أقلام حرة

مهدي المولى: الاحتفال بالعام الجديد ماذا يعني

كل بني البشر في الارض ترى في العام الجديد عام حب وسلام وخطوة جدبدة الى الامام ودرجة رقي وسمو الى الاعلى ووحدة البشر والقضاء على كل السدود وتحطيم كل الموانع التي تمنع اي تقارب بين الانسان واخيه الانسان والتي كانت سببا في زرع الفتن والصراعات والنزاعات والحروب والعنف بين بني البشر

أكد الكثير من محبي الحياة والانسان ان العنف الارهاب الحروب ليست من طبيعة الانسان بل انها طبيعة حيوانية وحشية انها عادة تأصلت به نتيجة للظروف التي عاشها ونشأ بها وتعود عليها واصبحت جزء من قيمه وعاداته يمكن القضاء عليها كما يمكن القضاء على الجهل والمرض وكثير من القيم الفاسدة التي تمارسها الحوانات المتوحشة

منذ ان بدأ الانسان يعي بدأ يحاول الخروج من قيم الطبيعة قيم الوحشية الحيوانية ويحاول ان يسيطر عليها ويوجهها حسب رغبته وفي صالحه ولكن بشكل تدريجي لا شك انه تمكن من تحقيق انتصارات كبيرة وانجازات مهمة في صالحه وتمكن من التخلص من الكثير من القيم الحيوانية المتوحشة وخلق قيم انسانية وبفضل تلك القيم الانسانية تمكن الانسان من السيطرة على الطبيعة وحل الكثير من الغازها وتجنب الكثير من شرورها والتخلص منها وجعلها في خدمته ومن اجله

لهذا فأحتفال بني البشر ببداية العام الجديد كل عام دليل على وحدة البشر دليل على ان بني البشر بني الانسان بدءوا يتوحدون في نظرتهم لحاضرهم لمستقبلهم للتحديات التي تواجههم وكثير ما بدءوا اخذوا يتفقون بشكل عام على الامراض المختلفة الفقر الامية الصحة التخلف العنف والارهاب التي تنتاب بني البشر ويتفقون على الدواء وكيفية المعالجة وكثير ما يضعون الخطط البرامج بهذا الشأن رغم انها لم تشمل كل بني البشر الا انها نسبة هؤلاء الذين يستهدفون وحدة البشر وبناء حياة حرة وانسان حر كريم تزداد وتتسع ومن الطبيعي ان المستقبل لهم الحياة

ربما هذا التصور غير واضح للكثير وانه مجرد حلم ليس الا لا يمكن تحقيقه على الواقع واقول نعم انه مجرد حلم لكني على يقين انه سيكون حقيقة في المستقبل فالانسان حلم وتخيل اشياء لا تصدق في كل الازمنة في كل مراحل الحياة لو عدنا الى الماضي واطلعنا على احلام الانسان قبل الف عام اكثر اقل اصبحت تلك الاحلام التي كانت غريبة والتي لا يصدقها عقل في ذلك الوقت الا انها اصبحت الان حقيقة واضحة ملموسة لهذا علينا ان نكون متفائلين واثقين بعقل الانسان الجبارة المعجزة الوحيدة في هذا الوجود انها روح الله فعلا وزرعناه فيه من روحنا كما اشار القرآن في ذلك

فهذه المنزلة الكبيرة والعظيمة التي وصل اليها الانسان تعود الى عقله فبواسطة عقله اصبح سيد الوجود سيد الطبيعة وبقوة عقله سخرها وكل ما فيها لخدمته ومن اجله

فأحتفال البشرية بالعام الجديد لا يعني اضافة عام الى بقية اعوام عمر الانسان فهذه النظرة القاصرة تزرع اليأس والقنوط للانسان لانه يرى في تجدد الاعوام تقربه من النهاية من الفناء وهذه نظرة الانسان الذي يعيش على هامش الحياة على الاخرين اي الذين لا تزال القيم الحيوانية المتوحشة هي التي تسيره وتوجهه والدليل بعض هؤلاء يخجلون من حقيقة اعمارهم فتراهم اما يخفوها او يقللون من عددها

فالاحتفال بالعام الجديد يعني بداية مرحلة جديدة في تطور رقي الحياة يعني مساهمة جديدة للانسان في بناء الحياة وسعادة الانسان اكثر تطورا واكثر رقيا بحكم التجربة والمعلومات التي اكتسبها خلال العام الماضي لان طموحاته لا تتوقف لهذا تراه لا يشعر بالموت ولا يخافه بل انه يشعر بالموت عندما تتوقف طموحاته

يقول الامام علي اذا تساوى يومي الانسان امسه ويومه فانه يعتبر من الاموات

 

في المثقف اليوم