أقلام حرة

عماد علي: ليتني كنت صهرا لـ.. في كوردستان

emad aliيمكن ان نجد نقاط مشتركة ما بين اصهار ترامب واردوغان والمالكي وادوارهم الكبيرة التي حضوا ويحضون بها مستقبلا . هل انه عدوى تنتقل من الشرق الى الغرب ام انعدام الثقة يفرض الانكشار او الانكماش في دائرة ضيقة للتمسك بزمام الامور في السلطة، وهذا يمكن ان ينطبق على حكومات شرقية بعيدة عن الديموقراطية الحقيقية والمؤسساتية وسيادة القانون، وفي ظل عدم وجود مجلس الخدمة والعدالة في تقييم من يتولون المناصب لخدمة الشعب بما يجب ان تكون لديهم امتيازات خاصة لما يُختارون له .

ما النقطة المشتركة بين ترامب والمالكي واردوغان الذي دفع بهم الى ما اقدمو ويقدمون عليه من ذات التوجه وفي اختياراتهم لمناصب حساسة وخطيرة التي تهم عموم الشعب واستراتيجية الدولة، كالوزراء والمناصب الاستخباراتية والممثلين لدى المؤسسات والمنظمات العالمية، الى غير ذلك من ما يمكن تكليفهم لعمل وهدف عام، وبالاخص لما يدر عليهم بالمال والحلال .

لو قيّمنا وفق ما نعلمه عن القادة الثلاث وخلفياتهم، اننا نكشف بان النرجسية وحب الذات والاحتذاء بالنفس والانانية وعدم الخبرة وعدم الايمان بالديموقراطية بشكل فطري وانما يعلنون عكس ذلك لفظيا، من الصفات المشتركة فيهم  مع السير على المجهول دون الالمام باي احتمال قد يضرب بهم وبمن يحكمون، وها قد ضرب باحدهم نتيجة تهوره واحتل داعش في عصره ثلث العراق والخسائر البشرية والمادية التي الحقت بالعراق قصم ظهره دون ان يرف له الجفن، لا بل اراد ان يفرض نفسه ويعيد الكرة لدورة اخرى في الحكم دون ان يعتذر عن اخطائه بل لم يفكر ان يعترف بما حدث في عصره الماساوي، الا انه لم يفلح فيما هدف وتصادم مع الاكبر منه وان الظروف الموضوعية ومواقف مختلفة قد اودى به، وهو لازال يحاول دون ان يتمكن من العودة، ولكنه يتربص بانتهاز فرص  انتخابات اخرى وهو  يكد حتى الانا لذلك الهدف الشخصي دون كلل او ملل .

المالكي الاسلامي الشيعي واردوغان الاسلامي السني وترامب الراسمالي  الفوضوي غير ملعوم الفكر والتوجه المتنقل بين حزب واخر المستند على المال ومغامرات تجارية في مسيرته، والقريب غير المنقطع عن السياسة كاحدى لعبه وهواياته . ويمكننا ان نقول بان اردوغان والمالكي استخدما واتبعا طرقا كثيرة ومنها ملتوية وتعاملا مع السياسة كتجارة، بينما تعامل ترامب بعكسهم تماما استخدم التجارة من اجل السياسة والترفيه وتسجيل المجد الشخصي .

عندما تكون الدولة غير مؤسساتية وفي ظل المؤامرات والتداخلات الكثيرة يمكن ان يشك اي مسؤل في اي شخص يعيَنه لمنصب حساس، ويمكن ان يكون هذا من حقه، ان كان الاختيار للمصلحة العامة ومن اجل تفادي بعض الامور المخابراتية العاملة وما يحصل من الاستغلال للمناصب للحصول الى المعلومات على الرغم من الضرر الكبير نتيحة ما يحصل نتيجة ذلك من الاستاثار بالسلطة وضرب المصالح عرض الحائط في اكثر الاحيان، كما نشاهد صهر اردوغان اليوم والنظرة اليه والاعتمادات المتوجهة اليه والثقة المطلقة به وان لم يكن في المركز الاول في الدولة، هكذا كان المالكي من صهره، وظلّ يعمل هذا في الظل الا انه اعتمد عليه في اموره المختلفة وهو في موضع ثقة حماه . 

اما ما نسمعه هذه الايام من اعتماد ترامب على عائلته  وتوزيع بعض المناصب الهامة عليهم في تسيير امور الدولة العظمى التي تعتبر اكثر الدول مؤسساتيا وديموقراطيا، فكيف يمكن تفسير ذلك، هل هناك ثغرة في شؤون ادارة هذا البلد قانونيا وعرفيا ويستغلها ترامب بمواصفاته التي يريد ان يسجل له مجدا في ان يكون رئيسا لقوة عظمى في حياته اكثر من امور اخرى كثيرة تهم مصالح الشعب العليا ويستند على مغمراته التاريخية التجارية والمالية وهواياته ومزاجاته، ام ان هناك مؤسسات فاعلة تضع له حدا على غير ما يسير عليه اردوغان او ما تمكن منه المالكي . فان النقطة المشتركة التي يمكن ان نسجله مابين ترامب واردوغان والمالكي وهي الاخطر فانهم نرجسيون وفيهم من النزعة الفردية الدكتاتورية التي يعتمدون عليها ليكونوا هم باشخاصهم كل شيء في مناصبهم وهذا بقدر ما يسمحه لهم القانون، وان ضرب الشرقيان اردوغان يعض الشيء والمالكي اكثر شيء القانون ايضا دون ان يلتفتا الى ما يصدر منه من الاضرار العامة، ولازال اردوغان يسير به ضاربا عرض الحائط كل ما يدعيه حتى حزبه من الانسانية والمباديء الدينية، وهوسائر وفق العمليات المخابراتية للعمل السياسي ويريد ان يكون سلطانا جديدا في عصر وظروف موضوعية وذاتية تركية مختلفة جدا عما كانت عليه الامبراطورية العثمانية، اي يريد ان يكون عثمانيا اتاتوركيا بطعم اردوغان ليسجل سابقة لا مثيل لها في تاريخ تركيا ويسجل به اسمه في تاريخ تركيا الحديث اسما وعنوانا وصفة مغايرة كما هم السلاطين واتاتورك، اي اكثر ما يشغله هو احداث انعطافة في تاريخ تركيا تكون مسجلة باسمه ولكنه يواجه عراقيل عصرية غير محسوبة من قبله .

 اليوم يبرز لنا ترامب ومغامراته التجارية السياسية الشبيهة لمغامرات اردوغان السياسية التجارية، وعليه اعتمادهم على الموثوق وان كان مصادفة الا انهم يبحثون عن المعتمد ولم يلقوه الا في اصهارهم ، وهذا ليس غريبا لو تكلمنا من الناحية النفسية الشخصية لكل منهم وما يحملون من الخلفيات المختلفة شكلا والمتشابه عمقا وتوجيها وهدفا، مع اختلاف ظروف بلدانهم الثلاث التارخية والجغرافية والسياسية وما لدى كل منهم من الثقل المختلف كليا عن الاخر .  وهذه هي دنيا الراسمالية التي تعمل بما يتوافق مع جوهر فكرهم وفلسفتهم،  مرة باسم الدين والاسلامي بالاخص شيعة وسنة  او استنادا على الربح تجاريا كما يفعل ترامب مهما كان دينه ومعتقداته . وعليه ارجوا ان يبحث كل عريس عن حمو سياسي تاجر او تاجرسياسي ليضمن له مستقبله، ليتني كنت صهرا  ل....... في كوردستان .   

 

في المثقف اليوم