أقلام حرة

عقيل العبود: حوار يبحث عن تأمل

akeel alabodالصفاء صورته تختلف تماماً عما تخترله مشاعرنا؛ فمشاعرنا ليست لديها القدرة على محاورة فراشة هائمة.

الصفاء تراه يحب مرافقتها؛ معاشرتها، الإصغاء الى خفتها، التمعن في رقتها، الدنو نحوها، وكذلك الانحناء الى حركتها.

الرحيق يتصف من خلالها، فهو تراه معطرا يبقى، ينتظر جولتها، يعانق انفاس الارض وصوت المطر.

الصحبة نكهتها، تشبه رائحة الورد. الانسام تلك التي تجيد لغة الحوار معها، تراها اكثر شوقا لاستقبال الفصول المورقة.

الزرقة تلك، احيانا تتكون منها لغة الضوء، وتتشكل من انحداراتها أروقة الموج العابر عند ضفاف اخر ما تبقى من الجزر.

البراكين مساحات ما زالت تهدد تلك البقاع، الأشجار العالية،  لولا الجبال لأصبحت اكثر قربا الى السماء.

البساتين زهو يحب خضرته العاشقون. الارتفاعات الشاهقة، كيرياء ازلي؛ اتساق يشبه في امتداداته اتساع محيط لا قاع له.

السحابة العابرة كثافات مائية مهاجرة.

الصمت لا علاقة له بظلمة الليل، لكنه يعشق اطلالة النهار.

الأشجار التي أغصانها تعتمد في زهوها على  ذلك الشموخ، دائماً تطلق العنان الى كبريائها، لعلها تحقق عمقاً اكبر، ومحبة تكاد ان تكون الأكثر قربا ومنزلة لدى الغيوم. 

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم