أقلام حرة

عقيل العبود: هل يمكن استبدال طاقم الحكومة العراقية الحالية بجيل الشباب؟

akeel alabodالعراق يحتاج الى جيل من شباب النخبة، يستطيع ان ينهض بقيادة الدولة العراقية.

 فهنالك نخبة هائلة الذكاء من الذكور والإناث، نخبة صقلتهم لغة التجربة؛ هؤلاء أدركوا بصدق ووفاء معنى ان يكون الانسان مهنيا في عمله، معنى ان يكون الانسان نقيا في ضميره، هؤلاء تمردوا على ما يجري الان في بلد الحضارات، خاصة بعد ان سرقت اثاره، ودمرت مصادر التمويل الحقيقية فيه، وتم التفريط بها.

سالت احدهم عن مستقبله،  فأجاب بثقة عالية سأكون طبيبا في جراحة القلب، وقالت طالبة اخرى سأكون مهندسة معمارية، وقال الاخر سأكون فيلسوفا وحكيما كما زعماء الصين والهند فعلوا، سأعمل على شاكلة كونفشيوس، وبودا، وغاندي، و تكناهام، استوقفتني هذه الإجابات  بطريقة جعلتني مندهشا لا اصدق ما جاءت به عقول هذه الثلة من الشباب. 

سألت الاخر عن سر هذا النوع من الإجابات،  حتى فهمت انه بات متمردا على طريقة جيفارا حيث قال: حكام هذا البلد بعد عصر التغيير دمروا وحطموا كل شىء،

 فقلت كيف وانا ارى هذه القصور والفنادق، والحدائق والمولات، فكان الجواب:

"بهرجة المظاهر هذه لا تسمن ولا تغني من جوع، فلا مستشفى بيه خير، ولا مؤسسة علمية، ولا طاقم طبي يكدر يقوم بواجبه بشكل صحيح، ولو انت استاذ جامعي هنا بالعراق، ثاني يوم تصفيك الأحزاب والكتل، خربوا البلد وصارت الحشيشة تنباع بالشارع، والانحطاط، الخلقي، والملاهي ما كو عليها سلطة، وشيعه وضايع رأسها"

 سألته بجدية ولكن كيف تكون بديلا وانت تنقصك التجربة؟

 فقال: اي تجربة تقصد؟ ابتسمت بسخرية، وقلت تجربة تكنوقراط.

ابتسم هو الاخر قائلا: نحن لا نحتاج الى هاي المليارات، نحتاج الى ضمائر حية؛ ضمائر تحترم  الوطن وحدوده وخيراته وناسه اكثر من حاجتنا الى ما يسمى كذبا كتل، وتكنوقراط، وزعامات، وقنوات فضائية ال هذا وذاك،  نحن بحاجة الى نفوس مخلصة، بحاجة الى بناء مؤسسات علمية، مستشفيات، مراكز أبحاث؛

بحاجة الى وزير تربية يفهم قدسية هذه الوزارة، كما حاجتنا الى وزير تعليم عالي، وصحة، وتجارة، وتخطيط، نحن بأمس الحاجة الى وزير يفهم معنى الاعلام ويميز  بين عصر الثقافة وعصر الانحلال والانحطاط، نحن بحاجة الى وزارة شؤون اجتماعية تفهم في معنى تفكك المجتمع، ووزير مالية يفهم في شؤون المالية والتوزيع، ووزير هجرة ومهجرين يفهم في معنى الهجرة وحقوقهم، نحن بحاجة الى  وزارة حماية البيئة الثقافية والاجتماعية والاخلاقية من هذا الانهيار الذي أصاب الان عقول معظم الناس ونفوسهم وعقولهم، ذلك بفعل تكنولوجيا السقوط الاخلاقي.

لقد غزتنا أفلام الإثارة  الرخيصة والمخدرات التي يتم الان الترويج لها الان بفعل عصابات، نحن بحاجة الى تغيير شامل، فلا امن ولا أمان.

يجب ان نرشح أنفسنا للانتخابات القادمة لحماية الوطن من الدمار.

انتابني الشك بان الإجابات هذه ربما تكون من قبيل الحماس الشبابي، لكنني أدركت بعد حين ان صاحبي الذي اكمل شهادة الهندسة التكنولوجية في العراق منذ خمس سنوات ولم يتم تعيينه، قد قدم اقتراحا لترشيح ممن لم يتم تعيينهم، بديلا عن هذه الحكومة.

فقلت نعم نحن بحاجة الى تغيير حكومي مؤسساتي بموجبه يتم سحب الثقة ممن لم يصونوا شرف الوطن، والمهنة، والمجتمع، نعم نحن بحاجة الى حكومة شبابية من خلالها يتم تعيين موظفين لمتابعة ميزانية الصرف، والرواتب اولا، والآثار المسروقة ثانيا، وحماية عقول الشباب مما يحيط بهم من خراب، وان يفرض نظاما صارما بحق من يروج لتجارة المخدرات، وتلك عقوبة يجب ان يتضمنها دستور العراق القادم، مضافا اليها عقوبة من يروج الى تجزئة العراق واقلمته اوابتراز ثرواته.

ولكن تلك مهمة شائقة تحتاج الى  تأسيس ضمائر وعقول تتبنى نظرية إقامة حكومة شعب، لا حكومة حكومة.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم