أقلام حرة

عبد الخالق الفلاح: عراق زاحف في عرس للنصر

abdulkalil alfalahإن وحدة وتلاحم وانتصارات الشعب العراقى الواحد تتجلى اليوم في معارك الموصل وأربكت الأعداء، وبالوحدة سنفاجىء الأعداء فى ساحات المواجهة بالموصل مركز محافظة نينوى كما كانت في المعارك السابقة. وكنا ندعوا على أهمية التلاقى والاتفاق من أجل بناء دولة متحضرة يتمتع العراقى بخيراتها ويضمن مستقبله ومستقبل أبنائه فيها وعلى أهمية استنهاض الهمم والتمسك بالمبادئ والحرص على وحدة الكلمة والموقف .هكذا ترى الشارع السياسي الحالي وهو يواجه قوى الظلام ، لفقد استيقظ البعض من نومته وعاد للالتحاق بمسيرة وحدة الشعب التاريخية وكانت بوادر الانتصارات المتسارعة في جميع محاور القتال وابعد من التصور وبثقة عالية . تحرير الموصل الحدباء يعني تعزيز وحدة الشعب العراقي لان الموصل يمثل نموذج لمكوناته وكياناته بكل المذاهب والاديان واللغات . ومن هنا كانت كلمات التمجيد بالقوات العراقية المشتركة الظافرة بكل صنوفها والحشد الشعبي المبارك وقوات البيشمركة الابطال بعد ان اشتركت دمائهم بالعطاء من اجل حماية الوطن وهم يزحفون نحو النصر المؤزر . واشترى عرس النصر امجادنا..........غنا شموخ ترابنا.......یا ارضنا ابطالنا........جیش الاعادی زلزل ..

ان قيم ثقافة الوحدة هي روح الشعوب ومضامينها الحقيقية لان كل شئ مرتبط بها وليست هامشاً او تابعاً للسياسة بل العكس هو الصحيح لان السياسة احدى ينابيعها ..اذن الثقافة اولاً ثم السياسة حيث لايمكن لأي سياسي ان يجعل نفسه سياسياً دون ان يتسلح بها كي يرتوي بحب الوطن ويتعامل بالوطنية... وهذه هي المشكلة التي كان يعاني منها بعض المحسوبين على الساسة في العراق لغيابهم عن مفهوم ثقافة شعبنا ومما جعلهم ينعقون مع كل ناعق دون حساب اوكتاب بعيداًعن الخيارات الوطنية ويتخبطون في قراراتهم المتسرعة. ولواخذنا ما في بلدنا من نموذج  من اجل تحرير الموصل كواقع وممارسة لحرية التعبير المغلوطة والتصريحات الغير سليمة والبعيدة عن النضج التي سبقت خطوات تحرير الموصل هي جزء من تلك المتبنيات الفاسدة والحاقدة والتي كانت تضع العصى في عجلة صيرورة تحريرها ، نرى ان بعض القادة لاهم لهم إلا زرع روح الحقد والكراهية بين ابناء الشعب العراقي والتشبث بدول معروفة النوايا والاهداف بدلاً من العمل لتوثيق عرى المحبة من اجل صيانة الوحدة الوطنية وحماية نسيجه المتجانس عبر العصورمن التفتت والحيلولة دون خلق حالة من التصعيد التي تؤدي الى خسائر واضرار كبيرة بمصلحة البلد ولاشك انها تستغل من قبل العصابات الارهابية والمدعومين من الطائفيين والبعثيين في داخل منظومة الدولة ومؤسساتها دون ان يمنعهم وازع وطني او انساني او دين لانهم بعيدين منها ويعوقون كل مساعي السلام واعادة الامن والاطمئنان للعراق الذي يعاني من مشاكل والام تراكمت علية . نحن بحاجةٍ الى سياسي يدعو إلى خلقٍ قويم، وسلوكٍ حسن، ووعيٍ عاقل، وفهمٍ مستنير، وإنسانيةٍ سمحةٍ، وسعة حلمٍ ورجاحة عقلٍ، واستيعابٍ كريم لاخيه الاخراما ديناً او خلقاً. ان الجماهير العراقية اليوم تدعم اي جهد وطني من رجالها الشرفاء والغيارى على عزة الوطن وللحفاظ على استقراره حيث تتحرك جحافل ابناء الرافدين بكل مكوناته عرباً وكرداً وتركماناً واشوراً بديناتهم ومذاهبهم المختلفة وهم يدكون مضاجع قوم الغدر وفصائل الارهاب من العبثيين والسلفيين وعصابات الجريمة الذين استغلوا مناطق مختلفة من العراق لضرب العملية السياسية وتقويض تقدمها اولاً ولنهب خيراته ثانياً حيث استفادت من ضعف الامكانات العسكرية على اثر التغيير الذي حصل في 2003 وحل الجيش العراقي لضعضعة البلاد والعباد و استتبت لهم الظروف لبناء صروح عاجية متهرئة قريبة من بعض المدن الموبوءة وفي الصحاري الغربية والاودية سابقاً وحتى داخل المدن بجهود بعض الحواضن لانها مناطق صعبة العبور ويمكن الاختفاء بين مفترقاتها التي تغطي المنطقة حتى تصل لحدود دول الجوار مثل الاردن وسوريا والسعودية وتواضع هيكلة الدولة المركزية والاستخباراتية (التي نشطت في الاونة الاخيرة بشكل محمود) ادت الى ان تبني القاعدة ومن ثم داعش ملاجئ لها في كثير من مناطق الانبار والموصل وكركوك مستفيدة من الفوضى الخلاقة التي اوجدتها بعض الكتل السياسية وشركاء العملية السياسية المرتبطة بها في الداخل واستغلال الابواق المؤجورة والقنوات الفضائية الحاقدة لزرع الرعب والخوف بمبررات غير صحيحة تشوبها نزعة طائفية .

 

عبد الخالق الفلاح – كاتب واعلامي

 

في المثقف اليوم