أقلام حرة

حسين الشويلي: في تخليص العراق من معاناته

husan alshoayliالعراق من أكثر الشعوب معاشرة للظلم والفقر جرّاء الحروب _ حتى قال السيد صلاح عبد النبي في أحدى تدويناته (الجد كان يحارب الأنكليز والأب كان يحارب أيران والأبن يحارب داعش الأن)

هذا ملخص تأريخ العراق _ ولايجب أن نغفل مايصاحب الحروب والقتال من أعمال كالفقر والتراجع في مستوى التعليم ولهذا التراجع بالغ الأثر على المستويات الأخرى الثقافية والأجتماعية والأقتصادية وحتى الأسرية .

فالكل متعلق ببعضه فالدولة التي تنعم بقوة سياسية نافعة ومستقرة ينسجب الرخاء والنمو على كل الأبعاد ، فالفرد ينتج ويبدع في ظل أنظمة سياسية داعمة له .

وهذه ليست أفكاراً شاعرية ، لامصداق لها في الواقع ، بل يكاد يكون الشرط الوحيد والواقعي لقوة أو ضعف أي مجتمع أنساني .

الحروب

هي اللعنة التي لازمت العراق - ولأجل هذا نجد بكل وضوح أن المستوى التعليمي والثقافي والأجتماعي متدني الى درجات تقترب من اليأس في عملية الأصلاح !

أن طلب الصواب يستلزم ترك الخطأ أولاً أو على أقل تقدير الأعتراف بالخطأ كي يستطيع الفرد من تأسيس علاقة مع عالمه على أسس حضارية مقننة علمياً .

وأولى خطوات مغادرة المنظومة الوراثية التي ألفتها الناس في الأجتماع والأقتصاد الى أن تشمل كافة الأبعاد - محاولة جادة وواعية لطرد الأرث السيئ الذي ورثته الناس من الحقبة البعثية التي غرست في مدارك الناس كل أنواع الرذائل المجتمعية .

وتبدأ هذه الخطوة العلاجية من جميع مؤسسات الدولة لأن هذه المؤسسات هي الوجه الأجتماعي للنظام السياسي .

فأن أعترى وقد يعتري كل يوم فساد ولامبالاة وتلكأ وعدم شعور بالمسؤلية وفوضى في مؤسسات الدولة ينعكس مباشرة على الناس - فيتحول الى شعور سلبي حيال الوطن كدولة ونظام سياسي ،

بمعنى عندما لم يجد المواطن الرعايا الصحيحة والكافية والمعاملة الجيدة ويشعر أن حقه قد سلب أو أطاله التسويف فقد يلجأ الى لعن الدولة والنظام السياسي ويتحول الى ناقم ومشمئز ويتحين الفرص الغير مشروعة لأجل الوصول الى حاجته .

لكن أن تم التعامل معه بمهنية وأنسانية وأستوفى حقه سيعم الرضا نفسه وسيكون داعي لأحترام القوانين والمؤسسات التي أنصفته وأحترمته ، وبهذه الطريقة يتم أحتواء المجتمع والخروج به من حالة الأنفعالات النفسية الى براح الأنتاج العلمي والعملي والتحرك بوعي ومسؤولية .

فالمواطنة عن طريق الحب والاحتواء لا عن طريق الواجبات المفروضة والأحتقار او الكسب المادي او الاجتماعي ،

وفي ظل مؤسسات تعج بالبعثيين لاننتظر أن تنتج حباً أو مواقف أنسانية مثمرة ، ولا تتحقق المواطنة الحقة تحت وصايا موظفي العهد الصدامي المقيت . بل يزداد الشعور باليأس والأنتقام والأبتعاد عن النظام السياسي وخلق حالة عزلة بين الدولة والناس .

أي بأنتظار حرباً مؤجلة كجزء من تأريخ العراق السياسي .

على الحكومة أن تستقدم موظفيين جدد وتسريح كل موظف كان يعمل في نفس الدائرة والمؤسسة في العهد البعثي ، البعث أنتهى سياسيا لكنه وللأسف كأيديولوجية وخلق وضيع مازال في رؤوس أعداد كبيرة من الموظفين القدامى والذين نبتت عقولهم على الرشا والفساد وأهانة الناس واللامسؤولية .

الناس كرهت نظامها السياسي والسبب سوء أخلاق الموظفيين والتسويف والألمبالاة التي يواجها المواطن في مؤسسات الدولة .

المواطن لايتعامل مع رئيس الوزراء ولا مع الوزير أو البرلماني بل مع الموظف فهو بالنسبة له الدولة العراقي

 

في المثقف اليوم