أقلام حرة

ابراهيم الجبوري: دشاديش الموصل وصولات القائد

ibrahim aljabouriالحراك السلمي الذي جرى في محافظات الجنوب رفضاً لزيارة السيد المالكي كان طبيعياً وحق كفله الدستور والاطر الديمقراطية التي طالما تحدث عنها المالكي بنفسه خصوصاً وانها مثلت شرائح مختلفه من ابناء الشعب حتى وان كان اللون الغالب فيها كما يدعي هو من الصدريين مادامت محافظة على سلميتها وعدم التعدي على الاملاك العامة والخاصة .                  

ولكن ردود الافعال التي اظهرها الدعوجيه او الدعاة ومكتب نائب الرئيس كانت بعيده تماماً عن كل الاطر الديقراطية او السياسية وافتقدت للعقلانية خصوصاً ان المالكي ذهب بصفته نائب رئيس الجمهورية وامين عام المتبقي من حزب الدعوه معه وبالتالي كان عليهم اظهار حكمة وصبر الدعاة وان يعبروا عن رفضهم لما حصل بطرق اكثر رقي وحضارة من التهديد والوعيد والاغرب هي ردة فعل رجل حالم بالعوده للسلطة والحكم من بوابة المدن الامنة والمحافظات الساكنه ولكنه يتوعد ابناءها بالقتل والذبح اسوة بما فعلته وتفعله داعش خصوصاً ان مشاهد التمثيل في الجثث وحرق الحسينيات لازالت ماثله وخصوصاً في سوق الشيوخ وغيرها من المناطق الجنوبيه حصراً.                                                                

ان المعارك النبيله التي يخوضها جيشنا الباسل وحشدنا الشعبي في الموصل والانبار وباقي المدن التي اغتصبها داعش في فترة ولاية وحكم المالكي بصفته رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع ووزيراً للداخليه ووو كانت تحتم عليه ان يكون اول المقاتلين والمبادرين لتحرير الموصل وان يكون وفياً وشجاعاً باحترام دماء الشهداء والمقاتلين في سوح المعركه وعدم السعي لاستغلال انشغال هذه القيادات البطلة وباقي الكتل في المعارك الدائرة للتحرير وما بعد التحرير .. ويتوجه بحملة انتخابية مبكرة للمدن التي تحملت العبئ الاكبر من سياسات تبديد الارض والاموال ولازالت تعاني من فترة حكم الولايتين وما سببته من ضياع اموال هذه المحافظات الامنه في مشاريع وصفقات وهمية وفساد حكومي لا يمكن انكاره ... مع التهاون في حفظ دماء الالاف من ابناء هذه المحافظات وتسليمهم للدواعش في سبايكر والصقلاوية ليقتلوا بدم بارد ...                                                

 ان الشجاعة والرجولة كانت تقتضي ممن يهدد بصولة فرسان جديده ويدعوا انصاره الى التأهب لها .. ان يسمعنا هذا الصوت وهذه الدعوه لانصاره لتحرير الارض حينما اغتصبها داعش ايام حكمه او توجيه كوادر الدعوه بصولة على الدواعش في الموصل بعد سقوطها بدلاً من توزيع الدشاديش لقياداته ليهربوا بخفة ويخلفوا المزيد من الاسلحة والاموال لداعش .                  

 ان الاموال التي صرفت ومنحت لشراء الاصوات والتحضير للانتخابات المقبله كان حرياً به ان يوجهها لابطال المنازلة في الموصل ولعوائل الشهداء ودعمهم .. ولكن من يردد رئاسة الوزراء منيتي ولو اثمت بقتل كل الشعب هي الحقيقه الماثله على كل الوقائع وتمنعه من القتال او التوجه لسوح المنازلة كما اعتدنا اليوم ان نشاهده من العبادي في كل مكان من ارض المعركة . وان التلويح بقتل وظلم ابناء الجنوب لتعبريهم عن الرفض لعودته للتسلط على دماء واموال الشعب فيه مفارقة عجيبه ولكنها ليست غريبه على من لا يستفاد من عبر ودروس الماضي القريب التي حولت الهدام صدام من قائد ضرورة الى جرذ هارب منبوذ تلاحقه لعنات الضحايا ودماء الشهداء.                                                             

لقد كنا نتمنى ان نشهد بعد سنتين من الهدوء السياسي الذي يشهده العراق ان نتخلص من الخطاب المتأزم والِصدامي الذي جلب الخراب والضياع للبلد طيلة حكم الولايتين السابقتين ولكن ما يؤسف انه لازال هو الغالب على معظم قيادات الدعوه جناح الولاية الثالثة والذين للاسف لم يراجعوا اخطائهم او يستفيدوا من اخطاء تلك المرحلة ولا زالوا متأثرين بحقبة حكم البعث الصدامي وقياداته التي غلبت الولاء للقائد الضرورة على الولاء الوطني .                                               

ان الدولة مدعوة اليوم الى فرض هيبتها وهيبة مؤسساتها وحفظ ارواح الناس من كل عمل منافي للقانون ومخالف للدستور ومن ترويعهم بالتلويح بالقتل وسفك الدم من اجل السلطة والحكم بشكل فيه الكثير من التعدي على الدولة وعلى حق المواطن في التعبير عن رأيه في رفض زيارة مسؤول متهم بالفساد وضياع الارض والاموال وهدر دماء ابناءنا في سبايكر مثلما يكفل الحق له ان يدعوا انصاره للتظاهر والترحيب به بالورود بدلا من الرصاص ولغة الدم التي لاتجر على اهلنا الا الخراب والدمار.        

ان ما حدث في الناصرية وميسان والبصرة من رفض وتعبير عن رفض اعادة تسويق الوجوه السابقة بشكل جديد للسلطة المطلوب ان يتعزز ويشمل كل الوجوه السابقه والمتهمه بضياع وخراب العراق واهدار امواله وسيادته وامنه وان تشمل الجميع من دون التمييز بين حزب وآخر ووجه وآخر ... ليكون لهذا الشعب وقفة حقيقية في صناعة التغيير واعادة رسم الخارطة السياسية بما يضمن انتخاب الكفاءات الوطنية المخلصة والبعيدة اياديها عن التلوث بالمال السياسي الفاسد.                       

ان صولة الشعب على الفاسدين هي المعيار الحقيقي للتغيير ومقدار الجدية في تحقيق الاصلاح ومتطلباته لبناء دولة المؤسسات ومكافحة الفساد والفاسدين والبدء ببناء دولة المواطن الكريم وعلى الجميع اليوم الوقوف بوجه الاصوات الداعية للفتنه ولاراقة الدم بين ابناء المحافظة الواحدة والشعب الواحد وعلى القيادات التي لازالت تدعي الوطنية ان تنتفض من عبوديتها وترفض الانجرار الى الاقتتال من اجل السلطة والحكم والولاية وتتظافر كل الجهود لتحرير كامل التراب الوطني العراقي والقضاء على داعش وكل الحواضن والبؤر التي من الممكن ان تعود منها لسلب امن المواطن مجدداً ... فلا عوده للدشاديش ولا لصولات القائد على الشعب .... 

 

في المثقف اليوم