أقلام حرة

مهدي المولى: الشعائر الحسينية اصلاح وتجديد

المعروف جيدا ان نشؤ التشيع كان بداية حركة اصلاحية تجديدية للاسلام حركة لمواجهة العناصر الانتهازية والتي تريد شرا بالاسلام والمسلمين وتطهير الاسلام من الشوائب والادران التي لحقت به وشوهت صورته الحقيقية ومنحته صورة غير صورته وشكلا غير شكله مما سهلت للعناصر الانتهازية واصحاب المصالح الخاصة والعناصر المعادية للاسلام والمسلمين السيطرة ونشر مفاهيمها المتخلفة وقيمها الجاهلية حيث استغلت حالة التخلف والجهل والقيم البدوية العشائرية ومفاهيمها المعادية للا سلام وقيمه الانسانية ومن ثم قاموا بحملة حربية واعلامية ضد المسلمين المتمسكين بالاسلا م والملتزمين برسالة الرسول محمد ص بحجة كاذبة نسبوها الى الرسول سادتكم في الجاهلية سادتكم في الاسلام اي ان ابوسفيان وابن العاص وابن الوليد وابن ابو جهل كانوا سادتكم في الجاهلية فهذا يعني انهم سادتكم في الاسلام

لهذا اعلنوا الحرب على ال الرسول على الانصار على المهاجرين على كل الذين اشتركوا مع الرسول محمد في نشر رسالته والدفاع عنه وعن رسالته فأبعدوا ال الرسول والانصار و المهاجرين وقتلوا سعد بن عبادة المعروف بتمسكه بالقيم الاسلامية والتزامه بحبه للرسول محمد وكان القوة التي حمت الرسول ودافعت عنه وعن رسالته ولولا سعد بن عبادة لذبحوا الرسول وانهوا رسالته فكان سعد وانصاره اول من بايع الرسول وسهلوا له هجرته الى المدينة وفي المدينة دافعوا عنه وحموه بارواحهم ودمائهم واموالهم ولولا موقفه لما وجد محمد ولا اسلام ولا قرآن ولا مسلمين وابعدوا كل من دافع عن الرسول وعن رسالته وشنوا حملة ابادة ضد محمد وال محمد وانصار محمد لا تختلف عن الابادة التي تشنها الكلاب الوهابية التكفيرية بقيادة ال سعود على محمد وال محمد وانصار محمد في عصرنا الآن

انهم ابعدوا ال محمد وانصار محمد ومحبي محمد واضطهدوهم وقتلوهم وشردوهم وأساءوا اليهم واتهموهم بكل التهم الكفر الزندقة الشعوبية حتى الاباحية

 وانهم مجوس لا دين لهم ولا اخلاق  ولا يزال ال سعود وكلاب دينهم الوهابي ومن اجر نفسه لهم امثال الطاغية المقبور صدام يتهمون ال الرسول ومحبي الرسول بنفس التهم

 

وهكذا بدأت حملة اعلامية ضد الرسول محمد وال محمد وانصار محمد من اجل تشويه حقيقتهم ولعنوهم من على منابر المساجد ودور العبادة واعتبروا ان الصلاة لا تقبل الا بلعنهم بحيث زيفوا الحقيقة تماما فالامام علي كان لا يصلي والانصار حاربوا الرسول في معركة بدر واحد والخندق وابو سفيان وابو جهل والوليد انقذوا حياة الرسول وصنعوا اليهودي المعروف كعب الاحبار المعروف بثقافته اليهودية وما يملك من معلومات واساطير وخرافات واكاذيب وطلبوا منه نشرها وامروا الامي المتخلف الكذاب ابو هريره  بنشر أساطير وخرافات واكاذيب كعب الاحبار على انه سمعها من الرسول محمد وكانت اساءة بالغة للرسول محمد ورسالة الاسلام وبهذا انتهى الاسلام وقيمه الانسانية وعادت الجاهلية وقيمها البالية المعادية للحياة والانسان

لهذا قرر الامام الحسين رفض هذا الواقع رفض بيعة يزيد كخليفة للمسلمين رفضا قاطعا ومهما كلفه هذا الموقف من تضحيات وتحديات حيث اعتبر مبايعة يزيد عبودية وذل وتدمير للحياة وموت للاسلام وبعث وحياة للجاهلية   فصرخ صرخته المدوية هيهات منا الذلة  والله لم ار الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما  ثم وجه كلمته الى الناس فقال لهم كونوا احرارا في دنياكم

لهذا اصبح الامام الحسين وصرخته في يوم الطف  قوة تدفع كل انسان حر الى رفض العبودية ومن يدعوا اليها  والتمسك بالحرية ومساندة الاحرار في نشر نور الحرية  وتبديد ظلام العبودية والعبيد  وهكذا اصبحت صرخة الامام الحسين يرددها كل مظلوم كل مضطهد كل من يتمنى الحياة الحرة الكريمة كل من يتمنى العدل والمساوات كل من يريد تحرير عقله وتبديد ظلامه حتى اصبحت تردد في كل بقاع الارض وتزداد علوا واتساع حتى شملت الارض كلها

فحركة الامام الحسين التصحيحية التجديدية حركة فكرية عقلانية حضارية  كلمة حق بوجه سلطان جائر هذا هو الجهاد في الاسلام كما وصفه وحدده الرسول الكريم محمد الجهاد كلمة حق بوجه الظالم والذي يستشهد من اجل كلمة الحق افضل الشهداء  الجهاد ليس غزو الآخرين وفرض الاسلام بالقوة وذبح شبابهم وسبي نسائهم ونهب اموالهم وتدمير ارضهم كما فرضته الفئة الباغية المنحرفة بقيادة ال سفيان وكما تقوم به الوهابية الظلامية بقيادة ال سفيان

فالحسين لم يطلب من الناس غير ان يكونوا احرارا في دنياهم كونوا احرارا في دنياكم  ثم قال لهم انتم ونحن الان على دين واحد لكن عندما يقع السيف بيننا اصبحنا انتم دين ونحن دين

لهذا فالشعائر الحسينية يجب ان تكون استمرار لحركة الحسين حتى يتم الاصلاح ويزول الفساد فالشعائر الحسينية ليست مجرد طقوس دينية نقوم بها في اوقات معينة وحالات معينة فالشعائر الحسينية هي كلمة حق بوجه الظالم بوجه الفاسد بوجه الذي يتعاطى الرشوة الذي يستغل نفوذه مهما كان واينما يكون

الشعائر الحسينية صرخة ضد الفقر ضد الجهل ضد الظلم

للاسف دخلت على الشعائر الحسينية شوائب تسيء للحسين ولحركته وبالتالي تسيء للاسلام على محبي الحسين الانتباه لهذه الظاهرة ومن يقوم بها ومن ورائها لاتضح ان ورائها جهات معادية للحسين ومن يسير معه

لهذا يتطلب اصلاح الشعائر الحسينية وتطهيرها من كل الشوائب المسيئة من اجل ان تستمر حركة الامام الحسين حتى يتم الاصلاح ويزول الفساد

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم