أقلام حرة

مهدي المولى: الإيزيديون من اكثر الشعوب العراقية أصالة

لا شك ان الشعب الأيزيدي انه من اكثر الشعوب العراقية اصالة واكثرها عراقية بل يمكننا ان نقول انه الشعب الوحيد من بين الشعوب العراقية الذي يمكن ان نطلق عليه شعب وهذا يعني لا يمكننا ان نطلق على الاعراب على الاكراد على التركمان عبارة شعوب لان كل من هؤلاء تكونت من مجموعة من القبائل كل قبيلة من امة من شعب او من نفس الاعراب الاتراك الاكراد

خذ مثلا الاكراد في العراق من اين تكونوا من مجموعة من قبائل هربت من شعوبها من اممها وعاشت في الجبال مختفية معزولة من شر اعمالها مثل قبيلة برزان قبيلة اتت من ارمينا وسكنت في شمال العراق واعتنقت الطريقة النقشبندية السلفية واصبحت سيدة وامام هذه الطريقة الظلامية التكفيرية وعندما اعلن سيد مسعود المقبور صدام ان نسبه يعود الى الرسول ادعى مسعود ان نسبه يعود الى الرسول وان قبيلة الطلبانية تعود الى داعش الصحراء الاول خالد بن الوليد وان قبيلة البرزنجي هي الاخرى تنتسب الى الرسول وهناك قبائل تعود الى الفرس وقبائل تعود الى الاتراك وهذه الحقيقة يمكن قياسها على الاعراب اي بدو الصحراء وعلى الاتراك اي بدو الجبل الغريب ان بدو الجبل اي الاتراك يعتبرون الاكراد بدو الاتراك والاكثر غرابة وعجبا لا تجد الفخر والتعالي والغاء الآخر واحتقاره الا لدى هؤلاء اي بدو الجبل وبدو الصحراء مثل الاعراب والاكراد والاتراك

يقول احد الكتاب تعرض الأيزيديون الى اكثر من 112 حملة أبادة في تاريخهم الطويل ويرفض القول الذي يقول انهم تعرضوا الى 74 حملة ابادة ويضيف ان عدد نفوس الايزيدين كان 82 مليون وكانوا هم السكان الاصليين للعراق من بابل وكرمنشاه وخرم شهر جنوبا الى سلسلة الجبال في العراق وايران وتركيا وسوريا شمالا

ونتيجة لحملات الابادة التي تعرضوا لها تقلص عددهم تدريجيا حتى لم يبق منهم الا عشرات الألوف

من اهم الحملات التي تعرضوا لها في عصرنا هي حملة الابادة التي قام بها الطاغية المقبور صدام والتي حاول فيها الغاء انتمائهم العرقي والديني والاجتماعي وربطهم بحزبه العنصري الفاشي وفرض قيم ونسب اعراب الصحراء

وبعد التحرير في 2003 تعرض الايزيدين لحملة جديدة اكثر وحشية واكثر بشاعة قادها تلميذ صدام مسعود البرزاني فاذا كان صدام استخدم مع الايزيدين اسلوب الترغيب والترهيب في فرض الانتساب الى بدو الصحراء الاعراب والانتماء الى حزبه فان البرزاني استخدم اسلوب الترهيب فقط في الانتساب الى بدو الجبل الاكراد والى حزبه الذي هو نفس شعارات واهداف حزب صدام العشائري

وفي 2014 تعرض الايزيديون الى اكبر ابادة في تاريخ الانسانية وكانت وصمة عار في جبين الانسانية فكانت انتهاكا صارخا لكل القيم الانسانية فكانت هذه الحملة الوحشية ليست ضد الايزيديين وحدهم بل ضد الحياة ضد الحضارة ضد القيم الانسانية ضد كل ما هو جميل في هذه الحياة حيث فجروا ودمروا كل الرموز الدينية والحضارية كل المساجد والكنائس كل دور العلم والمعرفة وذبحوا الرجال وسبوا النساء وعرضوهن للبيع في اسواق النخاسة

 ان الحملة الوحشية الظلامية التي اتت من بدو الصحراء وجدت المساعدة والمساندة من قبل بدو الجبل لم تكن مقتصرة على الايزيدين بل على كل نقطة ضوء ومركزحضاري في العراق كانت ضد كل من يتمسك ويعتز بعراقيته بانسانيته الغريب نشأ تحالف وتعاون بين بدو الصحراء الاعراب وبدو الجبل الاكراد والاتراك ال سعود وكلابهم الوهابية ومسعود البرزاني وسيده اردوغان وجحوشهما وعزة الدوري وثيرانه

السؤال ما هي الاسباب التي ادت الى شن حملات الابادة ضد الايزيدين ولماذا هذا التقلص في اعدادهم ولماذا هذا الضعف وهذا الانغلاق والانعزال عن الأخرين وهذا من اهم الاسباب التي ادت الى ضعفهم وتقلص عددهم وبرر طمع الاخرين فيهم

هناك من يقول السبب هو حروب الابادة التي شنت ضد الايزيدين والحقيقة هذا تبرير غير موضوعي وغيرعقلاني كثير ما تطرح من قبل رجال الدين شيوخ واعيان الايزيديين بل نرى تعرض الشعوب الطوائف الى حروب ابادة ادت الى وحدة تصديهم للقوات المعادية بقوة وفي نفس الوقت تبني نفسها وتتوجه الى العلم الى العمل وهذا ما حدث للشعب اليهودي وغيره الذين تعرضوا لهجمات ابادة الا انهم كانوا اقوى من تلك الهجمات بل صمدوا والسبب هو انفتاحهم على الاخرين وعشقهم للحياة ومساهمتهم في صنعها فكانوا بحق محرك الحياة وتطورها في كل المجالات

لهذا ارى السبب في هذه الحالة التي وصل اليها الايزيدين هم رجال الدين الايزيدي شيوخ الايزيدين وجهائها الذين فرضوا الجهل على الايزيدين العزلة عن الاخرين والانغلاق التام حتى انك لا تعرف عنهم اي شي هل لهم دين ما هي طقوسهم الدينية لا يمكن معرفة ذلك كما ان شيوخهم زعمائهم لم يوحدوا انفسهم كل واحد منهم يتحرك وفق مصلحته الخاصة ومنفعته الذاتية غيرمبالي بمصلحة الايزيدين بل كثير ما تكون ضد مصلحتهم ومنافعهم الذاتية بل نرى هؤلاء الشيوخ وجهاء او رجال الدين في حالة تعرض الشعب الايزيدي ينقسمون وكل قسم يتحالف مع اعداء الشعب الايزيدي مثلا بعضهم ارتمى في احضان صدام وبعد قبر صدام ارتموا في احضان البرزاني والدليل فيان الدخيل كان والدها احد جحوش صدام بعد قبر صدام اصبحت بنته احد جحوش البرزاني

 ومع ذلك اقول ان هذه الجريمة البشعة التي تعرض لها الايزيدين في صالح الايزيدين وفق المثل المعروف ربما ضارة نافعة انها ايقظتهم من نومهم وحركت عقولهم

ليت الايزيدين يخرجون من حالة العزلة والانغلاق والانفتاح على كل العراقيين واعتقد تقرب المجلس الاعلى للايزيدين من المرجعية الدينية الامام السيستاني وانتماء بعضهم للحشد الشعبي انها خطوة جديدة لانهاء حالة العزلة والانغلاق وبداية الانفتاح

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم