أقلام حرة

مهدي المولى: تقارب الحشد مع الصدر لماذا.. ما الهدف؟

لا شك ان هذا التقارب كان مفاجئة غير متوقعة حيث ضم اطراف متناقضة متضاربة بعضها تتهم بعض وبعضها تفسق بعض ومع ذلك ان هذا التقارب أفرحني واسرني وشعرت بالراحة والاستقرار وقلت انه خطوة مهمة الا اني كنت خائف لا ادري الاسباب التي دفعت هؤلاء الى التقارب وكلمات المجاملة والاطراء والتمجيد التي قدمها احدهم للآخر لان هذه الكلمات المنمقة والمزوقة كلمات سطحية هي التي اثارت مخاوفي وجعلتني في حيرة وعدم الاطمئنان وفي حالة قلقة

منذ اكثر من 13 عاما والمسئولون يتقاربون ويجتمعون ونسمع كلمات الاطراء بعضهم لبعض ونشاهد لعبة التقبيل بعضهم لبعض وعملية احتضان بعضهم لبعض واتضح للعراقيين انها لعبة تستهدف تقسيم الغنائم تقسيم الكراسي التي تدر اكثر ذهبا فكرسي الوزارة المؤسسة الدائرة ملك طابوا اموالها موظفيها للوزير لمدير المؤسسة المدير العام لهذا ساد الفساد والرذيلة وضاعت اموال الشعب العراقي وعاش المسئولون في رفاهية ونعيم واسراف وتبذير لم يعشها اي لص وفاسد في الارض في حين نرى الشعب العراقي يزداد جوعا وفقرا وبطالة ومرضا وسوء خدمات

 اي نظرة موضوعية لا جتماع الصدر مع قادة الحشد الشعبي وتقاربهم تتضح لك انه مجرد مجاملة خوفا من شي خاص بهم قادم لهذا لا بد من حماية انفسهم من هذا الخطر القادم او من شي خاص بهم يخشون عدم الحصول عليه فجاء تقاربهم المفاجئ من اجل الحصول عليه وعندما يتجاوزوا هذا الخطر او يحصلوا على ذلك الشي نسمع حس الصراخ والعويل انه لقاء وتقارب مؤقت دفعهم اليه المصالح الخاصة والمنافع الذاتية ليس الا ومثل هذا اللقاء والتقارب اكثر خطرا واكثر ضررا على الشعب من عدم اللقاء وعدم التقارب

ولو دققنا في حقيقة كل اللقاءات والأجتماعات المؤقتة بين الاطراف السياسية المختلفة لاتضح لنا بعد ايام بل بعد ساعات من انتهاء تلك اللقاءات الشكلية المزيفة وكلمات التزويق تبدأ الصراعات والخلافات بين الاطراف السياسية المختلفة والضحية طبعا الشعب العراقي ومستقبله

لهذا نريد لقاء وتقارب دائمي وفق خطة واحدة متفق عليها مسبقا بقناعة ورضا من كل الاطراف نعم وفق خطة تحدد خطواتكم الان وفي المستقبل تحدد مهماتكم الآن وفي المستقبل تحدد علاقة بعضكم مع بعض تحدد علاقتكم مع الاطراف السياسية ما هو موقفكم من تصريحات البرزاني واحلامه وتصرفاته ومن معه ما هو موقفكم من تصريحات النجيفي ومن تصرفاته ومن معه و ما هو ردكم موقفكم عن كل ما يجري في العراق وخارج العراق كل هذا يجب ان يكون مكتوب في الخطة التي اتفقتم عليها  يجب ان يكون لكم موقف واحد ورد واحد ومن له موقف خاص وتصرف خاص وهذا من حقه يجب ان يكون خارج هذا اللقاء وهذا التقارب اما اذا كان لكل طرف موقف خاص ورأي خاص فهذا دليل على ان مثل هذا اللقاء وهذا التصرف انه وسيلة تضليل وخداع للشعب العراقي من اجل سرقة ماله سرقة تعبه سرقة صحته وتركه بدون دواء بدون طعام بدون مستقبل في حين نرى المسئولين ينعمون بكل انواع الرفاهية والنعيم قصور وعقارات وشركات وسفرات وحفلات في كل مكان وفي كل الاوقات

نريد لقاء وتقارب دائمي وفق برنامج موحد يحدد فيه الاهداف والسبل التي توصل الى هذه الاهداف وكيفية التعامل مع الاطراف السياسية الاخرى وطرحها على الشعب وعلى كل الاطراف السياسية الاخرى والتحاور مع الشعب مع قوى الوطنية الاخرى مع الاطراف السياسية والوصول الى اتفاق عام يمثل على الاقل الأغلبية

فهل يعلم السيد الصدر وقادة الحشد الشعبي والمقصود بهم عادة التحالف الوطني ان سبب هذه الفوضى ونشر الفساد وسوء الخدمات وسرقة اموال الشعب والارهاب لعدم وجود خطة واحدة متفق عليها مسبقا والعمل بموجبها

ليت قادة التحالف الوطني شعروا بالخطأ الذي ارتكبوه بحق العراق والعراقيين وخاصة الشيعة لعدم وجود خطة برنامج لان كل طرف ينطلق من مصلحته الخاصة وبالتالي تتضارب هذه المصالح مع بعضها وهذا سهل لاعداء العراق ان يعرقلوا مسيرة العراق ويحولوا دون بناء عراق ديمقراطي حر تعددي مستقر

كم أتمنى ان يكون هذا التقارب بداية مرحلة جديدة

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم