أقلام حرة

أنتفاضة البرلمان من اوقفها؟

لا شك ان انتفاضة البرلمان كانت مفاجئة وغير متوقعة بالنسبة للعراقيين الذين يصرخون ويستغيثون من الفساد والفاسدين وسوء الخدمات  والارهاب والارهابين التي عمت كل العراق وفي كل المجالات وعلى كافة الاصعدة حتى فسد كل شي الرباط والعمامة والسدارة والعقال كما يقول مشعان الجبوري حتى عندما خرجت الجماهير العراقية صارخة في الساحات والشوارع  طالبة النجدة أنقاذها من شدة نيران الفساد التي اكلت كل شي فأتت على اجسادهم  فاسرع اللصوص والفاسدون والفاشلون وايتام الطاغية الذين لا يزالون يعتقدون انه حي وسيأتي على حصان ابيض ويذبح البعثيين الذين خذلوه وتخلوا عن عبادته واعتقدوا انه اعدم ومات فهؤلاء عديمي الولاء والايمان لا يدرون ان الذي اعدم ليس صدام وانما شبيه صدام وحتى الدواعش الارهابية الوهابية امثال جوقة الخشلوك والمدى التابعة للشرخ الاوسخ وغيرهم لركوبها والتوجه بها نحو توجهاتهم الفاسدة كي تزيد نيران الفساد اتساعا وجعلوا منها وسيلة لمساعدة  داعش الوهابية لغزو بغداد ومدن الوسط والجنوب وتفعل بها ما فعلت بالمدن الغربية ولكن خابت ظنونهم وتلاشت احلامهم

وفجأة تبدأ انتفاضة البرلمان وفعلا كانت انتفاضة مباركة شعر المواطن العراقي المسروق المحروم المريض بالامل والتفاؤل واعلن تأييده ومساندته لها وكادت تحقق الكثير بالطرق السلمية والد ستورية  ونالت الكثير من تأييد ومناصرة اعضاء البرلمان الذين كانوا صامتين يريدون الكلام الا انهم كانوا خائفون على رواتبهم على امتيازاتهم وحتى على ارواحهم لكن صرخة بعض اعضاء البرلمان زرعة الثقة والقوة في نفوسهم ودفعتهم بقوة الى الامام كما ان هذه الصرخة عرت وكشفت حقيقة بعض اعضاء البرلمان الذين وصلوا اما بالتزوير او بقوة السلاح لغايات خاصة ومصالح ذاتية وفي خدمة اعداء العراق سواء من الشيعة او من السنة او الكرد  فشعرت بالخطر لهذا هي الاخرى اسرعت الى الانتماء الى صرخة البرلمان الى انتفاضة البرلمان وتعالت صيحاتهم الكاذبة وبدأت تهدد وتتوعد والقيام بتصرفات همجية خارجة على القانون والدستور من خلال الهجوم على مقرات الدولة الشرعية وتدميرها ورفضها والمطالبة بالغائها واتهام كل من فيها بالفساد والمطالبة بطرده بالقوة ونشر الفوضى في الوقت نفسه يرفضون استجواب الفاسدين في البرلمان وفق الدستور بل يدافعون عنهم ويحمونهم في كل الطرق وهيأت كل الظروف لتحرك داعش الوهابية وغزوها لبغداد وحتى مدن الوسط والجنوب وفعلا بدأت في تحركها لولا يقظة ورد شعبنا وحشدنا الشعبي التي قتلتها في مهدها وانقذت بغداد ومدن الوسط والجنوب

وفعلا تمكنت انتفاضة البرلمان التي قادتها جبهة الاصلاح التي ضمت مجموعة من اعضاء البرلمان من كشف الفساد والفاسدين ووقف انتشار الفساد ومحاسبة ومعاقبة الفاسدين وكادت تطيح بالفاسدين وتبدأ مرحلة جيدة وفجأة تتراجع هذه المجموعة الانتهازية العميلة انها تذكرنا بلعبة المجموعة العميلة الخوارج الاشعث بن قيس ابو موسى الاشعري عبد الرحمن بن ملجم في معركة صفين كانت في صفوف الفئة الاسلامية بقيادة الامام علي تعمل كطابور خامس تعمل لصالح الفئة الباغية بقيادة معاوية فهذه المجموعة اي الطابور الخامس تتحرك وفق اوامر الفئة الباغية فكانت تتظاهر بالاسلام كذبا لتضليل وخداع المسلمين حتى وصلت الى الصدارة بل اصبح لها الكلمة المهمة وعندما اصبح انتصار المسلمين في اليد وبدأت الفئة الباغية تفكر في الهزيمة تحرك الطابور الخامس وحولوا الهزيمة الى نصر بل ورفعوا راية العصيان والحرب على المسلمين واتهموا المسلمين المخلصين وعلى رأسهم الامام علي ومن معه من المخلصين بالكفر والخروج على الدين وحللوا ذبحهم وبالتالي ذبحوا الامام لانه كافر لا يصلي فحاولت المجموعة من دواعش السياسة وايتام صدام والانتهازين ان يلعبوا نفس اللعبة التي لعبها اجدادهم في معركة صفين

نعم انهم تمكنوا من شق جبهة الاصلاح البرلمانية وخروج بعض العناصر منها وبالتالي اضعف من قوتها الا انها لم تستسلم ولم تتلاشى بل استمرت في وضعها وتحديها من اجل تحقيق اهدافها وخطتها وبرنامجها حتى لو قل عددها بل ترى في خروج هذه العناصر في هذه المرحلة في صالح جبهة الاصلاح البرلمانية

 فهل من المعقول ان نسمع للاشعث بن قيس لابو موسى الاشعري لعبد الرحمن بن ملجم ان يتهم الامام علي مالك الاشتر بالفساد بالخروج على الشريعة  كما تحاول الفئة الفاسدة في جبهة الاصلاح ان تتهم المخلصين والصالحين وتمنعهم من التحرك للقضاء على الفساد والفاسدين وتطبيق الدستور

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم