أقلام حرة

عامرة البلداوي: مقاربة غير مقبولة

amira-albaldawiحضرت خلال اليومين الماضيين في حدثين مميزين  كان الاول المؤتمر العلمي الاول  بعنوان (اهداف التنمية المستدامة ..خارطة طريق في اطار تنموي مستدام) وهو  برعاية وزير التخطيط  أقيم في فندق المنصور 24/11/2016 ، والثاني  هو (حفل اطلاق حملة 16 يوم من النشاط لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي)  برعاية  رئيس الوزراء أقامته الأمم المتحدة – صندوق الامم المتحدة للسكان بالتعاون مع الامانة العامة لمجلس الوزراء في فندق الرشيد 26/11/2016.

حشد وزير التخطيط  الوزراء ووكلاء الوزارات ومحافظ بغداد والامين العام لمجلس الوزراء وكل موظفي وزارة التخطيط وعدد كبير من الاكاديميين واساتذة الجامعات والباحثين ومنظمات المجتمع  المدني والمنظمات الدولية، وبعد جلسة الافتتاح  التي اعلنت فيها رؤية وزارة التخطيط التي تمثل الحكومة  لما سيكون عليه العراق في عام 2030، توزع الحضور بعد ذلك  الى  جلسات فرعية القي  فيها  (50) بحثا علميا بأختصاصات اجتماعية، اقتصادية، بيئية، وكان رؤساء الجلسات وكلاء الوزارات او أساتذة  الجامعات.

أما حفل أطلاق الحملة الذي  يصادف في 25 تشرين الثاني وهو اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة  فلم يحضر فيه رئيس الوزراء، وكان الحضور الحكومي  ضعيفا ماعدا  حضور الامين العام لمجلس الوزراء ووزير العمل والشؤون الاجتماعية والاشخاص الحكوميين المكلفين بألقاء اوراق في جلسات الاحتفالية،  لم يحضر اي عضو من اعضاء مجلس النواب  بما فيهم النساء اللواتي  يمثلن نساء العراق وحتى لجنة المرأة لم تحضر منها اي برلمانية ناهيك عن اي تمثيلمن اي نوع، تحولت كلمات الافتتاح الى سرد لأنجازات وزارة العمل بدل التركيز على الهدف من الحملة وقضايا العنف،وكلمة الامين العام كانت عامة ولاتملك العمق المعبر عن المناسبة، لم يتم دعوة الجهات الحكومية  ذات العلاقة بقضايا العنف لتلقي الضوء على الحالات المسجلة لديها وأهمها (دائرة الحماية من العنف الاسري، واللجنة المركزية  لمكافحة الاتجار بالبشر) لتزويدنا بأحصائياتهم والاجراءات التي اتخذوها في اليوم الذي نريد فيه ايقاف العنف ضد المرأة، كما لم يتم دعوة وزارة الهجرة التي تمتلك أحصائيات النازحات والعائدات ..لا ادري من يضع قائمة المشاركين والمدعوين  والهدف من حضورهم فأذا في يوم أيقاف العنف لانتحدث عن العنف ولانقدم احصائياته حتى اذا كانت ناقصة فمتى سنعمل ذلك ؟  كما تعلمون لقد الغيت وزارة الدولة لشؤون المرأة التي يمكن ان تحشد مجلس الوزراء لحضور افضل ومشاركة اكثر تأثيرا وعمقا . مايلفت النظر ان مابقي من آثار وزارة المرأة لجنة لتنفيذ خطة عمل قرار مجلس الامن 1325 لم يحضر رئيسها الذي يفترض انه الاكثر حرصا على أحياء كافة المناسبات التي تخص المرأة، ولكن ماذا علينا ان نقول  حتى قضايا المرأة كتب على العراقيات ان يترأسها رجل !!!فهل نتوقع منه ان يصنع المعجزات؟ صحيح ان اكثر الحضور من منظمات المجتمع المدني ولكن كالعادة  كان حضورا  للأستماع والتفرج بأنتظار ان يسمح لهم بمشاركة او مداخلة ..لم توفق الدولة بكل مؤسساتها لبناء الشراكة مع منظمات المجتمع المدني التي عادة يكون حضورها ومشاركتها في مؤتمرات الحكومة او البرلمان حسب مزاجهم ورغبتهم وعلاقاتهم ومعرفتهم وليس على اساس شراكة بنيت اسسها وشروطها وضوابطها من الطرفين حيث يقرر  كل طرف من يمثله وماهو الدور الذي سيلعبه بأتقان .

قد تكون هذه المقاربات غير مقبولة  وتثير جدل كبير ..ولكن نحن نعيش ايام المكاشفة والاصلاحات والتسويات الوطنية فلماذا  كلما كان الامر متعلق بالمرأة علينا القبول بأدوار ضعيفة وحيز ضيق لايكاد المرء يستطيع التنفس فيه .. نحن الان في الايام الستة عشر لحملة ايقاف العنف ضد المرأة .. هل شهدتم القاء الضوء على  هذا الموضوع في اي وكالة انباء او قناة  تلفزيونية محلية  ..نحن في واد وكل اولويات الدولة في واد آخر ..نحن المنسيات .. المسبيات .. اللواتي ضيعت حقوقهن وفرصهن .. نعم انا اشعر اننا لانحقق شيء لأنفسنا ولا للمرأة ..لم يسمعنا احد ..ولم يهتم بقضيتنا احد وبرغم كل ماجرى على النساء والذي يفترض ان يجري استعراضه في يوم (25)  ليكون مناسبة كبيرة لايصال الرسائل الى العالم  الا انه  كان يوما باهتا وضعيفا، كان الجميع مشغول بحدث آخر فما قيمة  يوم لأستذكار العنف المسلط على المرأة

 

في المثقف اليوم