أقلام حرة

يكفي الكورد مافيه

و ها نسمع احدا من الصعاليك في باب السلطان، يقول ان المصدر الرئيسي للقلق الدائم والوضع القائم في منطقة الشرق الاوسط باكملها هو الكورد وتحركاته وتوجهاته . فهل من المعقول ان يتكلم احد بهذا الشكل والمحتوى ان لم يكن يحمل في طيات نفسه المتلفلفة المبتذلة مجموعة كبيرة من الحقد الشخصي كان ام الايديولوجي، او ربما اصابته مصيبة ما يحتسبها على الكورد باجمعهم كما هو حال الكثير من المتملقين الذين اقتنصهم القادة في البلدان التي انقسم عليها الكورد طوال هذا التاريخ الذي يشهد لنا العجائب والغرائب غير الموجودة في اية بقعة اخرى في العالم . من العجيب ان نسمع بعض الاراء التي تحمّل الكورد ما يحصل في العراق وسوريا بل يدعي بان الثورة اي احدى ثورات الربيع العربي لم تحصل لولا تدخل الكورد ومشاغباتهم وكانما الثورات العربية من تدبير وفكر وتنفيذ الكورد . والادهى ما في الامر انه يتكلم عن صراع الحضارات وما نشره هانتنغتون ولمح فيها ايضا الى دور الكورد الصاعدين على ظهر ما سماه الحضارة العربية والتركية والفارسية الشرقية وباعتقاده المشوهين لها ولا يعلم بانه يربط الحضارة بالعرق وهو مدعيا ذلك  بتوجه النابع عن العنصرية في اقل وصف له . لا بل يدعي ان كل القلاقل التي تعاني منها منطقة الشرق الاوسط عبر التاريخ لا تحل بوجود مثل هذه القوى الكوردية التي اعتبرها المتخلفة، انه  احد المتملقين المصلحيين من اتباع باب السلطان الجديد  والذي يقتات من ما يخلفه له سلطانه .

انك تعيش بين ظهراني مثل هؤلاء ممن يحملون هذه العقلية والفكر والتوجه ولم تكن في يوم ما اصحاب افكار وتوجهات عقلانية انسانية وانت غير قادر في ادارة نفسك، فهذا هو الضيم على الذات والجهل بمصلحة النفس وما تكمن المصلحة من المتطلبات البعيدة عن ضيق افق الفكر والعقلية، وتجد من ما يُسمون بالقيادة يؤتمرون باوامر هؤلاءو خاضعون لهم في كل ما يفعلون،  ولحد اليوم نجد ان هناك من يعمل لمصلحة هؤلاء بالسر والعلن دون ان يقرا ما هم عليه وما يخططون بكل جدية  لاسقاطهم هم ايضا قبل الشعب الكوردي باكمله .

اننا نعيش في واقع مزري من الازمات المتعددة التي صنعناها بانفسنا لانفسنا جهلا كان ام ضيقا في عقليتنا ام عدم اعتبارنا من تجارب التاريخ او عدم امتلاكنا بمن يمكن ان نسميه بالقائد التارخي الذي يمكنه من انقاذ الشعب وعبوره الى ضفة الامان في مثل هذه المرحلة التاريخية المصيرية العابرة، بل كل ما نملكه هو عقليات ضيقة الافق مهتمة بمجال صغير وما يهمهم اسمائهم هو مصلحتهم واكثر شيء عائلتهم او حزبهم . وتجد في المقابل مثل هؤلاء الذي غرقوا حتى رؤسهم في وحل التعصب والعنصرية . على الرغم كل تلك العداوات وما يطلقون من ما يؤمنون به في قرارة انفسهم، فان القادة الكورد لازالوا يعيشون في دنياهم غير آبهين بما يحصل حولهم والقريب منهم لازال يعتبرهم هم المسببين للويلات له .

اننا في الوقت الذي ندعوا القادة الكورد ان يقراوا ما يجري في هذه المرحلة عالميا واقليميا بجدية واخلاص وتروي وعقلانية وحكمة فائقة، يجب ان يعرفوا بان في هذه المرحلة من المواقف التي  يمكنها ان نجحت ان تُرجع قضيتهم الى الحضيض التي كانت، وهناك من هو يعمل ليل نهار دون توقف للتاثير السلبي على الفرصة النادرة التي سنحت  امام الكورد من اجل سد الطريق امام مسار النجاة التي وفرته له الظروف الموضوعية والتغييرات الاقلمية التي وقعت لصالحه رغما عن كل هؤلاء المتهورين وما يكنون من الحقد الفكري والايديولوجي على شعب مسالم الذي عاش طوال هذه المدة مغدورا . وندعوا هؤلاء الحاقدين على الشعب الكوردي المسالم لسبب ما الى قراءة هذا العصر وما يتسم به كي يعودوا عن غيهم ويعيشوا كما هو الانسان ويتعاملوا مع الاخرين كانسان، ومر الزمان الذي لم يكن الانسان انسانا بل ىلأة بيد من هب ودب فالعصر تغير وهم لم يروا ما يجري  . فدعوا الكورد لينجوا بنفسه وفانه يكفيه ما هو فيه وليس بحاجة الى حمل اثقل من ما حملتموه طوال تاريخه نتيجة ما يهمكم بعقليتكم الفاسدة من اساسها . اننا يمكننا ان نعتب على القادة الكورد قبلكم ولكن هذا لا يعني انكم تستغلون ضعف القيادة والفراغ الكبير في راس الكورد لتملئوا المنطقة بقذاراتكم الناتجة من ما تسيرون عليه منذ مدة من التعصب الاعمى دون تغيير يُذكر .

 

عماد علي

في المثقف اليوم