسوء خدمات  وصراعات طائفية وعنصرية وعدم ثقة بين الاطراف السياسية وحتى بين الاطياف العراقية الا نتيجة لهذه التكتلات الطائفية والعرقية المقفلة فاذا كان  هناك مبرر في تكوينها بعد التغيير مباشرة فليس لها اي مبرر لاستمرارها لهذا ينبغي وضع حد لها والتخلي عنها وهذه مهمة التحالف الوطني وعليه ان يبدأ بذلك

ثامنا  على قادة التحالف الوطني ان يدركوا ان وحدة التحالف الوطني وحدة العراق والعراقيين وتجزئة التحالف الوطني تجزئة العراق والعراقيين وفساد التحالف الوطني فساد العراق والعراقيين وصلاح التحالف الوطني صلاح  العراق والعراقيين

تاسعا هذا يعني على التحالف الوطني اي عضو في التحالف الوطني عندما يرى هناك فساد او انقسام عليه ان يعود الى التحالف نفسه  ويبحث عن الفساد الذي فيه عن الخلافات التي فيه  ويبحث عنهما ثم يعمل على اصلاح الفساد وانهاء الخلاف

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم