أقلام حرة

بكر السباتين: سم في الدسم.. جائزة نوبل ورائحة الدم والبارود في بورما وفلسطين

bakir sabatinتذكرني هذه الجائزة بشجيرة الدلفى ذات الزهيرات الجميلة التي تخلب الألباب وتحرض قريحة الشعر على البوح، علاوة على اغتناء الحدائق العامة بجمالها المثير للدهشة، لكن كثيرين من عشاقها غالبهم الموت بعدما تنسموا إريجها السام أو استطابوا مضغ بتلاتها القاتلة.. كأني بذلك أصف حقيقة جائزة نوبل العالمية للسلام، التي انتهج القائمون عليها سياسة تخالف رؤية صاحبها السلمية، فدسوا من خلالها السم في الدسم، حينما تمنح للطواغيت في أرجاء العالم، رغم أنها باتت تمثل أعظم أحلام المبدعين الأكثر تأثيراً في العالم، فحصل عليها زعيم جنوب إفريقا مانديلا والأديب الكولمبي ماركيز أحد عمالقة الواقعية السحرية إضافة لأكبر العلماء المكتشفين في كافة المجالات الإنسانية والعلمية، وفي الحقيقة ليس هذا كل شيء، لأن تحت دسمها تغلغلت أسماء تقشعر لتاريخها الأسود الأبدان. لتتوالى الأسئلة على الطرح مستفهمة أمر هذا الالتباس.

فلماذا إذن يمنح بعض الطواغيت جائزة وجدت في الأصل لإدانتهم!؟ فهل يدل ذلك على أنها قد سيست من قبل الغرب لخدمة مصالحه في العالم!؟

الأب الروحي لجائزة نوبل هو الصناعي السويدي ومخترع الديناميت، ألفريد نوبل. إذ قام السويدي نوبل بالمصادقة على الجائزة السنوية في وصيته التي وثّقها في (النادي السويدي - النرويجي) في 27 نوفمبر 1895 تكفيراً عما تسببه الديناميت من كوارث أدت إلى مجازر أودت بحياة الملايين من الأبرياء. ولكن لم يخطر بباله أن تمنح ذات الجائزة خلافاً لرسالتها الإنسانية، حينما سيست لتغطي على جرائم أعتى المجرمين في تاريخ البشرية.. فماذا يعني أن تمنح للمجرم الصهيوني مناحيم بيغن أواخر القرن الماضي! دون أن تحقن الدم الفلسطيني الذي ما زال جارياً من قبل الصهيوني المنتهك لحقوقه المشروعة، ونكاية بالجرح الفلسطيني؛ تمنح أيضاً للمجرمين المجحومين بيريز ورابين!!

لكن المثير في الأمر هو منح هذه الجائزة أيضاً لقاتلة المسلمين الأبرياء في بورما، زعيمة المعارضة بونيمار؛ وكأن الجائزة جردت من مضمونها الإنساني لتتحول إلى قناع يغطي على جرائم الكثيرين، حتى أصبح لطعمها نكهة برائحة الدم.. وتحولت إلى منقذ لمجرمي الحرب الصهاينة حماية للكيان الإسرائيلي المغروس كالخنجر المسموم في قلب الوطن العربي، وكي تواري سوءات عملاء أمريكا البورميين حماية لمصالحها في بورما مملكة الياقوت التي من أجل بريقه يغض الطرف عن الانتهاكات السافرة بحق الأقلية البورمية المسلمةً

 

 

في المثقف اليوم