أقلام حرة

صادق السامرائي: إمرأة دين!!

قرأت لمفكر عربي راجح، نفيه لمصطلح "رجل دين"، فالدين الإسلامي لا يعرف هذه التسمية، وإنما هي بدعة سلبية لتخريب الدين.

وعند تصفح بعض كتب التأريخ لم أعثر على هذا التوصيف، ولو كان موجودا لعثرت على "إمرأة دين"، أم أن الدين محتكر من قبل الرجل، وإن كان كذلك فهو ليس بدين!!

 فالدين هو دين الإنسان!!

"رجل دين"، أو "رجال دين"، تسمية غامضة لا تتسم بالدقة والوضوح، ولا يوجد لها تعريف أو إشارة في القرآن والسنة وعند علماء وفقهاء الدين.

فمن أين جاءت، وكيف تصدّرت وسادت القرن العشرين وما بعده؟

لا يمكن الجواب على السؤال بسهولة، لكن الواضح، أن الإسلام قد تعرض لهجمة شرسة وضغط غير مسبوق بعد هزيمة الدولة العثمانية، وتم إختراع المفردات والآليات اللازمة لإضعافه وإدامة ضعفه والإستثمار فيه، ويبدو أن هذا المصطلح هو من سيل المخترعات التي حُقِنتْ في المجتمعات الإسلامية.

فالقول برجل الدين، تعطي الحق للإندساس بالدين وتشويهه وتدميره، وهذا ما يحصل في الواقع المتصارع، والذي يقود مسيرة الويلات فيه مَن يسمون أنفسهم "رجال دين"، فيجيزون لأنفسهم حق التصرف بالدين وإعادة تشكيله وفقا لرؤيتهم ورغبتهم وتصوراتهم المبنية على عاهات باثولوجية، تتسبب في دمارات فائقة التأثير.

فالملقبون برجال الدين، هم الذين يفعلون ما يفعلونه بالدين وبأهله، ويتسببون بضعف الأوطان وخسران الإنسان.

فوراء كل سيئةٍ مَن يدّعي بأنه "رجل دين"، وما أدراك مَن هو؟!!

ترى هل سنسمع من الفقهاء والعلماء تعريفا دقيقا لهذه التسمية، أو نفيها وتوعية الناس بضرورة فهم الدين القويم، وعدم الإمعان بالجهل والتبعية للمدّعين بالدين.

الدين روح إنسانية سامية الجوهر نبيلة الفعل صادقة المظهر، وعلى الجميع أن يعمل للتعبير عن دوره في الحياة كإنسان دين؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم