أقلام حرة

بكر السباتين: تكسير عظام في المناظرة الثانية بين كلينتون وترامب

bakir sabatinانتهت اليوم الاثنين 10 أغسطس 2016،  المناظرة التلفزيونية الثانية، بين المرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية والتي جرت في قاعة المناظرات بجامعة واشنطن بسانت لويس بولاية ميزوري.

وكان التجافي بادياً على المتنافسيْن منذ دخول ترامب وكلينتون إلى قاعة المناظرة، التي جرت دون أن يصافحا بعضهما.

وتأتي المناظرة الثانية في ظل تأزم وضع ترامب على إثر الشريط الذي كشف عن تصريحات سابقة له مهينة بحق المرأة، يعود تاريخه إلى عام 2005، ما أدى إلى سحب 33 عضوا بارزا في الحزب الجمهوري، من بينهم أعضاء الكونغرس وحكام ولايات، دعمَهم لترامب بعد انتشار الفيديو.

ويبدو أن ترامب قد مهد للرد على تداعيات الشريط بظهوره مع عدد من النسوة اللائي كنّ قد اتهمن الرئيس السابق بيل كلينتون، زوج منافسته، بالاعتداء عليهن جنسياً إبان فترة حكم الأخير، ووصف ترامب هؤلاء النسوة لدى ظهوره معهن في مؤتمر صحفي بث عبر موقع فيسبوك بأنهن "يتحلين بقدر كبير من الشجاعة"، وهو ما وصفته المرشحة الديمقراطية بالخطوة اليائسة.

واللافت أيضاُ هو ذلك القدر الكبير من التناقض بين مواقف كلٍّ ترامب وهلاري كلينتون في كافة الملفات، وخاصة ما يتعلق بملفات منطقتنا.

ففيما يتعلق بسوريا تؤيد المرشحة عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، التي وصفها ترامب بالمقاتلة الشرسة العنيدة، إنشاء منطقة آمنة للمدنيين في سوريا وخاصة حلب، لكنها أيضاً ترفض التدخل المباشر لهزيمة داعش.. بينما يميل ترامب إلى مباغتة قادة داعش وقتلهم سراً ومن ثم اجتثاث التنظيم وتخليص المنطقة من شروره.

وظهر التناقض بينهما جليّاً فيما يتعلق بموقفهما من الاتفاق النووي الإيراني، فكلينتون تريد المضي قدماً بتنفيذ الاتفاق بشكل كامل، أما ترامب فإن أول مهمة سينجزها بعد دخوله البيت الأبيض ستكون إلغاء الاتفاق النووي مع إيران الذي يعتبره كارثة ذات عواقب وخيمة على الشرق الأوسط، وهو يعني في هذا السياق الكيان الإسرائيلي.

أما فيما يتعلق بمواجهة حزب الله.. فقد التقى الخصمان من خلال حملاتهما الانتخابية بضرورة تدميره وتجفيف موارده، خلافاً لرؤيتهما بالنسبة لعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية إذْ تعتبر كلينتون أن من حق الطرفين الحصول على دولة مستقلة، كما تؤيد الوصول إلى اتفاق سلام، وهو ما لا يؤيده ترامب باعتبار أن إقامة دولة فلسطينية سيؤدي إلى مزيد من نزع الشرعية عن "إسرائيل".

 ولعل الاختلاف قد تبدى أكثر في أهم القضايا الداخلية مثل دعوة كلينتون إلى تطوير قطاع الطاقة البديلة النظيفة في الوقت الذي يرى فيه  ترامب وجوب استنهاض قطاع الطاقة التقليدي الذي أهمله  أوباما. وتذرع الطرفان بأن نهج كل منهما سيوفر أكبر قدر ممكن من فرص العمل للإمريكيين. هذا بالإضافة إلى موقفهما من التجارة البينية مع الصين التي  يريد ترامب إخضاعها لمعايير المصلحة الأمريكية من خلال تخفيض الضرائب لاستعادة الصناعة الأمريكية المهاجرة بالعودة إلى البلاد وانخراطها في التنمية، وهذا في نظر كلينتون يُعَدُّ الضربة غير المحتملة للاقتصاد الأمريكي.

 أما ما يتعلق بالتمييز العنصري مع السود فقد تحدثت كلينتون عن تجربتها في مساعدة ذوي الأصول الإفريقية لنيل حقوقهم المدنية المستباحة من خلال تنمية منصفة وهو ما شكك فيه ترامب الذي التزم بتحقيق العدالة بالنسبة لهم. 

ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية في 8 نوفمبر العام الجاري.

 

 

في المثقف اليوم