أقلام حرة

مهدي المولى: التسوية السياسية المصالحة الوطنية دعوتان مشبوهتان

اي نظرة موضوعية عقلانية للوقت الذي تنطلق مثل هذه الدعوات النداءات ومن يطلقها ويدعوا اليها لاتضح لنا بشكل واضج وجلي تنطلق هذه الدعوات عندما تصبح القوى المعادية للعراق الدواعش الوهابية والصدامية ال سعود وعملائهم من دواعش السياسة في مواقف صعبة ومحرجة عندما تشعر بالهزيمة والانكسار ويتضح لنا ايضا بشكل واضح ان من يطلق هذه الدعوات هم ايتام الطاغية عملاء ال سعود واردوغان الفاشلين والمنبوذين من قبل ابناء الشعب او الذين أفلسوا سياسيا وشعبيا معتقدين ان مثل هذه الدعوات والنداءات والمبادرات الفردية تعزز من موقفهم وتمنحهم القوة ومن الممكن ان تنطلي على الجماهير التي نبذتهم وابعدتهم ان تعود مرة اخرى للألتفاف حولهم  وهذا هو المستحيل فالجماهير العراقية سواء كانت سنية او شيعية او حتى كردية وصلت قناعة تامة ان هؤلاء غير صالحين لقيادتهم لتمثيلهم بل انهم مشكوك في صدقهم واخلاصهم وانهم وراء كل ما حدث ويحدث لهم من مصائب ونكبات لهذا قرروا مقاطعتهم وعدم رؤيتهم والسماع لهم

فهذه الجماهير العراقية بدأت تسأل اي تسوية اي مصالحة هذه التي يتحدثون عنها مع من نتصالح نحن العراقيون المحرومة المسروقة المنكوبة سنتها وشيعتها وكرديتها لا يوجد اي خلاف وليس هناك اي صراع فالذين سرقوا الكرد هم سياسي الكرد والذين سرقوا السنة هم سياسي الكرد والذين سرقوا الشيعة هم سياسي السنة السؤال الذي تطرحه الجماهير مع من هذه التسوية مع من هذه المصالحة  هذا سؤال نوجهه لهم لا شك ليس لديهم اي جواب مقنع سوى اجوبة مقنعة بل اجوبة تبريرية  لتضليل وخداع الناس المسروقة المحرومة طيلة هذه الفترة

لدينا دستور ومؤسسات دستورية فكل من يحترم الدستور والمؤسسات الدستورية ويلتزم بهما فهو عراقي وكل من لا يقر بالدستور والمؤسسات الدستورية ولا يلتزم بهما فهو غير عراقي ولا يمكن ان نتصالح معه وليست لنا اي تسوية معه

لهذا اي تسوية او مصالحة خلاف الدستور والمؤسسات الدستورية مرفوضة وغير مقبولة انها بالضد من مصلحة العراق والعراقيين وفي صالح اعداء العراق والعراقيين اردوغان ال سعود وعملائهم داعش الوهابية والصدامية

فكل ماحدث وما نتج من ازمات وفساد وارهاب وسوء خدمات وفشل العملية السياسية نتيجة لعدم احترام والتزام بالدستور والمؤسسات الدستورية  لهذا اي مبادرة خارج الدستور والمؤسسات الدستورية مؤامرة على العراق والعراقيين مؤامرة على قواتنا المسلحة الباسلة وحشدنا الشعبي المقدس مؤامرة على انتصارنا الكبير الذي لاح واصبح في تناول اليد

المعروف جيدا ا ن ال سعود واردوغان وعملائهم في العراق يستهدفون افشال العملية السيا سية الغاء الدستور والمؤسسات الدستورية والعودة بالعراق الى حكم العائلة الواحدة الى حكم صدام الى تنفيذ شعار ال سعود لا شيعة بعد اليوم والذي حاول صدام تنفيذه الا انه قبر ولم ينفذه لهذا ارسل ال سعود واردوغان كلابهم الوهابية واجروا كلاب صدام لتنفيذ المهمة التي عجز صدام عن انجازها وهذه مطالب عناصر الفقاعات النتنة ساحات العار والانتقام في الانبار والموصل وتكريت والحويجة ومناطق عديدة وهي رافعة اعلام صدام واردوغان وموزة وحصة اضافة لعلم مسعود البرزاني ولا تزال نفس الشعارات ونفس الاقوال ونفس الدعوة الى الذبح والقتل والسبي والاغتصاب وبيع النساء في اسواق النخاسة واعتبار كل ذلك تجديد للسنة

هل نتصالح مع هؤلاء ماذا نقول لذوي الضحايا ماذا نقول لمن اغتصبوا زوجته امامه ماذا نقول لمن اغتصبوها امام زوجها ثم ذبحوا زوجها امامها هل الاختلاف على بعض المال على قتل حدث خطأ على خلاف حدث بين مجموعة في حانة خمر

انهم لا يقبلون باي صلح بأي تسوية من اي نوع الا بذبح الشيعة وتهديم قبور ائمتهم ليتهم يقبلون بذبح الشيعة في العراق فقط انهم قرروا ذبح الشيعة في كل مكان من العالم ولو فرضنا وقبلنا الصلح التسوية هل يكفوا عن ذبحنا بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة

الغريب ان التسوية والمصالحة يرفعها لصوص الشيعة  يا ترى ما هو السبب لماذا لصوص الشيعة اكثر خوفا من لصوص السنة ولصوص الكرد

 فاي تسوية سياسية تاريخية واي مصالحة وطنية في هذا الوقت مرفوضة وغير مقبولة بل مشكوك فيها وفي من يدعوا لها

فالعراق في معركة مصيرية صعبة اما ان يكون او لايكون فالعراقي من يدافع عن العراق من يشمر عن ساعديه ويقدم روحه ودمه للدفاع عنه وانقاذه من هذه الهجمة الظلامية الوحشية بدون اي شرط بل لا يريد جزاءا ولا شكورا

اما الذي يحدد شروط ويطلب مطالب فهذا مرفوض لانه داعشي سهل لداعش غزو العراق كتن معتقدا ان داعش ستنتصر لكن داعش على الهزيمة عاد الى العراقيين ووضع شروطه ومثل هذا يجب محاربته قبل محاربة داعش امثال البرزاني النجيفي والكثير من امثالهما   لكن بعد الانتهاء من المعركة وتحقيق الانتصار على الهجمة الداعشية الظلامية المدعومة من قبل ال سعود واردوغان هنا نجلس وفي المقدمة الذين دافعوا عن ارضهم ومقدساتهم وعرضهم وحققوا النصر وطهروا ارض العراق هل معقول نرفض هؤلاء ونسلم العراق للذين باعوا ارضهم وعرضهم ومقدساتهم لاعداء العراق واستقبلوا الكلاب الداعشية الوهابية وفتحوا ابواب بيوتهم وفروج نسائهم لهم

لا يمكن ان تتم اي تسوية واي مصالحة مع هؤلاء ابدا

الذي يريد تسوية ومصالحة عليه ان يركن الى الدستور الى المؤسسات الدستورية واي تسوية ومصالحة تخالف ذلك فانها مشبوهة انها داعشية صدامية

 

مهدي المولى

 

 

في المثقف اليوم