أقلام حرة

مهدي المولى: رحم الله احمد الجلبي كان صادقا

نعم رحم الله السيد احمد الجلبي كان صادقا متمسكا بالصدق لا يبالي ان كان يضره او ينفعه في مصلحته او ضد مصلحته كان همه وهدفه تحرير العراق والعراقيين وبناء العراق وسعادة العراقيين

كان صادقا مع نفسه لهذا كان صادقا مع شيعيته صادقا مع عراقيته صادقا مع وجهة نظره وهذا الصدق جعله ان يضع نفسه وشيعيته وعراقيته ووجهة نظره في خدمة كل العراقيين بمختلف اطيافهم واعراقهم ومناطقهم في خدمة العراق كل العراق

فهو لم يقفز ولم يتجاوز نفسه وشيعيته وعراقيته ووجهة نظره لانها واقع موجود   القفز فوقها او تجاوزها خطأ كبير تؤدي بصاحبها وبدعوته الى الفشل الذريع والهزيمة المنكرة وهذا ما حدث في كل الشعوب التي ابتليت بمثل هؤلاء

فانه ليس ضد الشيعي اذا قال انا شيعي او السني اذا قال انا سني او اليساري قال انا يساري او القومي قال انا قومي فانه يحترم كل انسان ووجهة نظره بشرط ان يضع ذلك في خدمة العراق والعراقيين جميعا

فالذي يكون صادقا مع نفسه يعني ينطلق من مصلحة ومنفعة الاخرين اولا

والذي يكون صادقا مع شيعيته يعني ينطلق من مصلحة ومنفعة الطوائف الاخرى اولا

على خلاف الذي يكون كاذبا مع نفسه يعني ما يقوله غير ما يفعله يعني ما يظهره غير ما يبطنه فهو كاذب في كل ما يدعيه ويتظاهر به فهو كاذب مع طائفته مع قوميته مع عراقيته مع ما يطرح من افكار وآراء

لهذا جعل من نفسه وكل ما يملك من مال من قوة من معرفة في خدمة شيعيته وجعل من شيعيته في خدمة العراقيين كلهم بكل اطيافهم واعراقهم فلم ينطلق من مصلحته الخاصة ومن منفعته الذاتية ابدا بل انطلاقته دائما من منفعة ومصلحة العراقيين  فهو لم يجعل من الطائفة وسيلة ستار للحصول على مصلحة خاصة او منفعة كما فعل الكثير من السياسيين

الحقيقة ان العراق والعراقيين بحاجة اليه ورحيله بهذه المرحلة الصعبة خسارة كبيرة لكن هذا لا يعني الاستسلام للامر الواقع ابدا

فالعظماء لا يموتون بل يبقون احياء في قلوب الاحرار يزدادون تألقا وسموا بمرور السنين والاعوام ويبقون نورا يضئ الدرب لرافضي الظلام والعبودية والراغبين بالنور والحرية وقوة تدفعهم الى التحدي والتصدي لقوى الظلام والوحشية

رحمه كان يملك مالا ويملك نفوذ فوضع ماله ونفوذه في خدمة العراق والعراقيين  ولم يأخذ من العراقيين اي مال ولا نفوذ بل انه هو الذي منحهم ماله الخاص ونفوذه  نعم نال منهم محبتهم واحترامهم

 فكانت قلوب العراقيين هي القبر

واخيرا نقول لك نم قرير العين فالعراق لم ولن يرجع الى عهد العبودية وحكم الفرد رغم الهجمات الوحشية الهمجية لقوى الظلام والعبودية

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم