أقلام حرة

مهدي المولى: الحسين قيم ومبادئ لا طقوس متخلفة

نعم الامام الحسين ليس شخص بل انه قيم ومبادئ وحركة تغيير وتجديد للاسف لم نصل الى مستوى الحسين الا القلة القليلة اما الاكثرية المطلقة لا تزال دون مستواه اي لم ترتفع لمستواه والمؤلم والمحزن ان هذه الاكثرية المطلقة لم تحاول بل لم تفكر الصعود الى مستواه بل انزلت الامام الحسين الى مستواها المتخلف وهذه هي الطامة الكبرى فكانوا اكثر عداءا من اعدائه فهؤلاء الاعداء مهما بلغوا من حقد وكراهية رغم انهم نالوا من جسدك الطاهر الا انهم عجزوا النيل من روحه بل بقيت روحه الطاهرة حرة حية تزداد سموا وتألقا بمرور الزمن حتى تضئ الارض وتبدد ظلامها وهذا لا يعني اني الوم العوام من الناس بل الوم الذين يصعدون على المنابر فهؤلاء هم الاكثر تخلفا هؤلاء هم الذين انزلوا الحسين الى مستوى متدني حيث جعلوا منه وسيلة لسرقة اموال المسلمين وزيادة جهلهم وتخلفهم ليتحكموا فيهم ويسخرونهم لمصالحهم الخاصة

 فهؤلاء الذين لم يرتفعوا الى مستوى الامام الحسين بل انزلوه الى مستواهم المتخلف كانوا يتظاهرون بحب الحسين بشكل مبالغ فاتضح انها وسيلة لخدعة وتضليل البسطاء من محبي الحسين والسير بهم في طرق واساليب غير حسينية بل خارجة على القيم والمبادئ التي انتفض من اجلها الحسين والاكثر غرابة نرى هؤلاء يتصرفون ويعملون ويفعلون اعداء الحسين وهكذا اثبت هؤلاء هم اعداء الحسين هم القتلة الحقيقين للحسين فهؤلاء يقتلون روحه قيمه مبادئه

فالامام الحسين في الطف بدأ بصرخته المدوية التي تزداد قوة واتساعا وسموا بمرور الزمن حتى تعم كل الارض وبدأ كل الاحرار في كل مكان من الارض يصرخها صرخة الحرية كونوا احرارا في دنياكم نعم كونوا احرارا في دنياكم لانه يدرك ويعي الانسان الحر يكون دائما مصدر خير وصلاح ونور في حين العبد دائما يكون مصدر شر وظلام وفساد

لهذا نرى اعداء الحياة والانسان امثال معاوية ويزيد وصدام وال سعود وغيرهم من الطغاة البغاة يسعون بكل طاقاتهم وأمكانياتهم وما يملكون من وحشية وظلام الى زرع العبودية في عقول الناس وصنع العبيد فالعبد دائما خاضع ذليل خائف متملق لا يملك كرامة ولا شرف ولا قيم ولا مبادئ  في حين نرى انصار الحياة و محبي الانسان امثال الامام علي الحسين تراهم يسعون ويعملون لخلق الانسان الحر العقل الحر فقال الامام علي صارخا في مسامع الناس لا تكن عبدا لغيرك فكانت بحق اول صرخة في التاريخ تطلب من الانسان ان لا يكون عبدا

 وصرخ الامام الحسين صارخا كونوا احرارا في دنياكم فالانسان الحر شجاع لا يعرف الخوف ملتزم بكلمته لان الكلمة شرف وكرامة فالحرية يعني الانسانية والانسان بدون الحرية يفقد انسانيته ويصبح دون الحيوان منزلة لهذا فان الامام الحسين في صرخته الحرة ركز على حرية الانسان حرية عقله اولا لم يملي عليه نظريات وافكار ولم يقل له هذا حلال وهذا حرام ولم يطلب منه التخلي عن يزيد ويتوجه اليه  قال له كن حرا في دنياك لان الانسان الحر لا يخاف من احد ولا يجامل أحد مهما كانت الظروف والتحديات

فالامام الحسين دروسا مهمة في الحياة لهذا على محبي الحسين ان يتعلموا تلك الدروس ويطبقوها تطبيقا عمليا منها

والله لم ار الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما الا شقاء فالانسان الذي يسير على نهج الامام الحسين يرفض اي شر اي فساد اي اعوجاج مهما كان نوعه ولا يهمه وقع الموت عليه ام وقع على الموت كما يقول الامام علي فهل مثل هذا موجود اين هو فاليرفع يده للاسف الكثير من الذين يتظاهرون بحب الحسين والسائرين على نهجه هم مصدر الفساد والشر والاعوجاج بل اتخذوا من الحسين ستار لنشر الفساد والشر والاعوجاج

الامام الحسين اعتبر الناس جميعا على دين واحد مهما اختلفوا في الرأي في وجهات النظر في الدين طالما لم يقع السيف بينهم ففي حالة وقوع السيف بينهم انقسموا الى اديان مختلفة قال في يوم الطف مخاطبا الطرفين نحن الآن على دين واحد فاذا وقع السيف بيننا اصبحتم انتم دين ونحن دين او انتم امة ونحن امة

حركة الامام الحسين صرخته ضد الفقر والظلم والظلام ضد ذل واحتقار الانسان ضد الفساد وسوء الخدمات ضد التسيب في العمل والعمل  فالعلم عبادة والعمل عبادة بل من افضل العبادات واكثرها تقربا لله ودور العلم والعمل سواء كانت حقول او معامل من اقدس المقدسات

لهذا نرى الله والرسول والامام الحسين دعوا جميعا الى تقبيل يد العالم والعامل لا لشخصيها وانما يمثلان الحياة الحرة يمثلان العلم والعمل في حين حرموا تقبيل يد اي مسئول اي حاكم واعتبروا من يفعل ذلك كافرا ومشركا وعدوا لله وللحياة وللانسان

لهذا اناشد محبي الحسين الغيارى ان يجعلوا من الشعائر الحسينية انتفاضة اصلاح وتجديد وضد الفساد والفاسدين ومواجهة كل من يسئ للحسين ويسئ للشعارات الحسينية وجعلها في خدمة الفساد والفاسدين حيث جعلوها مجرد لطم ونحيب وضرب الصدور والظهور والرؤوس وطرح الاكاذيب والخزعبلات والاساطير والتبذير في الاطعمة والاشربة والغريب نرى اللصوص والفاسدين في مقدمة هؤلاء

فيا محبي الحسين احذروا هؤلاء فهؤلاء يريدون قتل روح الحسين فاذا قتلت روحه انتهى الحسين انتهت قيم ومبادئ الحسين وبالتالي انتصار ليزيد وصدام وللفئة الباغية وال سفيان

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم